سياحة و طيران
رئيس الوزراء يفتتح أكبر مقبرة «صف» في البر الغربي بالأقصر
افتتح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الخميس 18 أبريل، أكبر مقبرة «صفّ» في البر الغربي، بمحافظة الأقصر، لشخص يُدعى «شد سو جحوتي»، أي الإله جحوتي ينقذه، وهو الكشف الأثريّ الجديد، الذي تم التوصل إليه أخيرا أثناء أعمال الحفر الأثري في منطقة ذراع أبو النجا بالبر الغربيّ بمدينة الأقصر.
وشارك في الافتتاح الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة السياحة، واللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، والدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، والمستشار مصطفى ألهم، محافظ الأقصر، وأسامة هيكل، رئيس لجنة الثقافة والإعلام بالبرلمان، وأعضاء مجلس النواب عن الأقصر، والدكتور مصطفى وزيري، أمين عام المجلس الأعلى للآثار، وبحضور 21 من سفراء دول العالم.
وأعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن سعادته بالكشف الآثري، الذي يُعد إضافة جديدة لعظمة المكان تاريخيا وآثريا، ومن شأنه أيضا، تحويل المنطقة لتكون جاذبة للسياحة، تُضاف للمناطق السياحية الآثرية الخالدة في مصر، كما وجه بوضع عدد من الاكتشافات الجديدة، التي يتم الإعلان عنها بين الحين والآخر، في المتاحف الجديدة، التي تنشئها الدولة في كل ربوع مصر.
ومن جهته، أكد الدكتور خالد العناني، أن الوزارة عملت وتعمل على بذل المزيد من الجهود لإنهاء جميع الأعمال المُتعلقة بالاكتشافات الآثرية الجديدة، بخاصة مقبرة «صف» والتمثال الثالث للملك رمسيس الثاني، علاوة على ترميم التمثال بمعبد الأقصر باعتباره آخر تمثال بالمعبد.
وقال الدكتور مصطفى وزيري، إن الكشف الآثري سيعمل على توضيح بعض الأفكار والمفاهيم المتعلقة بتخطيط مقابر الأفراد بمنطقة ذراع أبو النجا، موضحاً أنه تم الكشف عن هذه المقبرة شمال مقبرة «روى» رقم TT255، بعدما أزالت البعثة الأثرية المصرية الردم الناتج عن الأعمال المتراكمة للبعثات الأجنبية منذ ما يزيد عن 200 سنة، الذي كان يغطي المنطقة بأكملها.
وأوضح أنه مع استمرار أعمال الحفائر وإزالة الردم، تمكّنت البعثة من العثور على مقصورة كاملة من الطوب اللبن والبئر الخاص بها داخل فناء مقبرة الصفّ، مؤكدا أنها تعتبر أول مقصورة كاملة يتم العثور عليها بجبانة طيبة، مضيفا: «تُمثل المقصورة نموذجا كاملا لمقبرة من الطوب اللبن، مقبية ذات فناء صغير من الحجر يتوسطه بئر عميق، كما أثبتت الدراسات الأولية أنه من الأرجح تأريخ هذه المقصورة لفترة الرعامسة، نظرا لوجود أمثلة مشابهة لها بجبانة دير المدينة».
وتابع: «البعثة عثرت أيضا على 6 مقابر أخرى أسفل فناء المقبرة الصفّ، ما يمثل المستوى الثاني من المقبرة، حيث تم فتح مقبرة صغيره منها، والخاصة بشخص يدعى شسب كان يعمل كاتبا لمخزن الملك»، لافتا إلى العثور على العديد من اللقى الأثرية، منها مجموعة كبيرة من تماثيل الأوشابتي المختلفة الأحجام والأشكال والمصنوعة من الفيانس الأزرق والخشب، وقناع مجمع من الكارتوناج، وأكثر من 50 ختما جنائزيا لبعض الأشخاص الذين لم يتم العثور على مقابرهم حتى الآن، كما عثرت البعثة أيضا على بردية كاملة مكتوبة بالكتابة الهيراطيقية وملفوفة بخيط من الكتان، بالإضافة إلى عُملة بطلمية من البرونز المخلوط بالنحاس من عصر الملك «بطليموس الثاني»، ومجموعة من الأوستراكات المصنوعة من الفخار، والجزء العلوى لغطاء آنية كانوبية مصنوعة من الحجر الجيري على شكل قرد يُمثل المعبود «حابي» أحد أبناء حورس الأربعة.
وأردف: «تتميز المقبرة الصف بوجود مجموعة من المناظر الملونة والواضحة على أعمدة مداخلها، وتحمل نصوصا سجل فيها اسم صاحب المقبرة، وألقابه، حيث يحمل صاحب المقبرة العديد من الألقاب وهي الأمير الوراثي، العمدة، ورئيس الخدم، وحامل ختم ملك مصر السفلى، وحامل ختم ملك مصر العليا، بالإضافة إلى مناظر أخرى لصيد الأسماك والطيور، التي تظهر محتفظة بألوانها الزاهية، وبقايا منظر لحملة القرابين ومناظر للوليمة، والموكب الجنائزيّ».
وأوضحت الباحثة الألمانية فردريكا كامب، المسئولة عن تسجيل المقبرة، أن المقبرة يتقدمها فناء كبير جدا بعرض 55 مترا، يؤدي إلى مقبرة صفّ بها 18 مدخلا، وبذلك تكون المقبرة، أول مقبرة في جبانة طيبة يوجد بها هذا العدد من المداخل، خصوصا أن أقصى عدد وُجد في مقابر الجبانة، يصل إلى ما بين 11 أو 13 مدخلا، مضيفة أنها تُعد أولى مقبرة يكون عدد مداخلها زوجيا وليس فرديا، وفي ركنها الشماليّ بئر يصل عُمقها إلى نحو 11 مترا، وفي ركنها الجنوبيّ يوجد بئر آخر تقريبا على نفس العمق.
وأكدت أن المقبرة معماريا ترجع لعصر الأسرة 17، وأعيد استخدامها في بداية الأسرة 18 حتى عصر الملكة حتشبسوت، إلا أنه يوجد نموذجان من المقابر في جبانة طيبة تماثل هذه المقبرة معماريا وأيضا من خلال المناظر المسجلة عليهما وهما «TT81- K-150-» وترجعان لعصر الملك تحتمس الأول، مُرجحة أن يكون صاحبها خدم في فترة حكم الملك تحتمس الأول.