دولى وعربى
ارتفاع أعداد شركات الأمن الخاصة بأوروبا بسبب اللاجئين والإرهاب
بدأت كثير من الجهات تتعاقد مع شركات الأمن الخاصة للتعامل مع أي شغب أو عنف داخل مخيمات اللاجئين، مع تفاقم مشكلة المهاجرين إلى أوروبا، وغالبًا ما ينجم العنف أو الشغب داخل مخيمات اللاجئين في عدد من الدول الأوروبية إثر خشية أولئك اللاجئين والمهاجرين من إعادتهم إلى تركيا، بحسب المتحدث باسم مكتب دعم اللجوء الأوروبي جان بيير شمبري.
ويقول شمبري إن بعض المخيمات شهدت عددا من حوادث الشغب والعنف، الأمر الذي دفع بالمؤسسة إلى إخلاء موظفيها من تلك المخيمات.
وأضاف أن هذه الأحداث دفعت بالمؤسسة إلى التعاقد مع الشركة الأمنية "جي 4 أس" بهدف حراسة المخيمات الرئيسية، وكذلك دعم الشرطة اليونانية، التي تقوم على حراسة وحماية المخيمات في عدد من الجزر اليونانية، مشيرا إلى الحاجة إلى مزيد من الأمن في تلك المناطق.
بينما قالت كاثرين بيانا، رئيسة مجموعة الضغط الأمنية في بروكسل، إن أنشطة الشركات الأمنية الخاصة آخذة في التزايد في كثير من الدول الأوروبية، موضحة أن كثيرا من المهمات التي كانت تضطلع بها الشرطة صارت تقوم بها الشركات الأمنية الخاصة.
وتقدر كاثرين بيانا عدد الأفراد العاملين في الشركات الأمنية الخاصة في أوروبا بحدود 2.2 مليون رجل أمن مرخص، يغطون مناطق مثل المطارات والموانئ ومحطات الطاقة النووية والمستشفيات وغيرها.
ويعتقد أن اللاجئين والمهاجرين السبب الرئيسي في انتعاش ظاهرة شركات الأمن الخاصة في أوروبا. فقد تعاقد مسؤولون نمساويون، واجهوا معضلة في التعامل مع تدفق اللاجئين إلى بلادهم في أواخر عام 2015، مع شركة "أو آر أس" الأمنية الخاصة السويسرية، بهدف إدارة مخيمات اللاجئين على أراضيهم، وهي الشركة ذاتها التي تدير مراكز اللاجئين في سويسرا.
وفي ألمانيا، توظف الشركات الأمنية الخاصة ما يصل إلى 235 ألف عنصر، خصوصا مع تدفق قرابة مليون لاجئ ومهاجر إلى ألمانيا خلال العام الماضي.
وخلال اجتماع للشركات الأمنية الخاصة في مايو الماضي، كشفت معلومات أن عوائد الشركات الأمنية الألمانية الخاصة بلغت في العام 2015 وحده قرابة 8 مليارات دولار، وذلك بزيادة بنسبة 15 في المئة عن العام السابق.
والسبب الثاني وراء ازدهار عمل شركات الأمن الخاصة هو المخاوف المتعلقة بالإرهاب، وهو ما يدفع أشخاصا كثيرين إلى الالتحاق بالوظائف الأمنية رغم الرواتب المتدنية في تلك الشركات.
وقال المسؤول في شركة الأمن الفرنسية الخاصة المتوسطة "أس إن إي أس" أوليفييه دوران، إن الزيادة في عدد الملتحقين بهذا العمل جاءت إثر الهجمات التي شهدتها باريس، خصوصا في منطقة "ستاد دو فرانس".
وفي فرنسا التي تستضيف بطولة كأس الأمم الأوروبية "يورو 2016" حاليا، ومن بين 90 ألف عنصر أمن تم نشرهم في مناطق كثيرة، ثمة 15 ألف عنصر أمن يتبعون 60 شركة أمنية خاصة.