بنوك
شاهدة: مسؤول كبير بصندوق الثروة الليبي سب مصرفيي جولدمان
أبلغت شاهدة محكمة، يوم الثلاثاء، أن النائب السابق لرئيس صندوق الثروة الليبي صرخ وسب في وجه مصرفيي جولدمان ساكس خلال اجتماع عاصف بشأن تداولات مشتقات جرت بناء على نصيحة البنك ليتضح في نهاية المطاف أنها عديمة القيمة.
وتحاول المؤسسة الليبية للاستثمار في الدعوة المنظورة أمام المحكمة العليا بلندن استعادة 1.2 مليار دولار من جولدمان ساكس تتعلق بتسعة تداولات محل نزاع جرت في 2008.
وتقول المؤسسة إن جولدمان استغل سذاجتها المالية بأن كسب ثقتها بادئ الأمر ثم شجعها على القيام باستثمارات عالية المخاطر وبلا قيمة في نهاية المطاف.
وينفي جولدمان ساكس المزاعم ويقول إن التداولات المذكورة "لم تكن عصية على الفهم".
واستدعت المؤسسة كشاهد أخير لها كاثرين مكدوجال المحامية السابقة في مكتب المحاماة ألين اند أوفري الذي انتدبها في يوليو 2008 لمساعدة المؤسسة الليبية في تقييم فريقها القانوني وتوفير التدريب له.
وقالت مكدوجال إنها استشفت من أحاديثها مع طقم المؤسسة الليبية للاستثمار وبخاصة أعضاء قسم الأسهم أنهم لا يعلمون بالضبط ما الذي اشتروه. كان لديهم الانطباع بأنهم اشتروا أسهما أو "أشباه أسهم" في حين كانت المنتجات التي في حوزتهم "تخليقية بالكامل".
وقالت إنها تحدثت عن ذلك مع المؤسسة ومع ألين اند أوفري وأيضا مع جولدمان ساكس بعد ذلك.
وقالت مكدوجال للمحكمة إن خبرتها في المشتقات كانت محدودة في ذلك الوقت لكن خبرة المسؤولين التنفيذيين بالمؤسسة الليبية بدت حتى أقل منها. وقالت إنهم لم يكونوا على علم بطريقة عمل المشتقات ولا ما هي خيارات البيع والشراء.
وأضافت أن رد أحد مسؤولي المؤسسة عندما سألت في يوليو تموز 2008 عن نوع الفحص الفني الذي تم قبل إجراء المعاملات كان "فحص ماذا؟" لكنها قالت إن ذلك جرى خلال اجتماع وإنها لا تذكر اسم المسؤول.
وقالت في شهادتها إنها شعرت أن "جولدمان ساكس استغل بطريقة غير عادلة نقص الخبرة لدى المؤسسة الليبية للاستثمار... وباعها ما قيمته مليار دولار من منتجات مشتقات لم يكن بوسع المؤسسة فهمها."
لكن روبرت مايلز المحامي عن جولدمان قال ردا على مكدوجال إن مسؤولي المؤسسة إنما تظاهروا بعدم فهمهم للتداولات "من أجل إعفاء أنفسهم من المسؤولية".
وقالت مكدوجال إن فريق الأسهم في المؤسسة الليبية بدا واثقا ثقة عمياء في يوسف كباج المصرفي الذي كان حلقة الاتصال الرئيسية لجولدمان مع المؤسسة وإنهم اعتمدوا بشكل تام على مشورته.
وأبلغت المحكمة "أعتقد أنهم لم يفهموا قدر ما قد يجنيه السيد كباج شخصيا من علاقته معهم. كانوا... منفتحين جدا ومرحبين جدا ووثقوا بالناس. اعتقدوا أنه كان صديقا لهم."
ولم يعد كباج يعمل لدى جولدمان ساكس وقد وقع اتفاق محافظة على السرية مع البنك. وقد تحدث مرة إلى وسائل الإعلام لكنه رفض تكرار ذلك متعللا باتفاق السرية.
ويقول جولدمان إن علاقته مع المؤسسة الليبية للاستثمار كانت في كل "الأوقات علاقة طرفين مستقلين يقفان على قدم المساواة".
وقالت مكدوجال في شهادة مكتوبة اطلعت عليها رويترز إنها أبلغت مصطفى زرتي نائب رئيس المؤسسة آنذاك أنها لا ترى "أي ميزة" في المعاملات.
وأعقبت ذلك بالقول إنها حضرت اجتماعا بين زرتي وكباج وزميله نيك بينتريث وإن زرتي فقد أعصابه وسب الرجلين مهددا "بإلحاق الأذى بعائلتيهما".
وقالت للمحكمة "وجهه... احمر أثناء ذلك كما في فورة غضب ووثب فجأة أمامي... ثم بدأ يصرخ في وجه السيد كباج والسيد بينتريث ويسبهما سبا شديدا."
ولم يعد زرتي يعمل بالمؤسسة الليبية للاستثمار. ولم تتمكن رويترز من الاتصال به للحصول على تعليق.
وأشار مايلز إلى وثائق قدمها جولدمان للمؤسسة قال إنها أظهرت طبيعة الصفقات وشرحت بوضوح الملابسات التي قد تسفر فيها التداولات عن خسائر مالية.
ويبدأ جولدمان ساكس دفاعه يوم الخميس.