تكنولوجيا
"الحريفة".. منصة إلكترونية لتسهيل خدمات العمل الحر
بعد نحو 7 سنوات، تحولت حياة نيرمين النمر من موظفة بدوام كامل تذهب
إلى عملها من التاسعة صباحا حتى الخامسة مساء إلى مؤسسة منصة إلكترونية تدعم وتشجع
العمل الحر في شتى المجالات، أطلقت عليها "الحريفة".
"اخترت
اسم دارج بين الناس، ووجدت على مدار عام ناس حريفة فعلا في كل المجالات خاصة في مجال
التكنولوجيا والتسويق والتصوير والكتابة".. هكذا توضح نيرمين النمر لـ"المصدر"
سبب اختيار اسم المنصة.
وتقول صاحبة الـ29 عاما، إن فكرة المنصة تعتمد على الوساطة بين الراغبين
في العمل بشكل حر والشركات الناشئة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، لأن ميزانياتهم صغيرة
نسبيا ولا يستطيعون تخصيص ميزانية للرواتب بشكل منتظم.
وتضيف أن المنصة تضمن حقوق الطرفين، إذ يعرض كل راغب في العمل الحر
أسعار خدماته ويدفع العميل الأموال نظيرالخدمة التي يطلبها في الحساب البنكي الخاص
بالمنصة وتعلق إدارتها هذه الأموال حتى يحصل العميل على الخدمة المطلوبة بالشكل المناسب،
مقابل نسبة من إجمالي المشروع.
وبدأت فكرة المنصة تنير في رأس نيرمين بعد عرض آخر شركة عملت لصالحها
بالعمل بشكل حر دون الالتزام بعدد ساعات محددة، توضح أنها لم تكن تستوعب حينها مفهوم
العمل الحر، لكنها كانت سعيدة بسبب المرونة التي يتيحها.
وقدمت نيرمين استقالتها من إحدى الشركات غير الهادفة للربح في مارس
2017، في هذه الأثناء بدأت رحلة البحث عن مجتمع العمل الحر، غير أنها وجدت عشرات الآلاف
من المصريين في الفئة من 23 حتى 40 سنة يعملون عن طريق منصات دولية أو إقليمية في ظل
عدم وجود منصة مصرية قوية.
وتتابع أنها وجدت أيضا الآلاف من العاملين بشكل حر يتعاملون عن طريق
مواقع التواصل الاجتماعي "لينكد إن" و"فيس بوك" بسبب صعوبة التعامل
على المنصات الدولية بسبب ضعف اللغة، ما يجعلهم يتعرضون لعقبات أخرى تتمثل في صعوبة
الحصول على الأموال، أو عدم انضباط مواعيد التسليم.
ومن أكثر المجالات المطلوبة في سوق العمل الحر، بحسب نيرمين، الجرافيك
وكتابة المحتوى والترجمة والبرمجة لأن شركات كثرة تتجه لإصدار تطبيقات الهاتف والتسويق
الإلكتروني و"السوشيال ميديا".
ولا يقتصر عمل المنصة فقط على مجرد الوساطة، لكنه يمتد إلى تدريب
وتنمية مهارات الراغبين في العمل بشكل حر وبناء مجتمع قوي لهذا النوع من العمل من خلال
تنظيم ورش عمل وتبادل خبرات وتكوين شبكة علاقات للمبتدئين وللمستويات الأعلى، بحسب
نيرمين النمر.
وتوضح أنها وجدت فجوة بين ما يريده سوق العمل وبين مهارات الراغبين
في العمل الحر، ما يجعلهم غير مؤهلين، لذلك جعلت المحور الثاني من "الحريفة"
متخصص في تدريب هؤلاء الراغبين، مضيفة أن فريق العمل وضع خطة تدريبية متكاملة خلال
2019 بالمشاركة مع جهات متخصصة في التدريب والتطوير.
مؤخرا، عقدت منصة "الحريفة" ورشتي عمل في أسيوط بالتعاون
مع فرع "الجريك كامبس" في المحافظة إحداهما للمبتدئين خاصة بمجالات العمل
المتاحة في السوق وكيفية كتابة السيرة الذاتية وتسعير الخدمات والأخرى للمستويات الأعلى.
وتشير نيرمين إلى أن فكرة مجتمع العمل الحر تعتمد على اللامركزية،
لكن معظم الأنشطة والدورات التدريبية تتركز في القاهرة، رغم أن المحافظات بها عدد كبير
من المهارات المختلفة خاصة في أسيوط والمنصورة والإسكندرية في مجالات التكنولوجيا والبرمجة.
ورغم عدم إطلاق الموقع رسميا حتى الآن إلا أن مشروع "الحريفة"
استطاع إنشاء قاعدة بيانات تضم نحو 1000 راغب في العمل الحر خلال عام من العمل عن طريق
مجموعة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".
وتستطرد نيرمين: "وفرنا عملا لنحو 150 راغبا في العمل بشكل
حر وحوالي 100 عميل وأسسنا قاعدة البيانات عن طريق الاستمارات الإلكترونية التي نضعها
على مجموعة "فيس بوك" التي تحتوي على 14 ألف مستخدم".
وتقول إن التحول من موظفة بدوام كامل إلى مؤسسة مشروع أمر في غاية
الصعوبة، ويحتاج مزيدا من الجهد والبحث والمعرفة، لكن الحظ حالفها، إذ تزامنت بداية
فكرتها مع تصاعد اهتمام الدولة والمجتمع بريادة الأعمال.
التمويل ليس التحدي الوحيد الذي يقابله رواد الأعمال، على حد قول
نيرمين، لكنها تؤكد أن العقبة الأساسية تتمثل في تأهيلهم لإدارة مشروعاتهم بشكل احترافي،
من حيث التسويق والماليات والموارد البشرية وكيفية التعامل مع المستثمرين والمرونة.
وترى نيرمين أن من أهم العقبات التي تقابل الشركات الناشئة في البداية،
تشغيل فريق عمل ذو خبرة وبرواتب صغيرة نسبيا في مقابل ارتفاع أسعار السلع والخدمات،
فضلا عن إيمانهم بالفكرة وكذلك تأجير مكان مناسب، إذ تتخطى الإيجارات الـ5 آلاف جنيه.
ولم تحصل نيرمين على التمويل اللازم لشركتها الناشئة من المؤسسات
المتخصصة، لكنها تستهدف إطلاق المنصة رسميا في مصر وخلال 2020 تسوق خدمات الشركة في
السعودية والإمارات، لأنهما الأعلى طلبا للعاملين بشكل حر، بالتزامن مع إطلاق تطبيق
الهاتف المحمول.