أخبار مصر
حضر الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم بمقر الكلية الحربية بمصر الجديدة، احتفال الدولة بالذكرى الحادية والأربعين لنصر أكتوبر العظيم، وذلك بحضور المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، و الفريق أول صدقي صبحي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، ومجموعة من الوزراء الوزراء، ولفيف من الشخصيات العامة.
"السيسى" يشهد الاحتفال بالذكرى 41 لنصر أكتوبر
وقد صرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، فى بيان صحفى بأن الرئيس ألقى كلمة بهذه المناسبة أشار فيها إلى المعنى الجليل الذي تمثله ذكرى انتصار السادس من أكتوبر في نفوس جميع المصريين، مشيدا بدور الشعب المصري العظيم منذ نكسة 1967 وصموده خلال مرحلة حرب الاستنزاف حتى تحقيق نصر أكتوبر المجيد، ومنوها إلى أن مساندة الشعب المصري للقوات المسلحة تعد تقليدا أصيلا ومبدأ نبيلا يحرص عليه الشعب المصري في أوقات الشدائد. وطلب سيادته من قادة العرض العسكري تأدية التحية العسكرية للشعب المصري العظيم.
وأضاف الرئيس أن التاريخ أعاد ذاته مرة أخرى، عندما ثار الشعب المصري في الثلاثين من يونيو لدى شعوره بالخطر المحدق بالوطن، والتوجهات التي كانت تهدد هويته وتريد النيل من مقدراته؛ فما كان من الجيش إلا أن استجاب للإرادة الشعبية القوية، وشارك في معركة الدفاع عن هوية مصر دولةً وشعباً.
كما نوه الرئيس إلى أن تلك الروح الوطنية التي يتحلى بها الشعب المصري قد تم التعبير عنها في أكثر من مناسبة، ومن خلال استجابات شعبية عديدة بدأت بتأييد الشعب المصري لقواته المسلحة في مكافحته للإرهاب في السادس والعشرين من يوليو، حيث أظهر الشعب المصري للعالم أجمع مدى التفافه حول قواته المسلحة، وإدراكه لخطر الإرهاب والتطرف، الذي بات مستشريا في أقطار مجاورة في المنطقة.
وفي محطة جديدة لبناء مستقبل واعد لمصر وأبنائها، أقر الشعب المصري دستوره الجديد، في ملحمة وطنية تعبر عن مدى إصرار هذا الشعب العظيم على الحفاظ على وطنه وتبيث دولته، ثم تلا ذلك المشاركة المصرية الواسعة في الانتخابات الرئاسية، التي اكتمل بها الاستحقاق الثاني لخارطة مستقبل هذا الوطن.
وأضاف الرئيس أن الشعب المصري ظل يثبت يوما تلو الآخر أنه على قدر المسئولية، وليس أدل على ذلك من إقباله على شراء شهادات اِستثمار تمويل مشروع قناة السويس، منوهاً إلى إمكانية دراسة تطبيق هذه الفكرة لتمويل مشروعات وطنية أخرى.
وأوضح يوسف أن الرئيس ألقى الضوء على نتائج زيارته إلى نيويورك، منوها إلى أن ما حققته هذه الزيارة من نجاح ملموس ومشاركة مصرية مشرفة ، إنما تم بجهود المصريين والتفافهم حول هدف واحد يتمثل في إعلاء مصلحة الوطن والتضحية من أجله؛ فكان التأييد الشعبي المصري، سواء من الجالية المصرية في الولايات المتحدة، والتي توافد أعضاؤها إلى نيويورك قادمين من مختلف الولايات الأمريكية، أو من خلال مشاركة المصريين بقلوبهم من أرض الوطن، قد وفرت الدعم والحافز أثناء كافة اللقاءات التي عقدها الرئيس سواء مع قادة وزعماء دول العالم، ودوائر الفكر والرأي وصنع القرار.
وأضاف يوسف أن الرئيس قد أشار إلى أن تلك اللقاءات كان لها أطيب الأثر في تبديد أي مفاهيم مغلوطة عن حقيقة ما حدث في مصر منذ الثلاثين من يونيو، وإيضاح أهمية ومحورية الدور الذي تقوم به مصر في منطقة الشرق الأوسط، كما ساهمت في تسليط الضوء على الإنجازات الاقتصادية التي تحققها مصر، وعزمها على تحسين بيئة الأعمال ومناخ الاستثمار.
وقد حرص الرئيس خلال كلمته على إيصال عدة رسائل للشباب، مشددا على ضرورة مشاركتهم في العملية السياسية، ومشيرا إلى سابق مطالبته لمختلف القوى السياسية بتعزيز دور الشباب في الأحزاب والمجتمع بوجه عام، والدفع بهم إلى الصفوف الأمامية ليشاركوا بفاعلية في بناء هذا الوطن، ومن هنا جاءت فكرة المجالس المتخصصة التابعة لرئاسة الجمهورية، التي تضم الكثير من العناصر الشابة المتميزة، والتي تتسم بالمرونة وتسمح بضم عقول مصرية من مختلف المجالات.
وعلى صعيد الانتخابات البرلمانية، التي تمثل الاستحقاق الرئيسي الثالث لخارطة المستقبل، ومنوها إلى المسئولية التي تقع على عاتق المواطنين لاختيار أعضاء البرلمان المقبل ، لما سيتمتع به من صلاحيات موسعة كفلها الدستور، ولما سيقع على كاهل أعضائه من مسئولية كبيرة للرقابة والتشريع وتعديل وصياغة قوانين جديدة تتوافق مع الدستور الجديد وما يضمه من حقوق وحريات وإنشاء لكيانات مؤسسية جديدة، وهو الأمر الذي يتطلب انتخاب قوة وطنية رشيدة وحكيمة تضطلع بمهمتها على الوجه الأكمل وتساهم إيجابياً في بناء الوطن.
كما حرص الرئيس على توجيه رسالة إلى الإعلام المصري، منوها إلى النهج المتميز الذي يتسم به إعلام مصر الرشيد، ومشيرا إلى المسئولية الواقعة على عاتقه، ليس فقط لنقل الحقائق وعرضها بحيادية وموضوعية، ولكن لدوره المحوري في التنوير وزيادة الوعي، ومواجهة الأفكار المتطرفة والهدامة، وبث القيم الوطنية النبيلة.
كما وجه الرئيس الدعوة للدول العربية الشقيقة لزيادة التنسيق والتعاون والتلاحم، منوها إلى أنه وإن كانت مصر في وضع أفضل وأكثر استقراراً وتماسكاً وأمناً من عدد من دول المنطقة التي تعاني من ويلات الإرهاب والتطرف والعنف؛ فإن ذلك يدعونا إلى مزيد من التمسك بالتوافق المجتمعي وتنميته، وأن نعي جيدا مدى خطورة المرحلة الراهنة وتأثيرها في مستقبل المنطقة، وما يتعين علينا من جهد نبذله للحفاظ على الوطن.
وختاماً، وجه الرئيس التهنئة للشعب المصري لقرب حلول عيد الأضحى المبارك، متمنيا أن يعيده الله على الشعب المصري وعلى مصر الغالية بكل الخير والرخاء. كما وجه السيد الرئيس التحية للقوات المسلحة المصرية على تنظيم الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر العظيم.