سيارات و نقل
"النقل": تحالف "روسى - مجرى" يعرض تمويل صفقة عربات السكك الحديدية بفائدة 1,8%
- تستعين بقدرة «السيسى» فى التفاوض لتعديل شروط الصفقة
- الوزارة طلبت من الشركة الصينية خطاب رسمى من البنك الممول بسعر الاقراض
- إجمالى الصفقة يصل لمليار يورو والإعلان خلال أسابيع
علمت «المصدر» أن التحالف «الروسى – المجرى» عرض إتاحة تمويل صفقة شراء 1300 عربة سكك حديدية، بفائدة تصل إلى 1,8٪ على أن يتم توفير هذا التمويل من أحد البنوك المجرية، بينما طلبت وزارة النقل من الشركة الصينية استكمال بعض الأوراق الخاصة بالتمويل ومن بينها خطاب رسمى من البنك الممول بسعرالفائدة فى نفس حدود التمويل المجرى.
وكشفت مصادر مطلعة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى، سيشارك فى مفاوضات صفقة شراء 1300 عربة سكك حديدية، ومنافشة التكاليف المالية للعربات الجديدة، والتى من المتوقع أن تصل إلى مليار يورو التباحث حول مدة التوريد وسعر الشحن والفائدة وهى أكبر صفقة فى تاريخ السكة الحديد، خاصة وأن الرئيس يمتلك قدرات تفاوضية عالية نجحت فى العديد من الصفقات والمشاريع القومية مثل محطات الكهرباء وغيرها.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى، قد التقى وفدًا روسيًا لدعم الخطة المصرية لتطوير مرفق السكك الحديدية ورفع مستوى كفاءته، ومشاركة رئيس وممثلى شركة «ترانس ماش هولدنج» المتخصصة فى تصنيع قاطرات وعربات السكك الحديدية.
ونوه الرئيس إلى التعاون المصرى الروسى فى مجال السكك الحديدية، مُعربًا عن حرص مصر على الحصول على أفضل العروض لتوريد العربات الجديدة لسكك حديد مصر بأفضل الشروط المالية والتعاقدية، بما فى ذلك توطين الصناعة ونقل الخبرات وفق ما تحرص عليه مصر فى كافة تعاقداتها، وذلك فى إطار خطط الدولة لإنشاء 2000 كيلو متر من خطوط السكة الحديد، وما تشمله من محطات ركاب ومحطات تحكم، وفقًا لأفضل المعايير المتبعة عالميًا، وبما يعزز جهود مصر لتحسين مستوى خدمة السكك الحديدية المقدمة للمواطنين.
وأكد المسئول الروسى وأعضاء الوفد المرافقين له الحرص على التعاون مع مصر فى مجال السكك الحديدية ووضع كافة الإمكانيات لدعم الخطة المصرية لتطوير مرفق السكك الحديدية ورفع مستوى كفاءته، وذلك فى إطار المشروعات الكبرى بين الجانبين بما فى ذلك المنطقة الصناعية الروسية الجارى إنشاؤها فى منطقة محور قناة السويس، فضلًا عن إمكانية أن تصبح مصر بوابة للتعاون مع إفريقيا فى مجال النقل بالسكك الحديدية.
وقال هشام عرفات، وزير النقل، خلال اجتماعات اللجنة المصرية المجرية مطلع يوليو الماضى، إن العرض المجرى احتل المركز الثانى ضمن العروض المتنافسة لتوريد العربات الجديدة، مضيفًا أنه جارى التفاوض مع الحكومة المجرية لإجراء بعض التعديلات والشروط خاصة فيما يتعلق بعمليات الشحن والقرض الممول للمشروع.
ويذكر أن الرئيس السيسى، كان قد استعرض جهود تطوير منظومة النقل والسكك الحديدية الشهر الماضى، فى حضور الدكتور هشام عرفات، والدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، وتم التأكيد على عدم تحريك أسعار تذاكر السكك الحديد إلا بعد الانتهاء من تحسين الخدمة.
وعرض وزير النقل، خلال اجتماع مجلس الوزراء الأسبوع الماضى، الوضع الراهن لمرفق السكة الحديد والمشكلات التى تواجه هذا المرفق الحيوى والتى يمكن إجمالها فى تقادم البنية التحتية وأساطيل الجر والعربات للعمر الافتراضى، هذا بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الصيانة والتشغيل، ووجود نقص فى العمالة الفنية.
وأشار وزير النقل إلى وجود 791 جرارًا منها 389 جرارًا تجاوز عمره الأربعين عامًا، ووجود 3012 عربة للركاب منها 1698 عربة تجاوز عمرها الأربعين عامًا، هذا فضلًا عن 3271 عربة بضائع تجاوز عمرها الأربعين عامًا من أصل 8581 عربة، وأوضح الوزير أن الهيئة تقوم بتشغيل 836 رحلة على مدار الــ24 ساعة فى اتجاهى الوجه القبلى والبحرى لنقل الركاب والبضائع.
وأشار الدكتور هشام عرفات، إلى عدد من المشروعات الجارى تنفيذها حاليًا داخل مرفق السكك الحديدية بإجمالى استثمارات تقدر بــ56 مليار جنيه، وأبرزها تصنيع وتوريد عدد 100 جرار وإصلاح عدد 81 جرارًا بالتعاون مع شركة جنرال إلكتريك الأمريكية، بالإضافة إلى تحديث نظم الإشارات لمسافة تصل إلى 1000 كيلو متر بالخطوط الرئيسية للشبكة، وتطوير عدد 1089 مزلقانًا من إجمالى عدد 1332 مزلقانًا، فضلًا عن تطوير وتحسين عدد 181محطة من إجمالى 707 محطات.
وأوضح الوزير أن الإجراءات العاجلة لتحسين مستوى السلامة والخدمة حتى عام 2020، تتضمن دراسة ايقاف مؤقت لعدد إضافى من الرحلات على الخطوط ذات الكثافة العالية لتوفير الوقت الكافى لأعمال صيانة السكك وتنفيذ مشروعات تطوير نظم الإشارات، هذا فضلًا عن دراسة إضافة وسيلة أمان لأجزاء «بواجى العربات» «UIC» لمنع سقوط أى أجزاء من «بواجى العربات»، وفى هذا الصدد تمت الإشارة إلى أنه تم تعديل عدد من العربات وجار الاستعداد لتعديل باقى العربات، هذا فضلًا عن إنشاء مجموعات جودة «Quality Control» بجميع الورش والأحواش للمرور على الجرارات والعربات بعد انتهاء أعمال الصيانة والوقوف على مدى صلاحية العربات للتشغيل.
وأكد الوزير أن الإجراءات العاجلة لتحسين مستوى السلامة والخدمة تتضمن أيضًا رفع كفاءة العنصر البشرى طبقًا للخطط التدريبية التى يتم تنفيذها بمواقع العمل ومراكز التدريب، هذا فضلًا عن اتخاذ عدد من الإجراءات لسد عجز الوظائف الحرجة المتعلقة بالسلامة خلال الفترة «2018-2020».
وأوضح الوزير أن المتطلبات العاجلة لتحسين مستوى السلامة والخدمة حتى عام 2020، تقدر بحوالى 5,6 مليار جنيه تتعلق بصيانة الوحدات المتحركة وتطوير البنية الأساسية والمحطات، هذا بالإضافة إلى تحديث نظم المراقبة. فى نفس السياق شهد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، الأسبوع الماضى، مراسم توقيع عقد توريد وصيانة ماكينة فحص السكة الحديثة EM100U»» لسكك حديد مصر.
ووقع العقد كلًا من المهندس أشرف رسلان، رئيس هيئة السكك الحديدية، وفولف جانج ورتنر، المدير الإقليمى لشركة بلاتر النمساوية بالشرق الأوسط. وقال وزير النقل وقتها بإن الماكينة الجديدة تعتبر من أحدث طرازات الماكينات المتخصصة فى قياس الحالة الهندسية للسكك الحديدية، وتُعد نقلة نوعية فى استخدام طرازات حديثة بدلًا من الطرازات القديمة لماكينات الفحص المملوكة للهيئة التى تعمل منذ 40 عامًا، موضحًا أن التكلفة الإجمالية للتعاقد على الماكينة تبلغ نحو 6,8 مليون يورو، شاملة قطع الغيار المطلوبة، وقيمة عقد لصيانة الماكينة لمدة خمس سنوات، مشيرًا إلى أنه إمكانية أن يتم التوريد خلال عام.
وأضاف الدكتور هشام عرفات، أن الماكينة الحديثة تستخدم تقنية الموجات فوق الصوتية فى القيام بأعمال فحص كافة مكونات المنظومة، بما يشمل فحص السكة والقضبان، وإجراء جميع القياسات للسكك والتفريعات، لافتًا إلى أنها يمكنه إجراء الفحص لكافة خطوط السكك الحديدية خلال نحو شهر، مشيرًا إلى أن الماكينة تقوم بتحليل كافة البيانات الناتجة عن هذا الفحص، لتحديد العيوب ووضع الخطط اللازمة لأعمال الصيانة الوقائية للسكك والتفريعات وكذا التجديدات، على أسس علمية صحيحة، وضمان تحقيق متطلبات السلامة على الخطوط، ومسير القطارات بالسرعات المقررة حفاظا على سلامة الركاب.
من جانبه أوضح رئيس هيئة السكك الحديدية، أن ماكينة فحص السكة الحديثة يمكنها السير بسرعة تصل إلى 100 كيلو متر- ساعة أثناء إجراء الفحص لقياسات السكة الحديدية، كما يمكنها السير بسرعة 50 كيلو متر- ساعة أثناء الفحص للقضبان واللحامات، باستخدام الموجات فوق الصوتية وأنظمة الفيديو، لتحديد مواقع العيوب، حيث تقوم الماكينة بتخزين البيانات على قرص مدمج، وتحليلها واستخراج تقرير بها بهدف وضع خطط أعمال الصيانة والتجديدات.