أخبار مصر
ننشر كلمة السيسي في افتتاح أول مرحلتين بـ"حي الأسمرات" للإسكان الاجتماعي
افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي، صباح اليوم، المرحلتين الأولى والثانية من مشروع إسكان تحيا مصر في حي الأسمرات بمنطقة المقطم، واللتين تضمان ما يناهز 11 ألف وحدة سكنية بتكلفة إجمالية بلغت مليار ونصف المليار جنيه، وتم إنشاء المرحلة الأولى على مساحة 65 فدانا تشمل 6258 وحدة سكنية بتكلفة 850 مليون جنيه، وتشمل المرحلة الثانية 4722 وحدة سكنية، تَحمَّل صندوق تحيا مصر تكاليف إنشائها كاملة بقيمة تبلغ نحو 700 مليون جنيه.
يضم المشروع مدارس للتعليم الأساسي ووحدات علاجية وملاعب رياضية، ونقطة للشرطة وأخرى للإسعاف، ومكتبا للبريد، فضلا عن أسواق حضارية لتوفير احتياجات المواطنين بشكل كامل، وتم تدشين المرحلتين الأولى والثانية في يناير 2015، وتم الانتهاء منهما في زمن قياسي، وسيتم تخصيصهما لقاطني العشوائيات الخطرة من مناطق الدويقة وعزبة خير الله واسطبل عنتر، كما تم تدشين المرحلة الثالثة من مشروع الأسمرات في يناير 2016 وسيتم تنفيذه خلال عام واحد، حيث تم تخصيص 80 فدانا، لإقامة 124 عمارة سكنية بتكلفة تبلغ 500 مليون جنيه يتحملها صندوق تحيا مصر.
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس أشار في كلمته بمناسبة افتتاح المشروع إلى أن افتتاح تلك المشروعات الاجتماعية يستلزم من المصريين جميعا استدعاء قيمة العمل وبذل الجهد من أجل إنهاء مشكلة العشوائيات في مصر، وذلك ليس فقط في المناطق العشوائية الخطرة ولكن أيضا في المناطق غير المخططة، الأمر الذي يتطلب من الدولة الوفاء باحتياجات المواطنين من المساكن اللائقة، فضلا عن أهمية تعظيم دور القطاع الخاص والمواطنين في المشاركة المجتمعية من أجل تخفيف معاناة المواطنين البسطاء وتوفير المساكن اللائقة لهم، وذلك في إطار التكافل الاجتماعي من أجل إنهاء مشكلة العشوائيات الخطرة نهائيا خلال العامين القادمين، حيث إنه من غير المقبول استمرارها بشكل لا يليق بمصر وشعبها.
وأوضح الرئيس في كلمته أن مشروعات الإسكان التي تهدف إلى القضاء على العشوائيات تُعد مثالاً للمشروعات التي يمولها صندوق تحيا مصر ومجالات عمله، وتتيح للمواطنين ولجميع الجهات المتبرعة للصندوق متابعة نتيجة مساهماتهم وتحولها إلى مشروعات ذات بُعد اجتماعي تسهم في إبراز الوجه الحضاري لمصر.
وأعرب السيسي عن أهمية إعلاء قيمة التكافل من أجل تحسين أوضاع البسطاء والفئات الأكثر احتياجا وضمان حقهم في حياة أفضل، مؤكدًا أهمية مواصلة الدور الاجتماعي للدولة والمجتمع المدني ووسائل الإعلام إزاء قاطني المناطق العشوائية الذين سيتم نقلهم إلى مشروع إسكان تحيا مصر بالأسمرات من أجل تمكينهم من التغلب على المشكلات التي تواجههم وإشعارهم دائما بأن الدولة والمجتمع سيظلان إلى جوارهم ولن يتخليا عنهم.
ودعا وسائل الإعلام إلى زيارة مشروعات الإسكان الجديدة والالتقاء بقاطنيها، منوها بأهمية عدم تصوير المناطق العشوائية على أنها بؤر لتصدير المشكلات إلى المجتمع، فالعديد من قاطنيها من البسطاء يتحلون بالأخلاق الحميدة ويحرصون على رعاية أبنائهم وانتظامهم في دراستهم من أجل تحقيق مستقبل أفضل لهم.
وشدد الرئيس على أهمية التصدي لجميع محاولات تقسيم المجتمع المصري على اختلاف أنواعها، مشيرًا إلى أهمية الحفاظ على المجتمع المصري ككتلة واحدة.
ووجه الرئيس الشكر لكل من أسهم في إنجاز المرحلتين الأولى والثانية من مشروع إسكان تحيا مصر بحي الأسمرات بمنطقة المقطم، داعيا قاطني المناطق العشوائية الخطرة إلى التعاون مع السلطات المعنية بالدولة من أجل إخلاء تلك المناطق لتمكين الجهات المنفذة للمشروعات من بناء الوحدات السكنية الجديدة وتسليمها للمواطنين.
وأكد أن الدولة تفي بوعودها وتسهم في تحمل التكاليف اللازمة، لتوفير أماكن بديلة لقاطني المناطق العشوائية الخطرة للإقامة لمدة عام واحد فقط، إلى حين انتهاء المرحلة الثالثة من مشروع إسكان تحيا مصر بالأسمرات.
كما وجه الشكر والتقدير لجمعيات المجتمع المدني الخيرية الجادة التي تسهم بدورٍ فعال في التنمية المجتمعية وتوفير ظروف معيشية أفضل للمواطنين الأولى بالرعاية، مشيدا بجهود عدد من تلك الجمعيات التي تسهم في تطوير المنازل بالقرى المصرية، وتحرص على توفير مواد البناء والعمالة من تلك القرى، وذلك من أجل تنشيط اقتصادياتها وتوفير فرص عمل لمواطنيها. ووجه السيد الرئيس بالتعاون بين القوات المسلحة وجمعية الأورمان من أجل توفير الأثاث والأجهزة الكهربائية لوحدات الإسكان الخاصة بمشروع تحيا مصر بالأسمرات تخفيفا على كاهل قاطنيها.
كما وجه الشكر للشركات المصرية التي تقدم تخفيضات وتبرعات من أجل تأثيث وإمداد وحدات المشروع بالأجهزة، وأشاد بدور رجال الأعمال الذين ساهموا في تنمية منطقة غيط العنب بالإسكندرية وتحملوا تكاليفها بالكامل، وأنهم يمثلون نموذجا يحتذى به للمشاركة المجتمعية في عملية التنمية.
وأكد "يوسف" أن الرئيس سليم عقود 10 وحدات سكنية للمواطنين، كما شهد إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية بواسطة مجموعة من الشباب إيذانا بافتتاح المشروع، ثم تفقد عددا من الوحدات السكنية بالمشروع.
وقال إن الرئيس أعرب عن استيائه الشديد ورفضه التام لحادث المنيا الذي وقع بحق إحدى السيدات المصريات، مؤكدا أن الدولة تكن كل التقدير والإعزاز والمودة لسيدات مصر اللاتي وصفهن بأنهن "عظيمات مصر"، وشدد على أنه لن يتم السماح بتكرار ما حدث مرة أخرى.
وأكد الرئيس أنه يتعين تفويت الفرصة على كل من يحاول أن يشق وحدة المصريين الذين لا فرق بينهم جميعاً، مشددا على أن كل من أخطأ سوف تتم محاسبته بموجب القانون، وأن الجميع سواء أمام القانون بدءاً من رئيس الجمهورية ذاته وصولاً إلى عامة المواطنين.
وذكر "يوسف" أن الرئيس كان قد استمع إلى كلمة المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، التي أشار خلالها إلى أن المشروع الذي تم افتتاحه اليوم يؤكد مفهوم العدالة الاجتماعية والبعد الاجتماعي في برنامج الحكومة، التي ستواصل دورها من أجل مد مظلة التأمين الصحي إلى 3 ملايين أسرة من الحاصلين على معاش التضامن الاجتماعي ومعاش تكافل وكرامة.
من جهته، عرض الدكتور مصطفى مدبولي، وزير الإسكان، جهود الوزارة من أجل القضاء على العشوائيات، موضحا أن الوزارة ستنتهي من تطوير 72 منطقة عشوائية بنهاية العام الجاري، كما ستنجز 279 منطقة أخرى خلال العامين القادمين، وأن الجهود لا تقتصر على الوحدات السكنية ولكن تشمل محو الامية ومكافحة التسرب من التعليم، فضلا عن تدريب وتشغيل الشباب ومراعاة البعد البيئي وكذلك إصدار الأوراق الثبوتية للمواطنين مثل بطاقات الرقم القومي.
وذكر الوزير أنه تم تخصيص 8.5 مليار جنيه في العام المالي 2016/2017 لتطوير المناطق العشوائية، وبنهاية هذا العام الجاري سيتم إعلان 6 محافظات خالية تماما من العشوائيات، منوها بأنه سيتم تخصيص 5.25 مليار جنيه في العام المالي 2017/2018 لتطوير 123 منطقة عشوائية.
كما استعرض اللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية جهود الهيئة لتطوير 46 من المناطق العشوائية غير المخططة بمحافظتي القاهرة والجيزة وبتمويل مشترك بين اتحاد بنوك مصر وصندوق تطوير العشوائيات، مشيرا إلى أن جهود التطوير شملت رصف وإنارة الطرق، وتوصيل مياه الشرب النقية وإنشاء شبكات إطفاء الحريق في المناطق التي يصعب دخول سيارات الاطفاء إليها.
كما عرض لجهود الهيئة الهندسية لتطوير 87 قرية في 26 محافظة، حيث تم تنفيذ 181 مشروعا بالتعاون مع وزارة التنمية المحلية، وشملت جهود التطوير إنشاء الطرق ورفع كفاءة شبكات الكهرباء، وتركيب أعمدة الانارة في الشوارع، فضلا عن 36 مشروعا لرفع كفاءة شبكات الصرف الصحي.
وعرض اللواء ممدوح شعبان، مدير عام جمعية الأورمان، لجهود بناء وتجديد 12 ألف منزل في 550 قرية مصرية من القرى الاكثر احتياجا، وذلك بالتعاون مع صندوق تحيا مصر الذي أسهم بمائة مليون جنيه لصالح هذا الغرض.