تكنولوجيا
"منتدى استيطان الفضاء" يناقش قوانين الاستيطان واستغلال الموارد الفضائية
تناولت جلسات منتدى استيطان الفضاء الذي ينعقد بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء، عدة قضايا منها، قوانين استغلال الموارد في الفضاء، وصورة مجتمعات البشر التي ستقام في الفضاء، وتنسيق الجهود.
وقالت سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة للعلوم المتقدمة في جلسة بعنوان "الفضاء في قلب كوكب الأرض"، إن مسألة دراسة كوكب الأرض بهدف استيطان الفضاء ضرورية وهامة من أجل مقارنة خصائصه بالكواكب الأخرى.
وأكدت أن الهدف فهم طبيعة الكواكب الشبيهة، مؤكدة أن الإمارات ماضية في مسيرة تصنيع الأقمار الصناعية وتطوير أنظمتها وإطلاق بعثتها للمريخ وتطوير علوم الفضاء كجزء من رؤية الدولة للابتكار.
وأشارت الأميري لأهمية إقامة منتدى استيطان الفضاء لاستعراض أبرز الخبرات والاستكشافات العلمية في هذا القطاع وتعزيز قنوات التواصل مع الدول الرائدة في مجال البحوث والبعثات الفضائية.
ونوهت إلى ان دراسة خصائص الأرض يكشف المزيد من الآفاق، ومقارنتها بالكواكب الأخرى من أجل الاستثمار في رأس المال البشري الذي سيعود عليه الكثير من العلم والمعرفة بشأن الملاحة الجوية والطقس والمناخ والزراعة والموارد المائية وعلوم الاستمطار.
وأفادت بأن دراسة الأرض بهدف استكشاف الفضاء له غاية بعيدة المدى وهي استيطان الفضاء، بينما تتمثل الغاية الآنية في تطوير مهارات العلماء والمهندسين من خلال دراستهم لبيئات مختلفة وجمعهم لمزيد من البيانات والمعلومات.
وأشادت بدور المهندسين ورواد الفضاء العاملين في مركز محمد بن راشد للفضاء في تطوير العلوم التي تدفع بمسيرة الإمارات نحو استيطان المريخ.
وشددت على أن العلوم والتكنولوجيا هي مستقبل الحياة البشرية، ولهذا من الضروري الاستثمار فيها، وخاصة في دراسة مسائل مثل استيطان الفضاء، فالفضاء هو المستقبل.
وأكدت أن هدف الاستثمار في رأس المال البشري من خلال الحث على البحث والتطوير والدراسة تم تحقيقه، أما الهدف طويل المدى، أي استيطان الفضاء، فهو يتطلب الكثير من الجهد والصبر والمثابرة.
وقالت ليندي إلكينز تانتون قائد الفريق العلمي لمشروع تنقيب المذنب سايكي، خلال جلسة بعنوان "منجم ذهب المستقبل، مهمات التنقيب في الفضاء"، إن المحرك الأساس لاستهداف الفضاء تنبع من رغبة البشر والحكومات على السواء في استكشاف المجهول، والوصول إلى حقائق جديدة.
وأكدت تانتون بأن البشر بحاجة لتعلم الكثير من الأشياء مثل فزيائيات الجاذبية والتنقل وتوفير الحاجات الأساسية عند الاستقرار والعيش في بيئة غير معروفة.
واعتبرت أن العالم اليوم لا يزال في مرحلة إنتاج العلوم التي تؤهل البشر لاستكشاف الفضاء وأن الحديث عن تفاصيل الاستيطان أو التنقيب عن الموارد في الكواكب الأخرى لا يزال مبكراً.
وقال أنجل عبود مدريد، مدير مركز الفضاء في كلية كولورادو للمناجم إنه لا بد أولا من وضع تعريف جامع لمفهوم "الموارد الفضائية"، هل هو شيء جديد أم هي الطاقة الصرفة وأنظمة التموضع بواسطة الأقمار الصناعية أم الضوء الذي نستطيع تحويله بسهولة، فهذه الأشياء نستعملها بشكل يومي وليست بحاجة لاستكشاف.
وتابع عبود بأن المورد الأهم الذي قد نستفيد من وجوده في الفضاء هو الماء الذي نستهلك مليارات الجالونات منه يومياً، ففي المستقبل، الماء في الفضاء سيكون على قدر أهمية النفط في الأرض، وبالأخص عندما تشح موارد المياه على الأرض.
وقالت تانيا ماسون زوان، نائب مدير المعهد الدولي لقانون الجو والفضاء في جامعة ليدن، بخصوص الجدل حول ما يجب أن يكون عليه شكل القوانين التي ستنظم استغلال الموارد في الفضاء، إن التحدي الأكبر يكمن في تقاسم الموارد وليس بالضرورة أن تكون هذه الموارد مالية، ويمكن أن تكون المعرفة.
وتابعت بأنه يجب اعتبار الموارد في الفضاء ملك للجميع ويجب أن تسخر لخير البشرية، فإذا كان هناك كميات وافرة من المياه في الفضاء، فيجب أن توظف لسد النقص على الأرض ولدعم مشاريع التنمية.
وأوضحت ماسون أنه يجب أن يكون الفضاء مجالاً للتعاون والتنسيق بين الدول، خاصةً بما يتعلق حول الاتفاق على القوانين والأنظمة المعمول. وبالأخص عند التعامل مع الموارد المشاريع ذات الصلة بما فيها البحوث والدراسات وتطوير الاختراعات.
واقترحت بأن تكون لوائح القوانين المنظمة ذات صبغة دولية مقررة وألا يترك تشريعاتها للدول بشكل منفرد.
كما اتفق المتحدثون على أن التعليم هو مفتاح التقدم المنشود في مجال الفضاء وغيره، وطالبوا بتحديث نظم التعليم لتصبح تشجيعاً على الجدل والإبداع وأساساً لمجتمعات المعرفة والمهارات.