تكنولوجيا
"ناسا" تكشف عن ثقب أسود يتجول بسرعة 5 ملايين ميل في الساعة
كشفت وكالة أبحاث الفضاء الأمريكية، "ناسا"، عن وجود ثقب أسود عميق بإحدى المجرات الفضائية ويتحرك بفعل موجات الجاذبية على بعد 8 مليار سنة ضوئية من الأرض، وهو ما كشفت عنه الوكالة باستخدام تلسكوب "هابل".
وقالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، في تقرير لها اليوم الاثنين، إنه على مسافة 8 مليارات سنة صوئية من الأرض في مجرة يطلق عليها اسم "3C 186"، اكتشف علماء الفلك ثقباً أسوداً عملاقا، "سوبر ماسيف" "تخلى عن عرشه بالمجرة" على حد وصف الصحيفة، ويدور الآن في الفضاء بسرعة تصل لـ5 مليون ميل في الساعة، مشيرة إلى أن هذا الثقب يتحرك بسرعة هائلة بحيث يمكن له أن يغطي المسافة بين الأرض والقمر في دقائق معدودة.
وأضافت الصحيفة، أن الثقوب السوداء هي عبارة عن أجسام ضخمة لدرجة تمنع نفاذ أي ضوء من خلالها، ويطلق على الكبير منها اسم "سوبرماسيف"، أو "الفتوات الكبيرة"، "Supermassive"، ويبلغ وزنها مليارات وزن الشمس.
وأوضحت "إندبندنت" أن الثقوب السوداء العملاقة تتجول لدى مركز كل مجرة تقريبا، بما في ذلك مجرة درب التبانة، وتتحكم في تشكيل النجوم ويمكنها أن تشوه تركيبة الزمن الفضائي نفسه، ويتطلب الأمر الكثير لإزاحة الثقوب السوداء أو التحكم فيها.
وأشارت الصحيفة إلى ما توصل إليه بعض الباحثين، الذين قالوا إن الشيء الوحيد الذي يمكنه إزاحة "سوبر ماسيف" من مكانه هو موجات الجاذبية، وإن السلوك الغريب للثقب الموجود بالمجرة المذكورة من المحتمل أن يكون نتيجة موجات الجاذبية من زوج آخر من الثقوب السوداء المتصادمة.
وأوضح العلماء أن الطاقة المطلوبة لتفريغ ثقب أسود مثل الذي بتلك المجرة سيعادل 100 مليون مستعر أعظم "سوبر نوفا"، والمستعر الأعظم هو حدث فلكي يحدث خلال المراحل التطورية الأخيرة لحياة نجم ضخم، حيث يحدث انفجار نجمي هائل يقذف فيه النجم غلافه في الفضاء عند نهاية عمره، ويؤدي ذلك إلى تكون سحابة كروية حول النجم، وبراقة للغاية "شديدة البريق" من البلازما، وسرعان ما تنتشر طاقة الانفجار في الفضاء وتتحول إلى أجسام غير مرئية في غضون أسابيع أو أشهر، أما مركز النجم فينهار على نفسه نحو المركز مكوناً إما قزمًا أبيض أو يتحول لنجم نيوتروني ويعتمد ذلك على كتلة النجم، وأما إذا زادت كتلة النجم عن نحو 20 كتلة شمسية فإنه قد يتحول إلى ثقب أسود بدون أن ينفجر في صورة مستعر أعظم.
ويتنبأ الباحثون بأنه خلال نحو 20 مليون سنة سيفلت هذا الثقب من مجرته ويتجول وحده في الكون للأبد.