دولى وعربى
تباينت الآراء بين المعارضة والحكومة في تركيا حول قصر رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان الجديد، ففي الوقت الذي هاجم فيه زعيم المعارضة كمال كليجدار أوغلو القصر الأبيض، كما تسميه وسائل الإعلام بالبلاد، قال محمد علي شاهين، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، إن القصر يعتبر هيبة للدولة ورمزا لرونقها، وليست التكلفة التي أنفقت عليه، مهما كانت، بـ”الأمر المهم”.
قصر أردوغان الجديد.. ما بين انتقادات معارضة لا تهدأ وتبريرات حكومية لا تتوقف
وهاجم كليجدار أوغلو – في كلمة ألقاها أمام رئاسة فرع حزبه بمدينة “غيرصون” بمنطقة البحر الأسود، إنشاء قصر رئاسي جديد بديلا عن القصر الجمهوري الذي بناه مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك.
وأوضح زعيم المعارضة التركية أنه لا يمكن رفع سمعة تركيا بإنشاء قصر له ألف غرفة، بل إن الموضوع سيصبح مثارا للسخرية، مضيفا أن أردوغان يجلس في قصر بألف غرفة، وصلت قيمة إنشاءه إلى 650 مليون دولار في الوقت الذي وصلت فيه أعداد العاطلين عن العمل إلى ثلاثة ملايين شخص، ولقي أبناء تركيا من عمال مناجم الفحم حتفهم من أجل استمرار حياتهم اليومية براتب شهري قدره 1000 ليرة تركية (حوالي 470 دولارا).
وأكد كليجدار أوغلو أن سمعة ومكانة تركيا ترتقي في المنطقة عندما لا تتدخل حكومة العدالة والتنمية في الشؤون الداخلية بالدول المجاورة أولبلد صديق آخر لها في المنطقة، على الرغم من أن مبدأ حكومة الحزب الحاكم انطلق من سياسة “صفر مشاكل” مع الدول المجاورة ولكن اليوم لا يوجد دولة جارة ليست لديها مشاكل معها، مرجعا ذلك للسياسة الخارجية الخاطئة للحكومة.
يأتي ذلك في الوقت الذي رأى فيه دولت بهشلي، زعيم حزب الحركة القومية، ثاني أقوى أحزاب المعارضة التركية، أن أنين المظلومين سيهدم قصر أردوغان الجديد ذا الألف غرفة ولن يجعله يهنأ أو ينعم به.
ووجه بهشلي انتقادات حادة إلى أردوغان، موضحا أن تركيا وكأنها سجلت باسم أردوغان وأصبحت ضمن ممتلكات شخصية موروثة له، وأنه “لاتوجد دولة تحكم بالديمقراطية والقانون في العالم شهدت مثل هذا العفن وهذا الإثم المؤسف”، مضيفا أنه “سيأتي يوم ويهدم أنين المظلومين سقف هذا القصر فوق رأس من فيه”، بحسب قول بهشلي.
في المقابل، دافع محمد علي شاهين، نائب رئيس الحزب الحاكم، عن إنشاء القصر الجمهوري الجديد، وقال في أحد البرامج التليفزيونية إن “مثل هذه البنايات (القصر) تعتبر هيبة للدولة ورمزا لرونقها، وليست التكلفة التي أنفقت على القصر، مهما كانت، بالأمر المهم”.
وأضاف شاهين “مبارك على دولتنا قصر رئاسة الجمهورية الجديد الذي أقيم من أجل دولتنا وأمتنا وشعبنا”.
وتابع شاهين أن رجب طيب أردوغان، الذي يعتبر أول رئيس منتخب من قبل الشعب، هو الذي يستخدم هذا القصر الأبيض، وربما سيتم اختيار رئيس آخر غيره في انتخابات 2019 ليستخدم القصر ذاته بعد أردوغان، ولهذا فهو ليس ملكاً لرؤساء الجمهورية، ولكنه ملك الشعب وحده”.