أخبار مصر
"المصدر" تنشر نص كلمة وزير الاستثمار في ختام منتدى إفريقيا 2016
اختتم اليوم الأحد، فعاليات منتدى أفريقيا 2016 بشرم الشيخ، والذى افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسى يوم أمس، وشهد مشاركة فعالة من الدول الأفريقية.
وألقى أشرف سالمان وزير الاستثمار، الكلمة الختامية للمنتدى، والتي جاء نصها كالتالي:
السيدات والسادة،
إنه لمن دواعي سروري مشاركتكم اليوم في ختام فعاليات منتدى أفريقيا 2016 لطرح الرؤى وتبادل الأفكار والخروج بخطة عمل مستقبلية ووضع خارطة طريق لمستقبل أفضل للقارة الأفريقية.
إن استضافة مصر لمنتدى أفريقيا 2016 تأتي في إطار السعي لبدء مرحلة أكثر تطوراً وتوازناً في العلاقات التجارية والاستثمارية بين مصر ودول القارة وبحث الرؤى المستقبلية للشراكة والتعاون بين الحكومات ومجتمعات الأعمال الأفريقية واستثمار الفرص والإمكانيات المتاحة التي تزخر بها القارة، وخاصة في ظل الاهتمام الكبير للقيادة السياسية والشعب المصري بأكمله بتعزيز الدور المصري في أفريقيا على كافة الأصعدة.
وقد لمسنا اهتمام كبير من السيدات والسادة الحضور الذي انعكس على حجم المشاركة في هذا المنتدى– فقد شرفنا بحضور 4 رؤساء دول من الجابون، السودان، نيجيريا وغينيا الاستوائية ورئيسا وزراء دولتي اثيوبيا وتوجو، ونحو 1800 مشارك من مختلف دول العالم من بينهم 550 مشارك من الوفود الرسمية، كما شاركت 20 هيئة استثمار من كل من موريشيوس، مالي، مدغشقر، كينيا، غانا، جيبوتي، جزر القمر، الكاميرون، بورندي، مالاوي، نيجيريا، سيشل، السودان، جنوب السودان، سوازيلاند، جنوب أفريقيا، رواندا وأوغندا.
وحيث تزخر القارة الأفريقية بالعديد من المقومات والمقدرات الاقتصادية وهو ما يستدعي منا تطوير آليات العمل الإفريقي المشترك، والأخذ بنموذج التكامل والاندماج الإقليمي من أجل وضع خطة عمل لمواجهة التحديات التي تواجهنا في تحقيق مسار التنمية، وبالإضافة إلى ذلك، تمتلك أفريقيا 60٪ من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم.
وتشير مؤشرات البنك الدولي إلى أنه القارة الأفريقية تضم خمساً من عشرة أسرع الاقتصادات نمواً على مستوى العالم.
لهذا واستكمالا للدور الهام الذي لا يمكن اغفاله من أهمية القارة الافريقية كلاعب اقتصادي وسياسي كبير على مستوى العالم في السنوات الأخيرة، فلابد من تضافر الجهود حتى يمكننا وضع أفريقيا على خريطة الاستثمار العالمية، وحث مجتمع الأعمال على النفاذ الى الأسواق العالمية من جهة، مع اتجاه الحكومات لوضع سياسات أكثر ملاءمة للتجارة والاستثمار من جهة أخرى.
وانطلاقا من هذه الرؤية فإن الحكومة المصرية تعمل على تعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر وكافة دول القارة الأفريقية، ودعم رجال الأعمال الذين يمثلون قاطرة التنمية للانطلاق إلى آفاق رحبة في مجال تحقيق آمال وطموحات الشعوب الأفريقية.
ومن هنا تنبع أهمية تدشين مشروعات إقليمية عملاقة في مجالات البنية التحتية، ومشروعات الكهرباء، والطاقة، والتعدين، والبحث عن شراكات جادة في مجال التجارة والاستثمار والتنمية.
إن نجاحنا في هذا المنتدى هو رهن للشراكات الناجحة والمشروعات الجادة التي حققناها.
السيدات والسادة
ضيوفنا الكرام
أبرز الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية وضيوفنا الكرام عدد من النقاط الرئيسية، وليس أقلها، تعدد أطر التعاون الاقتصادي بين الدول الإفريقية وشركائنا في التنمية، وبما يتزامن مع ما تم تحقيقه في عدد من دولنا من معدلات نمو، تجاوزت متوسط النمو العالمي خلال السنوات الأخيرة. وان عمق هذه العلاقات يدفعنا الى إيجاد حلول مشتركة لكافة التحديات التي تواجه القارة.
- شدد الرئيس على تفعيل مبادئ التعاون والتكامل الإفريقي، كما أكد على أهمية الاستثمار والتطوير في التعليم وذلك لإتاحة الفرص للشباب لاكتساب المهارات اللازمة، والاندماج بكفاءة في سوق العمل، ورفع معدلات الإنتاج والنمو مع التركيز على تحويل المجتمعات إلى مجتمعات المعرفة، وذلك باستخدام تكنولوجيا، الابتكار والبحث كأساس للنجاح في المستقبل.
- ضرورة تحقيق التنمية وهو ما يستدعى منا تطوير آليات العمل الإفريقي المشترك، والأخذ بنموذج التكامل والاندماج الإقليمي والحاجة إلى تنفيذ مشروعات إقليمية عملاقة في مجالات عدة، بما في ذلك البنية الأساسية، فضلا عن تعزيز تنافسية أسواقنا الوطنية، بما يزيد من قدرتها على جذب الاستثمارات والنفاذ إلى الأسواق الدولية، أخذا في الاعتبار التحديات المتزايدة التي يواجهها الاقتصاد العالمي.
- شرفنا بكلمات رؤساء الدول الإفريقية من إثيوبيا، نيجيريا، الجابون، السودان، ورئيس البنك الإفريقي للتنمية.
- شرفنا كذلك بمشاركة السيد رئيس وزراء إثيوبيا والذي أكد على ضرورة توحيد الجهود لتحفيز النمو. وأشار الى اتفاقية التجارة الحرة للتكتلات الاقتصادية الثلاث: "كوميسا، سادك، والمجموعة الاقتصادية لدول شرق إفريقيا" والتي أطلقت أكبر تكتل تجاري في إفريقيا حيث يعد هذا الاتفاق خطوة إيجابية نحو تحقيق آمالنا في إنشاء منطقة التجارة الحرة وكذلك حاجتنا الى تطوير البنية التحتية، وصياغة سياسات واستراتيجيات واضحة لتعزيز التعاون من أجل التنمية المتكاملة.
- كما شاركت وفود وزارية من دول افريقية والتي جاءت لتعبر عن تضامن كافة الدول الافريقية في دفع العلاقات الاقتصادية وتبادل مزيد من الاستثمارات.
- تداولت الجلسات عددا من الإحصائيات الهامة التي تشير الى حجم الاستثمار والتعاون الذي نشهده في العديد من القطاعات مثل الرعاية الصحية والبنية التحتية، هذا وقد بلغ حجم استثمارات مصر في أفريقيا نحو 8 مليار دولار امريكي وفرت العديد من فرص العمل بينما تجاوز حجم التجارة البينية 5 مليار دولار على مدى السنوات الخمس الماضية، مع شركات مصرية.
- كما شهدت الجلسات الاجماع على ضرورة قيام مجتمع الأعمال بالدور الريادي لتحقيق التنمية الاقتصادية في القارة وبالتالي فانه يتعين على الحكومات خلق بيئة عمل موائمة وخلق جو من الثقة بين مجتمعات الأعمال والحكومة. والتأكيد على مناخ التفاؤل بشأن نمو افريقيا رغم التحديات العالمية وذلك في ضوء تمتع افريقيا بالعديد من المزايا النسبية وخلق فرص من التحديات.
- أما عن قصص النجاح، فقد تناولت الجلسات نموذج لإحدى الشركات والتي أوضح فيها ممثلها كيف أن عجز الطاقة الذي واجهته شركته ساعد في تقديم حلول بديلة لإنتاج الكهرباء باستخدام أحدث التكنولوجيا. وقامت M-Kopa بخدمة أكثر من 280.000 منزل في كينيا وتنزانيا وأوغندا لتوليد الطاقة الشمسية، ويضيف الآن أكثر من 500 وحدة سكنية جديدة كل يوم. وذلك منذ إطلاق المشروع في أكتوبر 2012.
أهم النتائج والاجتماعات المنعقدة على هامش المؤتمر:
- اجتماع السيد رئيس الجمهورية وسكرتير عام الكوميسا بشأن توفير التمويل اللازم لمشروعات البنية التحتية والأمن الغذائي بالإضافة إلى مشروع الخط الملاحي النهري بين بحيرة فكتوريا والبحر المتوسط والذي يهدف إلى تنشيط التبادل التجاري والتكامل بين القارة.
- قيام بنك التنمية الافريقي بدعم مصر بتقديم 1.5 مليار دولار لدعم النمو والتحولات الإيجابية بما يزيد من مساهمات البنك الافريقي الى مصر ورصد البنك نحو 12 مليار دولار للاستثمار في قطاع الكهرباء في القارة و5 مليارات لمساعدة القارة في مجال التكيف البيئي.
- المشاورات الفنية الخاصة بتعزيز سبل الاستثمار وتطوير أملاك شركة النصر للتصدير والاستيراد لإنشاء مراكز لوجيستية ومعارض ومخازن متطورة لتصريف المنتجات المصرية.
- مشاورات حول قيام شركة شنيدر بالاتفاق على انشاء محطة طاقة شمسية لتوليد 50 ميجاوات بمدينة شرم الشيخ بإجمالي استثمارات 50 مليون يورو.
- مشاورات حول قيام شركة هاواوي الصينية على المشاركة في تنفيذ مشروع الكروت الذكية للبنزين في مصر وتقديم الدعم الفني اللازم في هذا المجال.
- أعلنت وزارة التجارة والصناعة عن خطة تحرك شاملة لتنمية وتعزيز علاقاتها التجارية والاقتصادية مع الدول الافريقية تشمل تنظيم بعثات ترويجية رفيعة المستوى، وبحث انشاء معرض دائم للمنتجات المصرية في عدد من الدول الافريقية منها أنجولا، وبحث انشاء منطقة صناعية مشتركة مع عدد من الدول. والعمل على بحث فرص الاستثمار في عدد من القطاعات الحيوية واهمها قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة. وإنشاء خطوط ملاحية مباشرة بين الموانئ المصرية ونظيرتها الافريقية وانشاء مراكز لوجستية لتكون محور ارتكاز لنقل السلع بين مصر والدول الافريقية وفتح 5 مكاتب تجارية إضافية في افريقيا.
- كما تم على هامش المنتدى توقيع عدد من مذكرات التفاهم منها توقيع مبادرة انشاء قاعدة بيانات ومعلومات بشأن التعامل مع الأوبئة بين شركة مايكروسوفت والحكومة المصرية، وبروتكول تعاون بين مستشفى سرطان الأطفال في مصر ووزراء الصحة في موزمبيق، رواندا وتوجو لتوفير التدريب وبناء القدرات من الأطباء المصريين لنظرائهم في افريقيا، وكذلك توقيع اتفاقية انشاء مراكز لوجستية مع المجلس التصديري للكيماويات.
- مذكرة تفاهم بين الصندوق الاجتماعي للتنمية وشركة أرض الخير إحدى الشركات التابعة لمؤسسة مصر الخير في مجال الثروة الحيوانية فضلا عن توقيع اتفاقية تعاون بين الهيئة العامة للاستثمار المصرية والوكالة الوطنية لتشجيع الاستثمار بجمهورية الجابون بهدف تبادل الخبرات الفنية بين الجانبين في أساليب جذب وزيادة الاستثمار بين البلدين.
- واستكمالا لفعاليات المنتدى فقد تم تنظيم 57 من اللقاءات الثنائية ما بين الحكومات والمنظمات والمؤسسات الافريقية والدولية المشاركة في المؤتمر حيث تم عقد العديد مع اللقاءات بمشاركة السادة ممثلي الوفود الرسمية المشاركة لكل من دول "السودان/ مورشيوس/ كوديفوار/ بوركينا فاسو/ كينيا/ الأردن / أنجولا/ الكاميرون/ تنزانيا / المكسيك/ إثيوبيا " مع نظرائهم من الحكومة المصرية. هذا فضلا عن اجتماعات كل من بنك التنمية الأفريقي وبنك
- لقاء بين بنك الصادرات الافريقية Afreximbank والسيد سكرتير عام الكوميسا مع ممثلي القطاع الخاص والحكومات المشاركة حيث شهدت اللقاءات مشاركة رجال أعمال من كل من دول "كينيا/ مورشيوس /بولندا/ الصين/ اليابان / المغرب/ مصر/ إنجلترا"، واتاحة الفرصة لمناقشة عقد شراكات ناجحة Networking.
السيدات والسادة
انني على يقين أن محور النمو للاقتصاد العالمي يكمن إلى حد كبير في قارتنا السمراء، وأنه مع تضافر الجهود والعمل الدؤوب، يمكننا تحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة، والمضي قدما لدفع مسيرة الاقتصاد العالمي.
لذا، فنحن بحاجة الى التعاون بشكل وثيق لتعزيز التكامل الاقتصادي بين مصر وكافة دول القارة الأفريقية، ودعم رجال الأعمال الذين يمثلون الركن الأساسي للانطلاق نحو مستقبل أفضل لأبنائنا.
السيدات والسادة
إن مصر تولي اهتماما كبيرا بقارتنا السمراء والتي تعتبر أهم أولوياتها، فمصر بكل فخر هي جزء أصيل من القارة الافريقية، ونتقاسم سويا مستقبل واحد، لذا أصبح لزاما علينا تنفيذ آليات عمل مشترك تعزز من عناصر التكامل والاندماج، فنحن نطمح للمستقبل: وأفريقيا أفضل للجميع، هذا ليس بـ 'الحلم'؛ بل هي الرؤية التي يمكننا تحقيقها وسوف نقوم بتحقيقها في المستقبل القريب.