أخبار مصر
"رجال الأعمال": مصر والأردن تتمتعان بمزايا تؤهلهما لجذب الاستثمارات
قال محمد يوسف، المدير التنفيذي لجمعية رجال الأعمال المصريين، إن مصر والأردن يتمتعان بمزايا كبيرة تؤهلهما لجذب الاستثمارات الأجنبية، لافتا إلى أن العلاقات الاقتصادية المصرية الأردنية لا ترقى لمستوى العلاقات السياسية التي وصلت إلى شراكة إستراتيجية متميزة بين البلدين.
وقال يوسف في تصريحات بعمان على هامش مشاركته في منتدى "(قضايا الاستثمار في الوطن العربي" الذي اختتم أعماله الخميس الماضي في مدينة العقبة – "إننا مازلنا بحاجة إلى بذل الكثير من الجهد لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري المشترك بين مصر والأردن"، مؤكدا على أن هناك فرصا ومزايا كبيرة يتمتع بها البلدان ويجب استغلالها.
وأضاف أن مصر والأردن يعتبران من أكثر الدول في المنطقة التي تتمتع بالاستقرار وهو ما يجعلهما قبلة لاستقطاب وجذب الاستثمارات الأجنبية بشكل كبير وتحديدا من دول جنوب شرق آسيا التي تسعى جاهدة لضخ استثمارات كبيرة في الشرق الأوسط".
ونوه يوسف بأن الصين ووفقا لتقرير"الأونكتاد" ضخت العام الماضي استثمارات خارجية بقيمة 116 مليار دولار وسنغافورة 40 مليار دولار وكوريا الجنوبية 32 مليار دولار والهند 10 مليارات دولار..مشيرا إلى أنه من المتوقع أن تضخ الصين خلال السنوات الخمس القادمة تريليون دولار كاستثمارات خارجية في السوق العالمي.
ودعا الدول العربية وخاصة مصر والأردن إلى ضرورة اغتنام هذه الفرصة التي وصفها ب"الذهبية" والعمل على جذب جزء من هذه الاستثمارت الكبيرة إليهما، خاصة وأن تلك الدول تطمح وعلى الأخص الصين كي يكون لها تواجد قوي في المنطقة.
وقال يوسف "إنه يتعين على مصر والأردن دراسة إمكانياتهما والمزايا التنافسية والنسبية التي تتمتع بها كل دولة والمقومات الموجودة لديهما والعمل على حسن استغلالها وزيادة الاستثمار المشترك وتنويع الشراكة ليكون لها مردود إيجابي".
وثمن مقترح اللجنة الفنية المشتركة للتعاون الاستثماري بين مصر والأردن والتي عقدت الأسبوع الماضي في عمان بشأن عقد مؤتمر استثماري سنوي.. قائلا "يجب أن تكون هناك أهداف محددة ومدروسة وليس مجرد خطب من أجل الخروج بنتائج إيجابية".
وحول منتدى "قضايا الاستثمار في الوطن العربي"، أكد يوسف على أهمية توقيت انعقاد المنتدى ؛ نظرا لما تمر به المنطقة من ظروف صعبة وما تعانيه الأوضاع الاقتصادية من تحديات كثيرة.
وقال إن انعقاد المنتدى في هذا التوقيت يبعث بعد رسائل مهمة أولها للقادة والحكومات في المنطقة العربية مفاداها أن القطاع الخاص العربي مصر على استكمال المسيرة وأنه حريص كل الحرص على الوقوف جنبا لجنب مع القيادة السياسية والحكومة للخروج بالمنطقة من عنق الزجاجة.
أما الرسالة الثانية وفقا ليوسف، فإنها موجهة لدول العالم ومفاداها أن غالبية مجتمع رجال الأعمال العربي حريص على ترسيخ وتوطين استثمارات عربية عربية في المنطقة وليس كما يتردد أنه يهرب بأمواله إلى الخارج..قائلا "إن هناك نسبة ضئيلة هي التي تقوم بذلك فقط"..مبينا أن المنتدى كان بمثابة فرصة كبيرة لتبادل الأفكار والخبرات في كيفية مواجهة التحديات والتغلب عليها.
وفيما يتعلق باتفاقية التوأمة التي وقعت بين مدينتي شرم الشيخ والعقبة على هامش المنتدى، قال يوسف: "إن التوأمة موجودة منذ زمن طويل بين المدينتين فهناك التقارب الجغرافي والثقافي والاجتماعي إلا أن الاتفاقية جاءت لتؤكد على أن هناك نوايا صادقة لدى متخذي القرار لتعزيز العلاقة وتنميتها".
وردا على سؤال حول موعد الدورة التاسعة عشرة لمجلس الأعمال المصري الأردني التي تم تأجليها مؤخرا، قال المدير التنفيذي لجمعية رجال الأعمال المصريين إن الدورة القادمة للمجلس المشترك ستعقد في مصر خلال النصف الأول من العام القادم 2016.
ونوه بأن المجلس لعب أدوارا مهمة على مدى السنوات الماضية وكان له تأثير إيجابي على تحسين حركة التجارة ما بين البلدين وساعد في حل كثير من مشاكل المصدرين والمستوردين في كلا الجانبين، مشيرا إلى أن إعادة إحياء وتفعيل لجنة الاستثمار المشترك بين البلدين كانت من أهم التوصيات الصادرة عن المجلس.
وقال إن المجلس كان يؤكد دائما على ضرورة تفعيل اتفاقية أغادير وإقامة مجلس أعمال رباعي حيث تم الأخذ بهذه التوصية وتشكيله بناء على لقاء عقد بين وزراء التجارة في الدول الأربع، داعيا وسائل الإعلام إلى ضرورة التركيز على هذه الإنجازات لتعزيز موقف المجلس فيما دعا القيادة السياسية إلى التحرك بنفس التفاعل ونفس الفكر.
وعن الدور الذي تقوم به جمعية رجال الأعمال المصريين داخليا وخارجيا للترويج للمشروعات الاستثمارية الكبيرة في مصر، أجاب يوسف بأن الجمعية لها شبكة علاقات قوية مع نظرائها في الخارج ومع السفارات الأجنبية العاملة في مصر كما تعقد لقاءات مستمرة وتدعو القائمين على المشروعات الكبرى في مصر لعرض الفرص والاسثتمارات الكبرى المتاحة.
وقال: "إننا نحرص على أن يرافقنا رجال أعمال مصريون خلال زياراتنا للخارج ؛ لأن ذلك يعطي نوعا من المصداقية والطمأنة لدى المستثمر الأجنبي علاوة على أننا نعمل على توطيد علاقاتنا مع السفراء الأجانب ورؤساء المكاتب التجارية في مصر ليكونوا خير ناقل لدولهم وللمستثمرين هناك لتحفيزهم على المجيء إلى مصر والمشاهدة على أرض الواقع كل المشروعات.
وأضاف يوسف: "إننا نراجع كذلك كل القوانين والتشريعات الاقتصادية الحاكمة لهذه المشروعات، لافتا إلى أن بعض هذه التشريعات غير متواكبة مع المتغيرات التي تشهدها المشروعات الجديدة حيث يتم مراجعتها والتقدم بمقترحات للحكومة لأخذ قرارات مناسبة تكون متوافقة مع ما أعلنه الدستور ومع ما تصبو إليه من جذب استثمارات لتلك المناطق.
وعن استعدادات الجمعية لمؤتمر تنمية محافظات الصعيد، أجاب يوسف بأن الصعيد جزء مهم جدا لمصر ويحتاج لتنمية كبيرة خاصة وأن لديه مقومات هائلة، داعيا إلى ضرورة دراسة المقومات الموجودة وأيضا التحديات والعمل على حلها قبل انعقاده، قائلا "يجب أن يكون لدينا ما نقدمه للمستثمر".