أخبار مصر
أعلن سكرتير عام الأمم المتحدة بان كي مون عن خطة الأمم المتحدة بشأن دعم إعادة الأعمار في قطاع غزة تصل قيمتها إلي 2.1 مليار دولار من إجمالي جهود الإعمار، مشيرا إلي أن هذه المبادرة تستحق قدرا كبيرا من الدعم الكريم.
بان كي مون يعلن عن خطة بقيمة 2.1 مليار دولار لدعم جهود إعمار غزة
وأكد بان كي مون – في كلمته أمام مؤتمر إعادة إعمار غزة المنعقد بالقاهرة اليوم الأحد – على أن نجاح إعادة إعمار غزة يتطلب توافر أسس سياسية قوية، معربا عن شعوره بالتفاؤل إزاء اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي تم التوصل إليه بالقاهرة في 25 سبتمبر الماضي، مناشدا جميع الأطراف بـ”إتباع الأقوال بالأفعال هذه المرة” فى إشارة إلي حركتي فتح وحماس.
وشدد على مواصلة الأمم المتحدة لدعمها لحكومة الوفاق الوطني وهى تقوم بمباشرة عملها أيضا فى قطاع غزة، منوها بضرورة أن يشمل الدعم الدولي كل السكان سواء كانوا من اللاجئين أو من غيرهم.
ورحب بان كي مون بالاتفاق الثلاثي المؤقت الذي رعته الأمم المتحدة لضمان دخول مواد البناء إلي قطاع غزة، معبرا عن تفاؤله إزاء اجتماع حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية برئاسة الحمد الله فى قطاع غزة.
وقال إن “رسالتي لكافة الأطراف واضحة وهى تعزيز بيئة تؤدى إلي السلام والتفاهم المشترك واحترام حقوق الإنسان ما يتطلب إجراء تحقيق فيما يتعلق بالانتهاكات للقانون الدولي الإنساني على يد جميع أطراف النزاع”، ودعا أيضا الأطراف إلي تحويل محادثات القاهرة المقبلة إلي فرصة حقيقية وتثبيت وقف إطلاق النار والامتناع عن أية أعمال أحادية الجانب.
وأشار إلي أن شعب غزة يحتاج لأن يري نتائج تنعكس على حياته اليومية اليوم والآن، وطالب قادة الجانبين تجاوز الخلافات وإثبات شجاعة ورؤية لإنهاء النزاع وللأبد.
كما دعا إلي النظر فى جذور النزاع وعلى رأسها الاحتلال الذي دام أكثر من نصف قرن من الزمان والإنكار الدائم لحقوق الفلسطينيين والنقص الملموس فى التقدم فى مباحثات السلام، داعيا كافة الأطراف إلي المضي قدما للتوصل إلي سلام عادل ونهائي يتضمن تحقيق الأمن المشروع للطرفين وإقامة دولتين يعيشان معا جنبا إلي جنب فى سلام وآمان.
وعبر السكرتير العام للأمم المتحدة عن شكره للرئيس عبدالفتاح السيسى لمبادرته فى استضافة مصر لمؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة وإسهامها بأن يصبح وقفا داما لإطلاق النار.
وقال إننا “نجتمع هنا اليوم للإعراب عن تضامننا ومساندتنا لشعب غزة الذي عانى كثيرا هذا الصيف”، معربا عن تعازيه لأسر الضحايا الذين لقوا مصرعهم على مدى 51 يوما وتضامنه مع الجرحى وأولئك الذين فقدوا منازلهم.
ولفتت إلي أن المجتمع الدولي سبق وأن اجتمع فى شرم الشيخ عام 2009 فى أعقاب حرب مدمرة أخري فى غزة، مطالبا المشاركين فى المؤتمر بتقديم الدعم والالتزام بإعادة البناء فى غزة.
وحذر بان كي مون من ما سماه بـ “تواصل دائرة البناء والتدمير”، لافتا إلي أن أكثر من 2100 فلسطيني قتلوا في أسوأ حرب فى العصر الحديث قتل فيها أيضا 70 إسرائيليا.
وأضاف أن “ثلث سكان غزة تم تهجيرهم من منازلهم، والكثير منهم لم يعد لديه مأوى يعودون إليها، كما تم تدمير البنية الأساسية بالكامل، ويتواصل الحصار 18 ساعة يوميا، وأكثر من 450 ألف شخص لا يمكنهم الحصول على المياه، بالإضافة إلي تدمير العشرات من المستشفيات والمدارس”.
ولفت إلي أنه تم أيضا تدمير العديد من المباني التابعة للأمم المتحدة وقتل 11 من موظفيها أثناء النزاع، كما أن أطفال غزة ممن لم يصلوا إلي منتصف مرحلة التعليم الابتدائي عاصروا حتى الآن ثلاثة حروب.
وقال بان كي مون إنه “على الأمم المتحدة وشركائها الدوليين العمل يدا بيد مع السلطة الفلسطينية لمواجهة الاحتياجات العاجلة لغزة، لكن هذه الاحتياجات الكبيرة والوقت أمامنا قصير”.
وأضاف أن المجتمع الإنساني فى فلسطين يعمل مع الحكومة الفلسطينية من أجل الاستجابة لنداء “الأزمة فى غزة” الذي يتطلب توفير 551 مليون دولار فى الوقت تم توفير أقل من نصفه وهو 233 مليون دولار، كما أعدت السلطة الفلسطينية خطة للتعافي وإعادة البناء بقيمة 4 مليارات دولار.
واختتم بان كون مون كلمته بالإعراب عن أمله فى ألا يقتضى الأمر ممن يأتون من بعده فى عقد مؤتمرات سماها بـ”المراسمية” وألا يتواصل “البناء والهدم” ويدفع المجتمع الدولي الفاتورة.. داعيا كل طرف بتحمل مسئوليته.