أخبار مصر
تفاصيل مباحثات السيسي مع رئيس وزراء المجر
استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، وذلك بحضور المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، ووزراء الدفاع، والخارجية، والتعاون الدولي، والتجارة والصناعة، والنقل، والمالية، والاستثمار.
ومن الجانب المجري وزراء الخارجية والتجارة، والاقتصاد الوطني، والتنمية الوطنية، والدفاع، والزراعة، الذين يمثلون نصف أعضاء الحكومة المجرية.
وعقد الرئيس السيسي لقاء ثنائيا مع رئيس الوزراء المجري، بحضور رئيس مجلس الوزراء، ووزيري خارجية البلدين، أعقبته جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين.
وقال السفير علاء يوسف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس رحب برئيس وزراء المجر في زيارته الأولى للقاهرة، مشيدا بما شهدته العلاقات التاريخية الممتدة بين البلدين منذ عام 1939من تطور ملحوظ خلال الفترة الماضية، مؤكدا أهمية العمل على تنمية التعاون المشترك خلال الفترة المقبلة في مختلف المجالات، ولا سيما على الصعيد الاقتصادي.
وأشار الرئيس إلى زيارته إلى المجر خلال العام الماضي التي مثلت نقطة انطلاق جديدة للعديد من مجالات التعاون بين البلدين، أكدتها زيارة رئيس الوزراء المجري للقاهرة، حيث ستشهد الفترة المقبلة متابعة لما تم الاتفاق عليه خلال الزيارتين.
وأشاد الرئيس بمواقف المجر الداعمة للإرادة الحرة للشعب المصري وخياراته المستقلة، فضلاً عن تفهمها لطبيعة التطورات التي مرت بها مصر خلال السنوات القليلة الماضية.
من جانبه، أعرب رئيس وزراء المجر عن سعادته بزيارة مصر، مشيدا بعلاقات الصداقة الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين، وما شهدته تلك العلاقات الممتدة من تفاهم مستمر ودعم متبادل، موضحا أن تلك العلاقات لم تشهد أي خلافٍ على مدى 70 عاما.
وأشاد "أوربان" بما حققته مصر من استقرارٍ سياسي وتقدم اقتصادي على مدار العامين الماضيين، كما أعرب عن تقدير بلاده لدور مصر المحوري وإسهامات قيادتها السياسية المُقدرة في مجال مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي ينعكس إيجابيا على تحقيق مزيد من الأمن والاستقرار لأوروبا.
وأوضح "يوسف" أن الرئيس استعرض خلال المباحثات سُبل تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وكيفية الاستفادة من الخبرات المجرية المتقدمة في المجالات المختلفة.
وأعرب السيسي عن التطلع لعقد الاجتماع المقبل للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي في القاهرة، لبحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والعمل على تنميتها.
في هذا الصدد، أشار رئيس الوزراء المجري إلى أهمية زيادة التبادل التجاري بين البلدين ليرقى إلى مستوى العلاقات المتميزة بينهما على الأصعدة السياسية والثقافية والتعليمية، مؤكدا ضرورة العمل على مضاعفته في المرحلة المقبلة، لا سيما في ضوء توافر الإمكانيات اللازمة لذلك لدى كل منهما.
ونوه "أوربان" بأن الوفد المرافق له يضم عددا كبيرا من ممثلي مجتمع الأعمال المجري و70 من كبريات الشركات المجرية، مشيرا إلى أن منتدى الأعمال المصري المجري الذي ستُعقد جلسته الافتتاحية، مساء اليوم، سيشهد مزيدا من المناقشات الاقتصادية من أجل التعرف عن كثب على الفرص الاقتصادية والاستثمارية المتاحة في مصر.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس أكد أهمية تطوير التعاون في المجال السياحي والعمل على تشجيع السياحة المجرية لمصر.
وأعرب الرئيس عن التقدير لتقديم المجر 100 منحة سنويا للمواطنين المصريين للدراسة بالجامعات المجرية في إطار البرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي والتعليمي بين البلدين، مؤكدا اعتزام مصر الاستفادة الكاملة من تلك المنح، مع تطلعها لاستمرار هذا البرنامج وتطويره في المجالات العلمية كأحد أهم محاور التعاون الثنائي.
وأعرب رئيس وزراء المجر في هذا الإطار عن ترحيب بلاده واستعدادها لزيادة عدد المنح الدراسية المقدمة للطلبة المصريين للدراسة في المعاهد والجامعات المجرية.
وأكد في هذا الصدد على أهمية التواصل بين الشباب في البلدين لما يتيحه ذلك من إمكانات مضاعفة التعاون بين البلدين في المستقبل، فضلا عن التواصل الثقافي والحضاري بين البلدين والذي يمثل نموذجا للتفاهم بين الإسلام والمسيحية.
كما رحب الرئيس بإتمام صفقة عربات القطارات، التي ستقوم المجر بموجبها بتوريد 700 عربة لمصر بتكلفة تبلغ مليار يورو، فضلا عن توفير التدريب والدعم الفني، مشيرا إلى تطلع مصر لترسيخ تعاون مشترك طويل الأجل مع المجر في هذا المجال بما يشمل الارتقاء بجودة التصنيع المحلي وزيادة الاعتماد عليه.
وأشار رئيس الوزراء المجري في هذا السياق إلى رغبة بلاده في تدريب وتأهيل العمالة المحلية المصرية في مجالات التعاون التي تشهد تقدما ملحوظاً بين البلدين ومن بينها السكك الحديدية.
كما أشاد أوربان بما تشهده مصر على صعيد التنمية الزراعية وحرصها على تنفيذ مشروع استصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان، مُعربا عن ترحيب بلاده بنقل خبراتها في المجال الزراعي إلى مصر.
ووجه رئيس الوزراء المجري التهنئة لمصر، قيادةً وشعبا، على شروعها في بناء أول مفاعل نووي مصري في محطة الضبعة لإنتاج الكهرباء من الطاقة النووية، مشيرا إلى خبرات بلاده الكبيرة في هذا المجال، وإمكانية التعاون لتدريب الكوادر المصرية العاملة فيه.
كما نوَّه بأهمية التعاون في المجالات التي تمتلك فيها بلاده خبرة متميزة ومن بينها معالجة المياه، وتطوير نظم الصرف الصحي.
وذكر "يوسف" أن الرئيس أشار إلى جهود مصر في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، مشيرا إلى أهمية تبني منظور شامل يتضمن الأبعاد التنموية والثقافية والدينية في إطار التصدي للفكر المتطرف.
وأكد الجانبان أهمية تعزيز الجهود الدولية الرامية لمكافحة الإرهاب والعمل على تجفيف منابعه ومعالجة الأسباب التي تؤدي إليه، كما شهد اللقاء استعراضاً للقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما الأوضاع بالدول التي تتعرض لأزمات بالمنطقة، وسبل التوصل لحلولٍ سياسية لتلك الأزمات بما يحفظ وحدة هذه الدول وسلامتها الإقليمية ويصون مؤسساتها الوطنية.