تكنولوجيا
نص كلمة السيسى فى افتتاح الدورة 22 لمعرض القاهرة الدولى للاتصالات
تنشر "المصدر" نص كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في افتتاح فعاليات الدورة الثانية والعشرين لمعرض ومؤتمر القاهرة الدولي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
الأخوة والأخوات،
أولت مصر اهتماماً كبيراً بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث حرصت في رؤيتها في هذا المجال على تطوير وتحديث البنية التحتية للاتصالات، وإقامة المدن الذكية، وتمكين مختلف فئات المجتمع من استخدام الخدمات الرقمية، فضلاً عن نشر الوعي المجتمعي بأهمية التحول الرقمي، وهو ما يساهم في تحقيق نقلة نوعية في المجتمع المصري عبر توطين التكنولوجيا في محافظات مصر المختلفة، وتوفير بيئة تشجع على بناء قدرات الشباب، والنهوض بصناعة وتصميم الإلكترونيات.
إن ما نشهده اليوم من جهد متميز وفكر إبداعي، ومشروعات يجري تنفيذها من خلال التعاون والتنسيق بين مختلف الوزارات والهيئات المعنية، يعزز من الثقة في أننا ماضون على الطريق الصحيح نحو التحول إلى مجتمع رقمي، يحظى فيه أبناؤه بفرص متساوية للمشاركة في عملية التنمية، وتتكامل فيه مؤسسات الدولة لإتاحة خدمات رقمية مبتكرة، تعمل على تحسين الكفاءة التشغيلية وزيادة الإنتاجية، والمساهمة في تحقيق التنمية المجتمعية المستدامة وتحسين مستوى معيشة المواطنين.
وإنه لمن دواعي الفخر أن نجد المبادرات التي أطلقناها تترجم إلى واقع ملموس، وعلى رأسها المعامل الإلكترونية المتكاملة بالمناطق التكنولوجية، والتي تأتى تأكيداً للجهود التي تبذلها الدولة لتوطين التكنولوجيا في محافظات مصر المختلفة، وإقامة صناعة وطنية للإلكترونيات وفقا لمبادرة تصميم وتصنيع الإلكترونيات التي تهدف لجعل هذه الصناعة إحدي دعائم نمو الاقتصاد وزيادة الدخل القومي.
كذلك تأتي الأكاديمية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات للأشخاص ذوي الإعاقة، والتي ستفتتح وفقاً لأحدث معايير الجودة والتدريب، تكليلا لجهود الدولة في دمج وتمكين أبنائنا الأعزاء من ذوي الاحتياجات الخاصة، باستخدام الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بهدف دعمهم وإتاحة المزيد من الفرص لهم للمشاركة والقيام بدور فاعل في المجتمع.
هذا بالإضافة إلى معمل الأمم المتحدة الأفريقي لرعاية الإبداع التكنولوجي؛ والذي تم تجهيزه بأحدث الوسائل العلمية والتكنولوجية الحديثة، بما يساهم في تنمية مهارات وتعزيز قدرات الباحثين والعاملين بالمجالات التكنولوجية من مختلف أنحاء القارة الأفريقية، ولتطوير حلول تكنولوجية إبداعية تساعد في مواجهة التحديات العالمية وتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
السيدات والسادة،
لقد سجلت الحضارات المتتالية بحروف من نور، الإرث الحضاري الذي ساهم به المصري القديم في تاريخ الإنسانية، ونحن كمصريين واثقون في قدرتنا على استكمال مسيرة البناء الحضاري، في ظل ما نمتلكه من شباب قادر على المشاركة الفعالة في بناء المستقبل. ومن هذا المنطلق جاءت استراتيجية الدولة لبناء منظومة متكاملة تسعى إلى تسخير جميع الإمكانيات وتوفير فرص أفضل في التعليم والتنمية لبناء الإنسان المصري، الركيزة الرئيسية لتقدم الوطن.