أخبار مصر
"الثقافة والإعلام والتعليم" ركائز العلاقات المصرية الصينية
بدأ المسئولون بوزارة الثقافة المصرية التنسيق مع الصين لبدء العام الثقافي بين البلدين 2016 والذي يتضمن معارض في مجالات الفنون التشكيلية والسينمائية والمسرحية والفنون الشعبية، وقد بدأ الجانب الصينى التنسيق مع صندوق التنمية الثقافية بشأن إقامة معرض للصناعات الثقافية بالقاهرة خلال شهر أكتوبر القادم.
كما يجري التنسيق حاليا لعقد مؤتمر صحفى خلال يناير الجارى، في كل من مصر والصين للإعلان عن تفاصيل الفعاليات على مستوى سفراء الدولتين وبحضور مندوبين من جميع الوزارات المعنية إضافة إلى وسائل الإعلام.
وفي هذا الإطار، أكد حلمي النمنم وزير الثقافة في تصريحات صحفية أن هناك لقاءات مشتركة وتجهيزات في البلدين تجري استعدادا لبدء فعاليات العام الثقافى "مصر – الصين " المقرر إقامته هذا العام كفعالية ثقافية كبرى تضم العديد من الأنشطة، مشيرا إلى أن هذا الحدث المهم يأتي تأكيدًا على قوة العلاقات بين البلدين في كل المجالات وخاصة العلاقات الثقافية بين الشعبين المصري والصيني.
والجدير بالذكر أن إقامة العام الثقافي يأتي في إطار وثيقة الشراكة الإستراتيجية والتعاون التي وقعها الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيره الصيني شي جين بينج في ديسمبر عام 2014 بهدف توطيد أواصر الصداقة بين الشعب المصري والصيني، وإتاحة الفرصة لكلا الشعبين للتعرف على الثقافة الصينية والمصرية على نطاق واسع، وكل ذلك سيفتح بابًا جديدًا للتعاون بين البلدين في مجالات متعددة كالتعليم والتكنولوچيا، الصناعة، التجارة، الفن والثقافة، السياحة إضافة إلى تبادل الخبرات في جميع المجالات.
وفي سياق متصل، لم يقتصر نطاق التبادل الثقافي على مجال الثقافة والفن فحسب، بل امتد إلى نطاق واسع ومجالات متعددة كالعلوم والسينما والتليفزيون والآثار التاريخية والمكتبات والمتاحف حيث شهدت هذه المجالات العديد من التبادلات بين الجانبين حيث أقيم في بكين وشنغهاي في عام 2003 "معرض كنوز مصر القديمة" وذلك في إطار مهرجان الفنون الدولي الذي أقيم في شنغهاي في أكتوبر عام 2003.
كما شهدت العلاقات الإعلامية تطورًا متناميًا خاصة في السنوات الأخيرة، في ضوء الأهمية المتزايدة لدور الإعلام في تعريف شعبي البلدين بالآخر حيث يوجد العديد من المكاتب التمثيلية المقيمة، ومنها وكالة أنباء شينخوا، وصحيفة الشعب الصينية، وإذاعة الصين الدولية، والتليفزيون المركزي الصيني، بينما يوجد تمثيل مقيم لوكالة أنباء الشرق الأوسط في الصين. كما تم افتتاح المكتب الإقليمي لمجلة" الصين اليوم " في القاهرة عام 2004.
وقد شهد عام 2005 نشاطًا كبيرًا حفل بالعديد من الفعاليات الثقافية سواء كان ذلك على شكل مهرجانات أو معارض أو مسابقات حيث برز على الجانب المصري حدثان مهمان: الأول، مشاركة مصر في فعاليات مهرجان شنغهاي السينمائي الدولي الذي أقيم في الفترة من 10 إلى 20 يونيو 2005. الثاني، إقامة أسبوع ثقافي مصري خلال الفترة من 4 إلى 11 نوفمبر 2005 كجزء من الفعاليات الرئيسية للمهرجان الفني الدولي السابع الذي استضافته مدينة شنغهاي خلال الفترة من 18 أكتوبر إلى 18 نوفمبر 2005.
وزار رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري بزيارة إلى الصين خلال الفترة من 21 إلى 26 أبريل 2004، لإجراء مباحثات مع رئيس مصلحة الإذاعة والسينما والتليفزيون الصينية بشأن تفعيل بروتوكول التعاون المشترك. كما أقامت وزارتا الثقافة المصرية والصينية بشكل مشترك أسبوع ثقافي صيني في القاهرة. أقيم في بكين وشنغهاي أسبوع ثقافي مصري برعاية وزارة الثقافة.
ولم يتوقف التعاون المصري الصيني فقط عند المجال الثقافي، لكنه انطلق إلى رحاب أوسع في مجال التعليم في إطار آلية للتبادل بين البلدين حيث أقام الجانبان أول ندوة تعليمية مشتركة في بكين عام 1996، وأصبحت هذه الندوة آلية عالية المستوى بين البلدين ويتبادل وزيرا تعليم البلدين الزيارات كل عام.
وعلاوة على ذلك، وقع الجانبان المصري والصيني على عدد من اتفاقات التعاون التعليمي منذ عام 1956، وأبرزها الاتفاق الذي وقعت عليه وزارتا التعليم في البلدين بالقاهرة في 17 من نوفمبر عام 1997 حول الاعتراف المتبادل بالشهادات الدراسية. كما وقعت جامعة القاهرة وجامعة الإسكندرية وجامعة عين شمس والجامعة الأمريكية بالقاهرة وجامعة الزقازيق وجامعة المنيا اتفاقيات تعاون وتبادل ومشاريع مشتركة مع جامعة بكين وجامعة اللغات والثقافة وجامعة الدراسات الأجنبية ببكين والجامعة الثانية للغات الأجنبية وجامعة الدراسات الأجنبية بشنغهاي وجامعة المعلمين بشنغهاي وجامعة آنهوي على التوالي.
وشهد التعاون التعليمي بين القاهرة وبكين اتفاقا لزيادة أعداد الطلاب الوافدين، حيث تجاوز عدد الطلاب الصينيين المبعوثين بشكل حكومي إلى مصر 200 طالب في الخمسين عاما خلال الفترة من عام 1955 حتى عام 2005. وقد تنوعت اختصاصات الطلاب الوافدين فلم تعد تقتصر على اللغات والآداب بل شملت اختصاصات العلوم الطبيعية والصناعة والزراعة والطب ويدرس كل الطلاب في مصر لمدة عام.
وقد زاد عدد الدارسين المصريين للغة الصينية مع افتتاح قسم لها في كلية الألسن جامعة عين شمس عام 1958 والذي تجاوز عددهم الآن 600 طالب ومنهم عدد من الطلاب الوافدين من الدول العربية الأخرى فضلا عن إنشاء مركز بحوث للعلوم "الصينولوجى" في عام 1999.