بترول وطاقة
"البترول": وقعنا اتفاقيات باستثمارات 14,3 مليار دولار خلال عامين ونصف
أعلن المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، أنه يتم حاليًا تنفيذ برنامج عمل طموح، لتحقيق إستراتيجية قطاع البترول في مجال البحث والاستكشاف، من خلال طرح مزايدات بعدة مناطق على مستوى الجمهورية أمام الشركات العالمية، وعقد الاتفاقيات البترولية وجذب الاستثمارات البترولية، وسرعة تنمية الحقول المكتشفة لوضعها على الإنتاج، من أجل زيادة الاحتياطيات من الزيت الخام والغاز الطبيعي.
وأشار خلال كلمته أمام المؤتمر والمعرض العالمي لتكنولوجيا البترول البحرية، الذي يعقد حاليًا بمدينة هيوستن الأمريكية، إلى أن الإستراتيجية تتمثل بصفة أساسية في الاستمرار في تأمين وزيادة إمدادات الطاقة بأسعار معقولة، والعمل على تنويع مصادر الطاقة والإدارة الفعالة، للطلب على الطاقة وتحقيق الاستدامة وتحسين وتطوير إدارة القطاع.
واستعرض الوزير، التطورات التي شهدها قطاع البترول في السنوات الـ 5 الماضية، حيث أشار إلى أنه تحقق بعد ثورة 30 يونيو عدة نجاحات، بعد مرحلة عدم الاستقرار التي شهدتها الأعوام الثلاثة بعد ثورة 25 يناير، وأدت إلى تراكم مستحقات الشركاء الأجانب وعدم طرح أي مزايدات عالمية أو توقيع اتفاقيات بترولية، التي تُعد الركيزة الأساسية لتكثيف أعمال البحث والاستكشاف.
وأوضح أن قطاع البترول استطاع، بدءًا من نوفمبر 2013 حتى الآن، توقيع 64 اتفاقية بترولية مع عدد من الشركات العالمية باستثمارات 14,3 مليار دولار، وطرح مزايدات عالمية جديدة لهيئة البترول والشركة القابضة للغازات وجنوب الوادي القابضة للبترول، التي أثمرت عن اكتشاف حقل ظُهر بالمياه الاقتصادية بالبحر المتوسط في أغسطس 2015، عقب التوقيع على اتفاقية في يناير 2014.
وأشار الوزير إلى أن قطاع البترول يواجه خمسة تحديات رئيسية خلال المرحلة الراهنة، تتمثل في جذب استثمارات جديدة في ظل انخفاض الأسعار العالمية للبترول، وسداد مستحقات الشركاء الأجانب وعدم توافر العملة الأجنبية، وتحقيق التوازن بين العرض والطلب المحليين، ودعم الطاقة.
وأكد أن مصر تتميز باحتمالات بترولية وغازية جيدة، خصوصا في المياه العميقة بالبحر المتوسط، وأن هناك حاليا اهتماما من قبل الشركات العالمية لتسريع برامج الحفر بهذه المناطق، بعد الاكتشاف الضخم الذي تحقق في منطقة امتياز شروق لشركة إينى الإيطالية، وتحقيقها كشف ظُهر الذى تبلغ احتياطياته المؤكدة 30 تريليون قدم مكعب غاز، وأضاف أنه تم وضع خطة تنمية سريعة للكشف تستغرق عامين لبدء الإنتاج، بالمقارنة بفترة من 6-8 سنوات بمشروعات الغاز المماثلة، وأن بدء الإنتاج من المرحلة الأولى فى نهاية عام 2017 ويصل إلى إجمالى إنتاجه في نهاية عام 2019 بمعدل إنتاج 2,7 مليار قدم مكعب غاز يوميا، ويبلغ إجمالي استثمارات تنمية الكشف نحو 12 مليار دولار.
أضاف الوزير أن المرحلة القادمة تشهد التركيز على طرح مزايدات عالمية في مختلف مناطق مصر البحرية والبرية، والإسراع في تنمية حقول الغاز الجديدة المكتشفة، مثل شمال إسكندرية وأتول ونوتس وسلامات، بما يسهم في زيادة إنتاج مصر من الغاز وتعويض التناقص الطبيعي في إنتاج الحقول الحالية، مشيرا إلى أن استمرار الإصلاحات الاقتصادية الجارية، من شأنه إعطاء دفعات للعمل البترولي خلال الفترة القادمة.
وخلال الجلسة استعرض جون كريسمان رئيس شركة "أباتشي" العالمية، أنشطة شركته في مصر والنجاحات التي تحققت خلال فترة عملها، بالمقارنة بمناطق أخرى في العالم، مؤكدا على أهمية مصر والتزام "أباتشي" بسرعة تنفيذ المشروعات وزيادة الإنتاج في مناطق امتيازها، على الرغم من تحديات انخفاض الأسعار العالمية للبترول، وأشاد بجهود الحكومة وتحسين فترة إعطاء الموافقات المطلوبة للحفر والتصاريح.
كما أكد مات لوفمان رئيس شركة "دوجلاس وستوود" في كلمته عن تحليل مناخ الاستثمار في مصر على أهمية دور مصر في مجال البترول والغاز، وتزايد اهتمام الشركات العالمية بالعمل بها، مع سرعة وتيرة أنشطتها في ضوء التحرك السريع للحكومة نحو تنفيذ برنامج محفز للاقتصاد المصري.
يشار إلى أن المؤتمر والمعرض العالمي لتكنولوجيا البترول البحرية، يعد من أكبر المؤتمرات الاقتصادية التي تُعقد بالولايات المتحدة الأمريكية، ويشارك في أعماله أكثر من 100 ألف من المهتمين بقطاعات البحث والاستكشاف والتنمية والعلماء والمهندسين من جميع أنحاء العالم ورؤساء المؤسسات والشركات العالمية.