البورصة المصرية
البورصات العربية قريبا
مغلق
مفتوح
المزيد
ads

دولى وعربى

حذر من تحركات إيران لـ"تشكيل إطار شيعي"، وتحدث عن ضرورة الحوار معها، ودعا الأجانب إلى سحب أيديهم من سوريا، وطالب بإقامة مناطق آمنة، وتوعد بالرد إذا تعرض أمن بلاده للخطر، بحسب مقابلة مع قناة "الجزيرة"

رئيس الوزراء التركي: نقدم ما يمكننا كي لا تسقط "عين العرب"

رئيس الوزراء التركى:احمد
رئيس الوزراء التركى:احمد داود اغلو

صرح رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، بأن أنقرة تقدم ما يمكنها للحيلولة دون سيطرة تنظيم "داعش" على مدينة "عين العرب" (كوباني)، ذات الأغلبية الكردية، شمالي سوريا، قرب الحدود مع تركيا.

ففي حوار مع الإعلامي أحمد منصور، في برنامج "بلا حدود" على قناة "الجزيرة" القطرية، مساء الأربعاء، قال داود أوغلو: "لا نريد سقوط عين العرب، ونقدم ما يمكننا من إسهام كي لا تسقط، ولكن لا حق لأحد أن يلقي بكل المسؤولية على تركيا، فهي ليست المسؤولة عن الأزمة في سوريا، وعلى الجميع أن يساهم في الأمر".

ومضى قائلا: "إذا كنتم لا تريدون سقوط عين العرب فيجب منع انتقال ما يحدث في عين العرب إلى المناطق الأخرى.. يطالبون بمنع سقوط عين العرب ولكن أين كانوا عندما سقطت (محافظة) الرقة (شمال شرقي سوريا).. أين كانوا عندما سقطت (مدينة) جرابلس (غرب عين العرب)..  أين كانوا عندما سقطت (مدينة) الموصل (شمالي العراق)".

وتساءل داوود أوغلو: "أين مسؤولية الجيش العراقي الذي ترك الموصل (منسحبا أمام مسلحي داعش)، وأين كانوا عندما سقطت إعزاز، ليس من الصحيح ربط المسألة بعين العرب أو بمنطقة واحدة".

ودعا من يطالبون تركيا بإنقاذ عين العرب إلى "طرح استراتيجية للحل، ويوضحوا لنا كيف يمكنهم التصدي لموجات اللجوء في حال التدخل".

وبشأن التفويض الذي منحه البرلمان التركي للحكومة بالتدخل في الأراضي السورية والعراقية، قال رئيس الوزراء التركي: "حصلنا على تفويض البرلمان كإجراء احترازي، وذلك للاستعداد لحماية أمن تركيا من أي خطر يهددها (...) ولن نتردد أبدا في استخدام تفويض البرلمان إذا تعرض أمن تركيا للخطر".

وردا على سؤال بشأن إمكانية التدخل دون الرجوع إلى التحالف الدولي المناهض لـ"داعش"، بقيادة الولايات المتحدة، أجاب بقوله: "بالطبع في حال وجود أي تهديد صغير لأمن تركيا لن نتردد في الرد على ذلك، فمثلما قمنا بالرد على وجود الطائرات السورية في المجال الجوي التركي، وأسقطنا مقاتلة ومروحية، فأن تركيا لن تترد في اتخاذ الإجراء الرادع".

وتابع، في المقابلة التي دامت خمسين دقيقة، أنه "تم توجيه تعليمات ضرورية للقوات المسلحة بهذا الشأن".

ومضى قائلا إنه "إذا كانت هناك عمليات في سوريا، ولا تشكل تهيددا مباشرا على تركيا، فإننا نفضل في هذه الحالة التحرك مع المجتمع الدولي، ونقيم تحركنا هنا بشكل مشترك مع تشكيل مناطق آمنة ومناطق حظر جوي".

وطالب داوود أوغلو بما أسمها "رؤية استراتيجية واضحة بهذا الشأن وليس تصريحات بغرض الاستهلاك أو تهدئة الرأي العام فقط".

ثم تطرق إلى إيران (الحليف الرئيس لنظام بشار الأسد في سوريا)، داعيا إياها إلى "استخدام نفوذها لدى النظام السوري من أجل إقناعه بالتوقف عن إراقة دماء شعبه"، وذلك لإنهاء الأزمة السورية التي تدخل عامها الرابع.

وتابع: "لا نرضى أبدا بإقامة علاقات أو إضفاء شرعية على النظام السوري الذي قمع إخواننا السوريين بلا رحمة وشردهم ويتم الأطفال السوريين الأبرياء .. تركيا ستقف وستبقى إلى جانب الشعب السوري دائما".

وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت تركيا ستسمح بدخول أكراد أتراك عبر الحدود التركية إلى مدينة "عين العرب" للدفاع عنها، رفض ذلك بقوله: "يوجد في تركيا سكان عرب، وسكان تركمان .. وهم أيضا طلبوا التطوع للقتال في سوريا، لكننا انتهجنا السياسة نفسها معهم"، في إشارة إلى عدم السماح لهم بدخول سوريا.

وقال إن "الحدود التركية (مع سوريا) ذات تركيبة حساسة.. فهناك عرب وأكراد وتركمان .. وإذا سمحنا لكل هؤلاء بالقتال في سوريا.. فإن الكثير من أهل تركيا سيتورطون في هذه الأزمة.. وبالتالي ستثار فوضي".

ومضى قائلا: "إذا أراد اللاجئون (السوريون) إلى تركيا العودة إلى سوريا للقتال هناك فلن نمنعهم أبدا، أما عن الأطراف (الأخرى) التي تريد القتال في سوريا فهذا سيؤدي إلى طلبات مماثلة في مناطق مختلفة.. وبالتالي سيكون مستحيلا السيطرة على الحدود التركية السورية".

وتعليقاً على اتهامات لتركيا بإقامة علاقات مع تنظيم "داعش"، قال رئيس الوزراء التركي إنها "محض تشويه وافتراءات ضد تركيا، فلا يمكن لتركيا أن يكون لها علاقات مع داعش، وليس وارد تقديم الدعم لها".

وتابع أن بلاده "لم تقم علاقات مع المنظمات المتطرفة، ولا يمكن الدفاع عن الإسلام من خلال طريقة داعش، وعليه ليس ممكنا أبدا أن نقيم علاقة مع هذه التنظيمات".

واتهم المسؤول التركي النظام السوري بأنه "هو الذي يدعم هذه التنظيمات، وهو الذي فتح مجالا لنشاطه، أما تركيا فلا علاقة لها قطعا بالتنظيمات الإرهابية".

ويشن تحالف غربي - عربي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، غارات جوية على مواقع "داعش"، الذي يسيطر على مساحات واسعة في الجارتين سوريا والعراق، وأعلن في يونيو/ حزيران الماضي قيام ما أسماها "دولة الخلافة"، وينسب إليه قطع رؤوس رهائن، وارتكاب انتهاكات دموية بحق أقليات.

وربط رئيس الوزراء التركي بين ما يفعله النظام السوري وبين ما تفعله إسرائيل بقوله: "نحن ضد إسرائيل، ولكن ليعرف الجميع أن عدد المسلمين الذين قتلهم النظام السوري أكثر من الذين قتلتهم إسرائيل.. إسرائيل قصفت المساجد في غزة، والمقاتلات السورية قصفت المساجد في (مدن) حلب وحمص ودمشق خلال صلاة التراويح".

وأضاف داوود أوغلو: "لا هوية للظالم مثلما لا هوية للمظلوم، نحن ندعم المظلوم مهما كان دينه ومذهبه وعرقه، ونعارض الظالم مهما كان دينه ومذهبه وعرقه.. موقف تركيا مبدئي وسوف تتمسك به حتى لو كانت وحيدة".

وأشار إلى أنه "ذهب إلى دمشق ٣ مرات وأجرى مباحثات مع النظام السوري عندما بدأ يقتل شعبه لإقناعه، لكنه لم يستمع".

وطالب بسحب المقاتلين الأجانب من سوريا، بما في ذلك حزب الله اللبناني، والعناصر الإيرانية والروسية والخبراء الروس.

وقال رئيس الوزراء التركي: صحيح أن العناصر الإيرانية موجودة في سوريا لدعم النظام، ونعرف دعم حزب الله للنظام السوري.. لكن ليس من هدفنا الصراع مع إيران ولا حزب الله اللبناني، بل دعم الشعب السوري فقط .. علينا أن نعارض وجود مقاتلين أجانب في سوريا .. وهناك حزب الله الموجود في سوريا ويعتبر مقاتلا أجنبياً .. وكذلك العناصر الإيرانية والروسية وخبراؤها أيضا نعتبرهم مقاتلين أجانب.. على جميع الأجانب سحب أياديهم من سوريا مهما كان الشكل ومهما كانت نيتهم ولنترك سوريا للسوريين يقررون مستقبلهم".

وردا على سؤال بشأن النفوذ الإيراني في المنطقة، أجاب بقوله: "نرفض هيمنة أي دولة على أخرى.. نحن كشعوب يجب أن نعيش بسلام وأمان ووئام وأي دولة تدعي حقوق أو هيمنة على دولة أخرى فهذا سيؤدي إلى وضع لا نهاية له.. نرفض توجه إيران أو أي دولة أخرى إلى مثل هذه الوسائل، والصحي في نظرنا هو إقامة نظام إقليمي جديد، وأن تعيش البلدان باحترام في إطار حدودها الشرعية واحترام سيادة الدول الأخرى".

وقال داوود أوغلو إن "جهود إيران لتشكيل إطار شيعي هو أمر سيزيد التوتر السني والشيعي والصراع الطائفي".

ومضى قائلا إن هذا "سيناريو خطر"، وهذا التعامل "المذهبي" هو "السبب في بروز التيارات المتطرفة في المنطقة".

ودعا إلى على ضرورة "الحوار مع إيران وكل البلدان الأخرى من أجل منع ذلك الصراع الطائفي".

وحول على ما يتم تداوله بشأن تاريخ المناطق التي تسيطر علىيها إيران في المنطقة والتي تعود إلى الدولة العثمانية منذ مئة عام، رفض داوود أوغلو "رؤية العلاقة بين تركيا وإيران، أو الفرس والعثمانيين، على أنها علاقة تنافسية".

وبرر ذلك بقوله: "نحن في المحصلة أصدقاء للشيعة في العراق؛ لأنهم لم يتمردوا على الدولة العثمانية أبدا، والشيء نفسه مع الشيعة والدروز في لبنان".

وقال رئيس الوزراء التركي إن "أولئك الذين أرادوا تحريض الشعوب العربية ضد العثمانيين حاولوا التحريض ضد تركيا عن طريق رسم صورة سلبية عن العثمانين.. نحن نرفض بأي حال هيمنة أي دولة على أخرى بأي شكل من الأشكال.. والواقع أثبت أن تركيا ليس لديها أي أطماع أو تدخلات في شؤون أي دولة أخرى".

وطالب بإقامة "منطقة آمنة"، رافضاً وصفها بـ"المنطقة العازلة"، قائلا: "من الضرورة إعلان منطقة آمنة توفر الحماية للمدنين ومنطقة حظر جوي تحمي المدنيين من أي قصف جوي قد يقوم به النظام (السوري) بعد إبعاد داعش عن عين العرب".

وأضاف داوود أوغلو: "لا نطالب بمنطقة عازلة، ولكن بمنطقة آمنة، لأن الحديث عن منطقة عازلة يكون له بعد عسكري والحقيقة أننا ليس لدينا أي أطماع في أراضي سوريا أو أي أراض أخرى.. نقصد منطقة آمنة تحت حماية المجتمع الدولي أو التحالف الدولي ويكون الناس آمنين تحت من القصف الجوي أو البري".

وحدد طبيعة هذه المناطق بقوله إنها "تختلف في مواقعها وعمقها بحسب المكان الذي تقام فيه.. ومساحة وطبيعة هذه المناطق تتحدد حسب الكثافة السكانية لموقعها .. فهناك (مدينة) حلب (شمالي سوريا)، التي تعاني من هجمات النظام وداعش، وبالتالي ستكون هناك أكثر من منطقة بين حلب والحدود التركية، والأمر نفسه في إدلب وشمال اللاذقية وجرابلس وعين العرب".

وعن الجهة التي تحدد المساحة وتفاصيل المناطق الآمنة، رأى أن "الأفضل أن تحددها الأمم المتحدة ليكون لديها مشروعية دولية قوية، وإن عجزت الأمم المتحدة، وللأسف فنحن دائما ننتظر مجلس الأمن الدولي أن يتخذ قرارات وهو لا يتخذ مثل هذه القرارات، فإن التحالف الدولي قد يتخذ مثل هذا القرار ويؤمن الحماية لهذه المناطق".

وأعرب رئيس الوزراء التركي عن استعداد بلاده لـ"الإسهام  في هذه المناطق الآمنة إذا تقرر تشكيلها"، مضيفا أن "تركيا لا تريد التدخل في سوريا ولا نريد أن نتحمل بمفردنا كل هذه المخاطر.. وقد حان الوقت، بل وتأخر، لتسوية شاملة في سوريا".

ومضى قائلا إن "تدخل تركيا بمفردها في الحرب في سوريا لن يؤدي إلى حل دائم للأزمة.. إذا كانت هناك حاجة فعلية للتدخل، فعلى المجتمع الدولي أجمع أن يتدخل في كل مناطق الظلم في سوريا وليس في عين العرب فقط".

وأضاف أن "سيطرة داعش على مناطق مجاورة لتركيا.. يشكل خطرا وتهديدا استراتيجيا عليها"، مضيفاً أنه "كلما فقدت المعارضة السورية المعتدلة والجيش السوري الحر، اللذان يحاربان النظام، قوتهما، فإن داعش، الذي حصل على دعم النظام، يزداد قوة".

ورأى رئيس الوزراء التركي أن "تصفية داعش قد تظهر منظمات إرهابية جديدة تملأ مكان داعش، وقد يملأ النظام (السوري) مكان داعش، لذا فمن الضروري مساعدة السوريين في بناء سوريا الجديدة".

تعليقات فيسبوك

تابعونا على

google news

nabd app news
اشترك في نشرتنا البريدية
almasdar

ليصلك كل جديد في قطاع البورصة والبنوك