أخبار مصر
الاتحاد الأوروبي: مصر تتصدر دول أفريقيا والشرق الأوسط في استخدام المياه
قال مسؤول رفيع المستوى في بعثة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة إن مصر تعد دون شك في صدارة الدول الأفريقية والشرق أوسطية فيما يخص كفاءة استخدام المياه .
وقال الدكتور أيمن عياد مدير برنامج المياه واستخداماتها في بعثة الاتحاد الأوروبي لدى مصر، أن مصر تتمتع بنظام مائي فيما يخص الري ومياه الشرب يتسم بقدر كبير من التعقيد والانضباط في ذات الوقت، مشيرا إلى أن هذه الكفاءة المصرية تمتد كذلك إلى عملية إعادة تدوير المياه بمستوياتها المختلفة.
وشدد على أن "مياه الشرب فى مصر آمنة" وفقا لكل الدراسات التي تتم والعينات التى يتم أخذها من من مخارج محطات المياه بنسبة تتجاوز ٩٩،٩ فى المائة وهى نسبة ممتازة.
جاء ذلك في تصريحات صحفية للدكتور أيمن عياد أحد أبرز خبراء المياه الدوليين على هامش ورشة العمل الأولى من نوعها التي نظمها الاتحاد الأوروبى بالتعاون مع الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي واليونيسيف والتي تعقد حاليا على مدار ثلاثة أيام بالعين السخنة بمشاركة العديد من الفرق الجامعية التى شاركت في المسابقة القومية الإبداعية لتصميم حملة إعلامية لترشيد استهلاك مياه الشرب وذلك لتأهيل وإعداد جيل جديد من طلاب كليات الإعلام المصرية قادر على ابتكار وتوجيه وإدارة حملات إعلامية ناجحة تسهم في مواجهة التحديات القائمة ومن بينها ترشيد استهلاك المياه .
وشهدت ورشة العمل التي تركزت حول "دور وسائل التواصل الاجتماعي في حملة ترشيد استهلاك المياه" وقادها فادي رمزي أحد أبرز الخبراء المصريين في مجال وسائل التواصل الاجتماعي وتصميم حملات التوعية واسعة الانتشار نقاشات بشأن العديد من المحاور ذات الصلة بحملات ترشيد استهلاك المياه.
وألقى أنجيل جوتيريس هيدالجو مدير قطاع التعاون الاقتصادى ببعثة الاتحاد الاوروبى فى مصر محاضرة شاملة حول تحديات قطاع المياه فى مصر فيما عرضت نجلاء البديرى منسق الاتصال بالبعثة دور قنوات الانترنت والاتصالات والتسويق لتحقيق الاستخدام الذكى للمياه في مصر.
وأوضح الدكتور عياد فى تصريحاته أن الاتحاد الأوروبى - الذى قدم لمصر منحا فى قطاع المياه بقيمة ٤٢٠ مليون يورو فى اطار برنامج منح خلال الفترة من ٢٠٠٧ حتى ٢٠١٧ - يضخ كذلك منحا استثمارية فى قطاعات المياه والصرف الصحى بمصر بقيمة ٣ مليارات يورو وذلك بالتعاون مع جهات من بينها بنوك كبنك الاستثمار الأوروبى والبنك الإسلامي للتنمية.
وكشف الدكتور عياد النقاب عن مشروع جديد سيتم بالتعاون بين وزارة الرى والاتحاد الأوروبى بقيمة أربعة ملايين ونصف مليون يورو لبناء الكفاءات فى مجال " دبلوماسية المياه " وهو مشروع طموح لتدريب الكوادر المصرية.
وأضاف أن نحو ثلث كميات مياه الشرب التى يتم تنقيتها فى محطات المياه المصرية تتعرض للهدر ولا ينتج عنها عائد للدولة بما يعادل أكثر من ثلاثة مليارات متر مكعب من بين عشرة مليارات متر مكعب تنتج عن هذه المحطات .
وقال عياد إن الهدف من تنظيم ورشة العمل هو إعداد جيل جديد من الشباب المصرى المؤهل وبخاصة من طلاب كليات الإعلام الواعدين فى الجامعات المصرية لقيادة حملات التوعية لترشيد المياه فى ضوء الهدر الكبير الذى تتعرض له.
وحذر من أن مصر التى تصنف حاليا أنها من دول العجز المائى " سوف تدخل لمستوى حد الفقر المائى عندما يصل عدد سكانها الى مائة وعشرة ملايين " نسمة نظرا لأن حصة الفرد عندما يصل عدد السكان لهذا الرقم بعد ما بين أربعة إلى خمسة أعوام سوف تكون خمسمائة متر مكعب سنويا فى ضوء أن حصة مصر الراهنة من مياه النيل تناهز ٥٥ مليون متر مكعب سنويا.
وشدد على أن هذه التوقعات المتوازية مع التزايد المطرد فى عدد السكان تضعنا أمام تحديات كبيرة ناجمة بالأساس عن زيادة السكان.
وأضاف إن الاتحاد الأوروبي يسهم فى مشروعات للصرف الصحى فى اثنتى عشرة محافظة مصرية، ويعمل فى الوقت الراهن مع وزارة الرى فى مشروع عملاق للصرف المغطى بكافة محافظات الدلتا لتحويل المصارف لنظام الصرف المعطى حيث ضخ الاتحاد الاوروبى فى هذا المشروع قرابة أربعين مليون يورو.
وقال إنه بالرغم من أن تطوير نظام الرى والمياه فى مصر فى حاجة لتطوير فى الإطار المؤسسى فإن منظومة المياه فى مصر وبالرغم من التحديات القائمة حققت إنجازات كبيرة، وأضاف أنه من المهم التحرك بقوة فى مشروعات تحسين خدمات الصرف الصحى وإعادة الاستخدام.
وكانت الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى أطلقت مسابقة فى نوفمبر الماضى برعاية رئيس الوزراء وبالتعاون بين وزاراتى الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية والتعليم العالى لتشجيع الطلبة على تصميم رسائل توعويه لمجابهة السلوكيات الخاطئة ودعم ترشيد المياه.
وخلال المرحلة الأولى من المسابقة قدّم 15 فريقا طلابيا أفكارهم الأولية للحملة، وتم اختيار 11 فريقا منهم من قبل لجنة التحكيم.