أخبار مصر
نص كلمة رئيس الوزراء في "مؤتمر علماء مصر بالخارج"
القى المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء كلمة اليوم الأربعاء، في افتتاح المؤتمر الوطني الأول لعلماء وخبراء مصر في الخارج، الذي يعقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمدينة الغردقة خلال يومي 14 و 15 ديسمبر الجاري، بمشاركة نخبة من علماء مصر وخبرائها في الخارج والداخل، وطلاب مصر المتفوقين، وبحضور عدد من الوزراء، ومحافظ البحر الأحمر، وممثلي الجهات والهيئات ذات الصلة.
يأتي المؤتمر، الذي يعد الأول من نوعه، ترجمة لتوجه الدولة المصرية نحو زيادة الإهتمام بعقول أبناءها المهاجرة، والاهتمام باتباع الأساليب العلمية الحديثة في سبيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، كما يعكس هذه المشاركة الكريمة من جانب العلماء الحرص على المساهمة بأبحاثهم ودراساتهم في كافة التخصصات، لخدمة قضايا الوطن، ودفع الجهود المبذولة لتحقيق النمو والإزدهار للأجيال الحالية والمستقبلية.
ويهدف المؤتمر من خلال الجلسات وورش العمل التي ستعقد على مدار يوميه، إلى تعظيم الإستفادة من الاسهامات العلمية والبحثية لعقول مصر في دعم المشروعات التي تستند عليها بقوة استراتيجية مصر للتنمية المستدامة "مصر 2030"، والتي تتضمن مشروع إقامة المنطقة الاقتصادية بمحور قناة السويس الذي يهدف لبناء مركز لوجستي عالمي، هذا إلى جانب مشروعات استصلاح الأراضي والاستزراع السمكي وتطوير أساليب الري، ومشروعات رفع كفاءة الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين، وسبل الاستفادة من التجارب المتقدمة في مجال تحلية مياه الشرب، والتوسع في استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة ومصادر الطاقة البديلة، فضلاً عن مجالات تطوير التصنيع وإقامة المناطق التكنولوجية، ومواكبة التطورات في مجالات الاتصالات، كما تحرص جلسات المؤتمر إلى إيجاد افكار خلاقة لربط التعليم بسوق العمل، والنهوض بالتعليم الفني وبرامج التدريب ومجالات ريادة الأعمال والابتكار.
وفيما يلي نص كلمة السيد رئيس مجلس الوزراء:
السيدة وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج،،،
السيد محافظ البحر الأحمر،،،
علماء مصر،،،
أبناؤنا الأعزاء من طلاب مصر المتفوقين،،،
السيدات والسادة / الحضور الكرام،،،
أود في مستهل كلمتى في افتتاح المؤتمر الوطني الأول لعلماء مصر بمدينة الغردقة، أن أنقل إليكم تحية تقدير وإعزاز من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وتمنياته لكم بالتوفيق والسداد في هذا الحشد المتميز وأن يبلغ مؤتمركم الأول غاياته المأمولة والتي نتطلع إليها جميعًا.
السيدات والسادة الحضور الكرام،،،
إن مصر حكومة وشعبًا ترحب بكم جميعًا في وطنكم الأم، الذي كان ولا يزال يفخر بأبنائه المغتربين، بتميزهم وتفوقهم في مجالات شتى، يُضرب بهم المثل ويعطون القدوة ويمنحون الالهام للكثيرين من طلابنا المتفوقين، الذين أسعد بتواجدهم معنا في هذا المؤتمر.
ويقينًاً فإن مشاركتكم الكريمة وتلبيتكم للنداء الوطني فور تلقيه، لهي موضع فخر واعتزاز منا جميعًا، ومن شأنها أن تولد زخمًا من علمكم وجهدكم وخبراتكم المتميزة، في آليات البناء والتحديث التي تدور رحاها ليلاً ونهارًا بأرضنا الطيبة، دون هوادة أو كلل أو ملل، رغم الصعوبات الكثيرة والتحديات الجمة التي نواجهها دائمًا وأبدًا بلا خوف أو جزع، عازمين على أن الصواب وحده غايتنا إبتغاء مصلحة هذا الوطن، وثقة في وعى شعبه وتحضره وتفهمه للصعوبات الراهنة في تلك المرحلة الفارقة من تاريخه.
علماء مصر الكرام،،،
السيدات والسادة،،،
إن مؤتمركم هذا ليحمل في ثناياه رسالة إلى الجميع، مؤدها أن تلك المرحلة الدقيقة التي تمر بها مصر، لتستوجب منا جميعًا نحن أبناء الوطن في الداخل والخارج أن تتضافرجهودنا سوياً، كي يعضد بعضها بعضًا، سعيًا لترسيم سياسات فاعلة، واقتراح حلول ناجحة لمشكلات مزمنة أو قديمة، يعاني منها مجتمعنا من تراكمات لعقود خلت لا مجال للحديث عنها أو عن أسبابها الآن.
إننا نتطلع لأفكاركم واسهاماتكم التي هي بلا شك ثمرة علم دؤوب وعمل مثمر، لكي نستطيع معًا بروح واثقة وخطى ثابتة المضي قدمًا على طريق المستقبل المنشود، كي يأتي يوم نترك فيه لأجيالنا القادمة ما يجعلهم يفخرون بأسلافهم.
السيدات والسادة / علماء مصر بالخارج،،،
وشبابها الحضور،،،
تعلمون جميعاً أن مصر تمتلك إمكانيات واعدة حضارياً وتاريخياً وجغرافياً، وتعتز كثيراً بقاعدتها البشرية المتميزة، فالشباب هو قوامها الرئيسي، وخبرات أفرادها ومؤسساتها بالغة العراقة والكفاءة، فضلاً عن علاقات إقليمية ودولية طيبة تعزز آمال السلام وثقافة التعاون الدولي ، وتواجه أخطار العنف والإرهاب بلا هوادة.
لقد تبدى عزم مصر الأكيد وتصميمها الذي لا يلين على اقتلاع جذور الخطر الداهم، الذي يسعى للنيل من استقرارنا، وذلك خلال الأحداث الأخيرة، والتي كان أخرها تلك الفاجعة التي تعرضت لها الكنيسة البطرسية، وسقط خلالها شهداء وجرحى من أبنائنا، إن مثل تلك الأحداث لم ولن تفت من عضدنا، بل ستزيدنا إصراراً وعزيمة، على اقتلاع جذور الإرهاب وتجفيف منابعه.
كل هذا وكثير غيره من شأنه أن يجعل من أفكاركم البناءة رافدًا يُفضى في نهر العمل الممتد من أقصى مصر إلى أدناها، بمشروعات عملاقة وأخرى متوسطة وصغيرة، تلبي الاحتياجات وتوفر فرص عمل لمئات الآلاف من شعبنا.
ان الحكومة تعد هذا المؤتمر بمثابة تكئة نرتكز عليها جميعًا لتعظيم اسهاماتكم القيمة في تلك المشروعات الكبرى ومن أهمها مشروع تنمية محور قناة السويس، والذي سيحظى بالجانب الأكبر من الاهتمام في مناقشات هذا المؤتمر.
لقد خطت الدولة خطوات هامة في مجال تنفيذ مشروعات محور تنمية منطقة قناة السويس، بحفر القناة الجديدة، والبدء في الأنفاق التي تصل بين سيناء والدلتا، وإنشاء المنطقة الاقتصادية وإنشاء الطرق بالمنطقة وغير ذلك.
وإجمالاً، أقول إننا نتطلع إلى أن نجعل منطقة قناة السويس، مركزًا دافقًا لصناعات حديثة ومتطورة، لتلبية احتياجات الأسواق المحلية والمحيطة والأسواق العالمية، كما أن الأمل معقود على أن توفر تلك المنطقة بمشروعاتها المستقبلية الآلاف من فرص العمل لتسهم، جنباً إلى جنب مع مشروعات أخرى، في تخفيف وطأة مشكلة البطالة وتحسين مستوى المعيشة لأبناء الشعب المصري.
السيدات والسادة:
إن الحكومة على ثقة بأن هذا المؤتمر يمثل فرصة سانحة، للتفاعل الإيجابي المنشود بين علماء وشباب مصر من ناحية، والقائمين على أمر مشروعاتها القومية من ناحية أخرى بما يحقق الأهداف المرجوة.
وحتما فإن هذا التضافر يشد من أزر الوطن، ويمهد الطريق للمزيد من التقدم والنماء، فلن يبني مصر إلا سواعد أبنائها، فمصر التي ساهمت على امتداد حقب التاريخ بقوة في بناء الحضارة الإنسانية، لتتطلع إلى علمكم وجهدكم يا أبناء مصر بالخارج والداخل، أن تتبوأ مجددًا بعون الله وتوفيقه مكانتها التي تليق بها الآن ومستقبلاً.
وأود في النهاية، أن أكرر شكرى لعلماء وشباب مصر، الذين يشاركون في هذا المؤتمر والقائمين عليه وأتمنى لكم جميعًا كل التوفيق والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،