تأمين
اتحاد التأمين يستعرض دور شركات الحياة والرعاية الصحية لمواجهة مخاطر تغير المناخ
استعرض الاتحاد المصري للتأمين خلال نشرته الأسبوعية الصادرة اليوم السبت، دور شركات تأمينات الحياة والرعاية الصحية في مواجهة مخاطر تغير المناخ.
ونوه، إلى أن تأمين الحياة يعتبر أحد ركائز تحقيق الاستقرار المالي للأفراد وقد شهد الطلب على منتجات التأمين على الحياة ارتفاعاً كبيراً منذ بداية عام 2020 خاصة خلال أزمة كوفيد 19، مما أوجب إعادة النظر فى أهمية منتجات التأمين على الحياة وما توفره من تغطيات متميزة مثل تغطيات الأمراض المزمنة والعجز الكلى والجزئي ..إلخ.
ولفت الاتحاد، في بيان، إلى وجود منتجات تأمين ادخارية تساعد على رفع مستوى المعيشة عند تحقق الخطر على سبيل المثال لا الحصر، تأمين التعليم والمعاش التكميلي، بالإضافة إلى مبادرات الدولة في الاستثمار في مشروعات جديدة مما يتيح لشركات التأمين على الحياة خلق قنوات تسويقية جديدة و تحليل الأسواق، وتحديد ما إذا كان هناك فرص للنمو من خلال تقييم سلسلة قيمة العميل بأكملها لتحديد الفرص المتاحة وتطوير المنتجات لمواجهة التغيير في متطلبات العملاء والعمل على تقديم منتجات تأمينية متخصصة لمواجهة المخاطر المرتبطة بتغير المناخ.
ويعزز الاتحاد المصري للتأمين من خلال لجانه المتخصصة، أهمية التطوير والابتكار فى تقديم منتجات التأمين على الحياة والتأمين الطبي بهدف تعزيز نمو هذا القطاع وزيادة إنتشار المنتجات التى تلبى احتياجات العملاء.
وأضاف الاتحاد، أن تغير المناخ يُشكل تهديداً متزايداً للصحة العامة للإنسان، مما يُلقي بظلاله على قطاع تأمين الحياة والرعاية الصحية حيث يظهر تأثير هذه التغيرات على زيادة معدلات الوفيات المبكرة نتيجة الأحداث المناخية المختلفة مثل موجات الحر والأعاصير والفيضانات والتى تؤدى إلى زيادة حالات الإصابات والوفيات، مما يُثقل كاهل أنظمة الرعاية الصحية ويُؤدي إلى إرتفاع تكاليف الرعاية الطبية.
وتابع ، “لذا فمن المُرجح أن تشهد معدلات الإصابة بالأمراض غير المعدية ارتفاعاً، لا سيما أمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الجهاز التنفسي، والسرطان، فضلاً عن تفشي الأمراض المعدية الاستوائية وظهور أنواع جديدة منها، ومن المحتمل أن تتأثر الفئات الضعيفة مثل كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والمصابين بأمراض مزمنة سلباً بشكل أكبر يؤدي إلى زيادة معدلات الوفيات”.
ولفت، إلى أن عام 2023 كان الأكثر ارتفاعاً لدرجات الحرارة حيث شهدت أجزاء واسعة من أمريكا الشمالية وجنوب أوروبا وآسيا موجات حر شديدة، وفي كندا التهمت حرائق الغابات أكثر من 120 ألف كيلومتر مربع من الغابات، مما أسفر عن زيادة انبعاثات الكربون والتى بلغت 290 ميجا طن.
صعوبة تقييم مخاطر تغير المناخ بدقة
وحول التحديات التي تواجه شركات التأمين على الحياة لمواجهة المخاطر المناخية، أشار الاتحاد إلى، أن أبرز هذه التحديات تتمثل في عدم اليقين عند تقييم المخاطر، حيث يصعب على شركات التأمين تقييم مخاطر تغير المناخ بدقة، وذلك بسبب نقص البيانات والنماذج العلمية المتقدمة لفهم التأثيرات طويلة المدى لتغير المناخ على الصحة والوفيات، قد تُؤدي صعوبة تقييم المخاطر إلى اتخاذ قرارات تسعير خاطئة، مما قد يُؤدي إلى خسائر مالية للشركات.
زيادة تكاليف المطالبات لشركات التأمين على الحياة
ونوه، أن التحديات تتضمن أيضا ارتفاع تكاليف المطالبات؛ فمن المتوقع أن تُؤدي الأحداث المناخية المتطرفة، مثل موجات الحر والأعاصير والفيضانات، إلى زيادة تكاليف المطالبات لشركات التأمين على الحياة، مما يؤدي إلى انخفاض ربحية الشركات و قد يُجبرها على رفع أقساط التأمين أو حتى الحد من تغطيتها.
وأضاف، أن التحدي الثالث يتمثل في التنبؤ المخاطر، فقد تُؤدي تغيرات المناخ إلى تغير أنماط الوفيات والأمراض، مما قد يُؤثر على قدرة شركات التأمين على التنبؤ بالمخاطر بشكل دقيق على سبيل المثال، قد تُصبح بعض المناطق أكثر عرضة للأمراض المعدية أو الكوارث الطبيعية، مما قد يُؤدي إلى زيادة مخاطر الوفيات في تلك المناطق.
صعوبة جذب العملاء والاحتفاظ بهم
ولفت، إلى أن صعوبة جذب العملاء والاحتفاظ بهم يعد من تحديات الشركات، حيث أن فقدان العملاء الحاليين وصعوبة جذب عملاء جدد نتيجة عدم الابتكار فى تقديم منتجات تأمينية تتوافق مع التغييرات المناخية المتلاحقة.
ولفت، إلى أن من ضمن التحديات إعادة تأمين المخاطر؛ حيث أنه بالاضافة إلى ما سبق فهناك أيضا صعوبة تواجه شركات التأمين على الحياة فى إعادة تأمين المخاطر المرتبطة بتغير المناخ.
وحول دور شركات تأمينات الحياة وتأمين الرعاية الصحية فى مواجهة مخاطر تغير المناخ، نوه الاتحاد، أن الشركات تلعب دوراً في تعزيز المرونة الصحية ضد تغير المناخ حيث تعد صناعة التأمين شريكاً ومشاركاً رئيسياً في الجهود العالمية لمعالجة المخاطر الصحية لتغير المناخ في جميع أنحاء العالم وتتحمل شركات التأمين في جميع أنحاء العالم مسؤولية سد فجوة الحماية التأمينية .
وتابع، أنه يتبلور دور قطاع تأمين الحياة والرعاية الصحية فى عدة نقاط منها – على سبيل المثال لا الحصر – التطوير والابتكار من خلال استخدام تقنيات متقدمة لنمذجة التحليلات التنبؤية لدراسة احتياجات واتجاهات العملاء، وتصميم منتجات تلبي تلك الاحتياجات بشكل مبتكر، بجانب الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتطوير نماذج تسعير وإدارة المخاطر المناخية بشكل أكثر دقة وكفاءة.
تقديم منتجات متخصصة تستهدف شرائح سكانية معينة
وأشار، إلى أن دور القطاع يتمثل أيضا في تقديم منتجات متخصصة تستهدف شرائح سكانية معينة، مثل الشباب أو كبار السن أو العاملين في مجالات محددة، بجانب تطوير منتجات تجمع بين التأمين على الحياة والإدخار أو الاستثمار، بحيث تقدم للعملاء فوائد متعددة في منتج واحد، مع تبسيط عملية شراء وثائق التأمين على الحياة و استخدام لغة واضحة وسهلة الفهم في الوثائق والمواد التسويقية.
وأوضح، أن هذه النقاط تتمثل أيضا في الحلول البارامترية وتوفير حلول نقل المخاطر المعيارية "التأمين البارامتري" مع الهيئات الحكومية حيث يعد هذا التأمين من الابتكارات المصممة لمعالجة المخاطر المرتبطة بالحرارة من خلال الاكتتاب المعياري للخطر وتقديم التغطية على أساس بيانات درجات الحرارة المقدرة عبر الأقمار الصناعية، مع توسيع نطاق الوصول والتغطية للعملاء على سبيل المثال منتجات التأمين على الحياة والرعاية الصحية متناهية الصغر، وتسخير الفرص التي توفرها التكنولوجيا الرقمية لمواءمة منتجات التأمين بشكل أفضل مع احتياجات العملاء والتغلب على الحواجز التي تحول دون قبول التأمين.
وتابع، “تتمثل أيضا في أجهزة الاستشعار والأجهزة القابلة للارتداء والتى تساعد شركات التامين على الحياة على جمع البيانات وتقييم المخاطر وتسعيرها بشكل أفضل، فضلاً عن حماية حاملي وثائق التأمين من مخاطر الأحداث المتعلقة بالمناخ و تقدم التغطيات مناسبة للظروف المتعلقة بالمناخ، وتصميم منتجات مواكبة للتطور فى التكنولوجيا والبيئة ومدى قدرتها على تضمين مخاطر المناخ الحالية في التغطيات التأمينية التى توفرها، بجانب الاستثمار في البحث والتطوير لفهم تأثيرات تغير المناخ على الصحة والوفيات بشكل أفضل".
إعداد شراكات لتطوير استراتيجيات التكيف مع تغير المناخ
ونوه، أن هذه النقاط تتمثل في التعاون مع الحكومات والمنظمات الدولية من خلال إعداد بروتوكولات وشراكات لتطوير استراتيجيات التكيف مع تغير المناخ وتخفيف حدته، بجانب التوعية بمخاطر تغير المناخ واتخاذ إجراءات التوعية بمخاطر تغير المناخ وتشجيع العملاء على إتخاذ خطوات للتخفيف من هذه المخاطر، وتقديم منتجات التأمين الخاصة بالمناخ أو الإعفاءات المؤقتة على سبيل المثال ما قدمته إحدى شركات التأمين على الحياة باليابان من تقديم تغطية تأمينية ليوم واحد وفقاً لتوقعات الطقس توفر التغطية تكاليف العلاج في المستشفى والتكاليف الطبية الأخرى للحالات الناجمة عن التعرض للحرارة والشمس.
واستكمل، “أثبتت هذه التغطية نجاحها، حيث تم بيع 6900 وثيقة تأمين في يوم واحد فى عام2022، كما سعت شركات التأمين الصحي بأستراليا إلى تقديم إعفاءات من أقساط التأمين لمدة تتراوح بين شهرين إلى ثلاثة أشهر للعملاء المعرضين للكوارث الطبيعية أو الكوارث غير المتوقعة".
ولفت، إلى دور القطاع يتمثل في توسيع نطاق التغطيات لبعض الأمراض لتلبية الاحتياجات الناشئة الناجمة عن تغير المناخ ونتيجة التعرض للملوثات، بجانب إنشاء خدمات جديدة تُمكن شركات التأمين على الحياة من تنوع مصادر إيراداتها من خلال توفير خدمات إضافية للعملاء على طول سلسلة القيمة الصحية والعمل على توسيع نطاق الوصول إلى الرعاية الصحية للأمراض أو الحالات المرتبطة بالمناخ بتقدير كبير.