ريادة أعمال
في الزراعة والطب والطاقة.. طلاب النيل يتنافسون على ريادة الأعمال
بين الزراعة والصحة وتدوير المخلفات والاقتصاد وغيرها من المجالات الأخرى
التي تستهدف تطوير المجتمع واستغلال موارده بالشكل الأمثل، تبارى طلاب كلية الهندسة
بجامعة النيل في الملتقى السابع للأبحاث والمشاريع الطلابية، للحصول على
فرصة لتصبح فكرته شركة ناشئة تستطيع المنافسة داخل السوق المحلي.
كريم الليثي ويوسف الأعصر، طالبان بالمرحلة الثانية من كلية الهندسة،
تتركز فكرتهما حول تطبيق يستطيع التحكم عن بعد في عملية ري الأراضي الزراعية وخفض المياه المهدرة، خاصة وأن نظام الري العادي يهدر نحو 45% من المياه، لاسيما أن تقنية هذا
النظام الموجودة في السوق بتكلفة عالية وجودة أقل.
وعقدت جامعة النيل، السبت الماضي، فعاليات الملتقى السابع للأبحاث والمشارع
الطلابية بجامعة النيل الأهلية، الذي تضمن نحو 300 مشروع بحثي، وتنافس ما يزيد على
45 روبوتا في مسابقة للدوري بين طلاب الجامعة.
تنمية الاقتصاد
اختارت داليا زهران وإيهاب إبراهيم، الطالبان في الفرقة الثالثة بكلية
الهندسة، توظيف الرياضيات في تنمية الاقتصاد من خلال نموذج يتنبأ بسلوك المستهلكين
وتحقيق أقصى أرباح ممكنة بعد إدخال المعلومات الخاصة بالمستهلكين إليها والتعامل معها.
تقول داليا زهران لـ"المصدر"، إنها وزميلها وجدا مؤخرا أن
"البلاك فراي داي" حقق مبيعات وصلت إلى 7.9 مليار دولار، ساهمت بنحو 20%
من الاقتصاد الأمريكي لأنهم استطاعوا جذب الجمهور وأقنعوا المستهلكين بإنفاق أموالهم،
أما في مصر لم يحقق هذا اليوم مثل هذه النتائج.
الخلايا العصبية
محمد حبشي وريهام عباس، اختارا قطاع الصحة، إذ يأملان في أن تستجيب الأطراف
الصناعية للمعطيات المختلفة مثل الأطراف الطبيعية من خلال محاكاة الخلايا العصبية للإنسان،
على حد قول حبشي لـ"المصدر".
ويوضح حبشي، الطالب بكلية الهندسة: "عندما يكون لدينا شخص لديه طرف
مبتور ويريد تركيب طرف صناعي، فلو استطعنا تقريب الخلايا العصبية من الطرف الصناعي
من خلال منحه نفس المعطيات والتفاعلات التي تحدث داخل الخلية، وبالتالي تسجيب بشكل
أفضل".
تدوير المخلفات
أما خلود محمد وحبيبة هشام، الطالبتان في الفرقة الثانية بكلية الهندسة،
اختارتا حل مشكلة قائمة بالفعل لإحدى شركات تدوير المخلفات، إذ تقول حبيبة، إن
"أب فيوز" هي شركة تعتمد على جمع الأكياس البلاستيك واستخدامها في إنتاج
حقائب الظهر و"النوت بوك"، كان لديهم مشكلة في صباغة البلاستيك وبالتالي
أثر على جودة الحقائب.
وتضيف خلود لـ"المصدر"، إنها وزميلتها اخترعتا نظاما صحيا وصديقا للبيئة لصباغة الحقائب دون التأثير على جودتها لأن الصبغة التقليدية تجعل المنتج سام عند استخدامه، مشيرة إلى أنهما تواصلتا مع الشركة والخطوة القادمة هي تنفيذ المشروع في مصانع "أب فيوز".
وقال الدكتور أحمد مدين، مدير برنامج الدرسات العليا بجامعة النيل، إن الملتقى السابع لمشروعات طلاب المراحل الأولى من كلية الهندسة يساهم في تطوير السوق المصري، إذ تعتمد فكرته الأساسية على إيجاد حلول لمشاكل المجتمع وأزماته.
وأضاف لـ"المصدر"، أن الملتقى يساعد الطلاب على التعاون مع
الأقسام الأخرى واكتساب مهارات متنوعة، إذ من الممكن اشتراك طلاب من أقسام الإدارة
والأعمال والهندسة في فكرة مشروع تكون نواه لشركة ناشئة تستطيع إثبات ذاتها داخل السوق.
مبادرة رواد النيل
وأوضح مدين، أن المجتمع يستفيد من الأفكار والنماذج التي عرضها الطلاب
خلال الملتقى، إذ قدمت مبادرة رواد النيل لريادة الأعمال 3 جوائز للمراكز الثلاث
الأولى عبارة عن تمويل هذه المشروعات ومساعدتها لتصبح شركات ناحجة في السوق.
وتابع أن الجامعة أبرمت العام الماضي شراكة مع مبادرة رواد النيل التي
ترعاها مجموعة من البنوك لمساعدة الشباب أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة، إذ بدأت
المبادرة في رعاية الملتقيات التي تنظمها الجامعة وتختار منها المشروعات التي يحتاج
إليها السوق لتمويلها.
وأكد أن المبادرة، التي تأتي في إطار توجه الدولة نحو تشجيع المشروعات
الصغيرة والمتوسطة، تتبنى الطلاب الموهوبين، إذ تساعدهم على إعداد دراسات جدوى لمشروعاتهم
وكيفية عرض أفكارهم والدفاع عنها وتصلهم بشركات مهتمة بأفكارهم.
وعن التمويل، قال الدكتور أحمد مدين، إن المبادرة لا تشترط تكلفة محددة
للمشروعات لأن النماذج الأولية في جميع المشروعات تكون عالية التكلفة، ولا تتضح التكلفة
النهائية للمشروع إلا في المراحل النهائية بعد عرض الأفكار وإثبات مدى جدواها.
وأشار إلى أن الجامعة تعد الذراعة التنفيذية للمبادرة، إذ تشير المبادرة
إلى احتياجات السوق، فتعمل الجامعة على إيجاد حلول لهذه المشكلات من خلال مشروعات الطلاب
لتكون نواة لشركات ناشئة أو حلول لمشكلات معينة.
ولفت إلى أن مجلس أمناء الجامعة به عدد من أصحاب المصانع والشركات الكبرى التي تطلب تطوير قطاعات معينة في مصانعهم أو البحث عن حلول معينة لمشكلات داخل الشركات، وبناء على طلبهم يشترك الطلاب في المرحلة النهائية مع طلاب الدراسات العليا في مشروعات بحثية.
وأردف أن الجامعة تبحث أحيانا عن الشركات التي تقدم تمويلات لتنفيذ بعض
مشروعات التخرج للطلاب المرحلة النهائية في الجامعة، مشيرا إلى أن أحدى شركات تصنيع
السيارات كانت لديها مشكلة خاصة في التصنيع، واشترك بعض طلاب أقسام المكانيكا والإلكترونيات
ودخل مشروعهم البحثي الآن حيز التجربة.
وأوضح أن الملتقى ركز هذا الترم على تدوير المخلفات الملوثة للبيئة، وكيف يستفاد منها المجتمع من خلال منتجات أخرى صديقة للبيئة، والزراعة وترشيد الطاقة والقطاع الصحي خاصة أمراض السرطان.