تكنولوجيا
تقرير: 13% من شعوب العالم لا تصل إليها خدمات الإنترنت
لا يزال حلم توافر خدمات الإنترنت العالمية يكتنفه الكثير من الصعوبات إلى الحد الذي يصل فيه إلى مستوى الوهم بالنسبة للعديد من مواطني القارة الأفريقية، ما لم يبادر المعنيون والمهتمون بالتكنولوجيا بالعمل على تزويد المواطنين المحليين في الدول الأفريقية بالقدرات والمهارات اللازمة لزيادة تواصلهم مع الشبكة العالمية.
وقال المنتدى الاقتصادي العالمي، في تقرير حمل عنوان "الإنترنت للجميع.. إطار عمل للإسراع بالوصول إلى الإنترنت وتطبيقه"، "إن القدرة على الوصول إلى خدمات الإنترنت لا تزال تعد معوقا رئيسيا لما يقارب نحو 13% من الشعوب في أنحاء العالم ممن يعيشون تحت خط الفقر".
ويبقى أيضا معوقا بالنسبة لأولئك الأشخاص الذين يرون استخدام الإنترنت وتطبيقاته مكلفة للغاية، أو أنهم لا يدركون بصورة كافية القيمة المالية الممكنة التي ربما ستعود عليهم من استخدام الإنترنت.
وكشف تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي في أفريقيا، الذي صدر من العاصمة الرواندية كيجالي أن هناك مؤشرات أخرى تدلل على ضآلة استخدام الإنترنت في القارة، لافتا إلى أن نحو 75% من تعداد السكان في شرق أفريقيا ليس لديهم قدرة على الوصول إلى الإنترنت، إضافة إلى الافتقار إلى الإمكانات ونقص المهارات، فإن مسألة البنية التحتية تمثل عائقا كبيرا في العديد من الدول، خصوصا تلك التي تعاني الفقر أو اتساع نطاق المناطق النائية وابتعاد السكان عن المناطق الحضرية، مشيرا إلى أن كثيرا من الأسواق النامية تحتاج إلى استثمارات كثيفة في قطاع تكنولوجيات المحمول المتطورة.
من جانبها، قالت نائبة رئيس المسئولية المؤسسية المستدامة في "إريكسون جروب" إليان فايدمان جرونيفالد "إن القيود بشأن توسيع استخدام الإنترنت تنحصر في أربعة أنواع، البنية التحتية الأساسية، والقدرة المالية والمهارات، والوعي والقبول الثقافي، والاستخدامات والتطبيقات المحلية".
وأضافت "أن ذلك يستدعي ضرورة الدخول في شراكة عامة وخاصة من خلال فحص أسعار الأجهزة المستخدمة، وأن تنظر الحكومات في تطبيق سياسات ضريبية ملائمة على الأجهزة الذكية، إضافة إلى تسهيل وتشجيع استثمارات البنية التحتية الذكية".
وأوضح وزير الشباب الرواندي فيلبرت نسينجيمانا أن التقرير الأخير حول الإنترنت يأتي كثمرة للتعاون بين لجنة "شركاء العقول المتشابهة" والمنتدى الاقتصادي العالمي للسعي إلى ربط جميع البشر عبر الإنترنت، مؤكدا أن رواندا إلى جانب الدول الأعضاء بالممر الشمالي الشرقي لأفريقيا تسعى إلى توصيل الكثير من الأشخاص بخدمة الإنترنت.
وقال "إن تشييد البنية التحتية الرئيسية، وتنمية القدرات المالية لمواجهة أعباء خدمة الإنترنت، وتطوير المهارات والوعي، علاوة على تطوير المحتوى الملائم للإنترنت من الممر الشمالي، يعد هدفنا للوصول إلى ما أشرنا إليه تحت شعار "الإنترنت للجميع".
وأوضح أن التعاطي كإقليم سيزيد من الموارد ويضاعف نمو خدمات الإنترنت ومعدلات انتشاره في المنطقة والقارة بوجه عام، مثلما هو الحال في رواند، التي يحدوها طموح كبير من أجل مضاعفة النمو في خدمات الإنترنت وانتشاره بحلول عام 2020، مقارنة بالنسبة الراهنة التي تصل إلى 26%".
وبين التقرير أن القيود على انتشار الإنترنت حقيقية، كما أن التكلفة مرتفعة، لكن صناع السياسات والمهتمين بذلك القطاع يتعين أن ينشغلوا ويسألوا أنفسهم بشأن تكاليف عدم التوسع في خدمات الإنترنت، وتشير الدراسات إلى أن الابتكار والمقاربات المرتبطة بالواقع المعاش في الدول المختلفة لكي تحقق نتائج اجتماعية واقتصادية ملموسة، هي أمور مطلوبة بشدة لحشد الموارد السياسية والمالية الضرورية لتحقيق شعار "الإنترنت للجميع".
وأثيرت قضية انتشار الإنترنت في أفريقيا في العديد من المنتديات وساحات الفكر في القارة، وتساءل خبراء في قطاع التكنولوجيا والمعلومات "كيف لنا أن نعزز من التعليم الرقمي كمهارة أساسية للشباب الأفريقي؟".. وتقول الأرقام الصادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي إن نحو 11 مليون شاب يلتحقون بسوق العمل الأفريقي سنويا، لكن 1% فقط من تلك الأعداد التي أنهت دراستها تتمتع بمهارات رقمية".