أخبار مصر
المجلس الأعلى للإفتاء بالعالم يطلق حزمة من المبادرات والمشروعات العلمية
قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، رئيس المجلس الأعلى للإفتاء في العالم، إن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم ستنفذ حزمة من المبادرات والمشروعات العلمية، في مقدمتها عقد مجموعة من المؤتمرات والندوات.
وأضاف المفتي – فى تصريح اليوم الخميس أنه تم الموافقة على أن يكون موضوع المؤتمر الأول هو "التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة المساجد للجاليات المسلمة في البلاد غير الإسلامية"، لما لهذا الموضوع من أهمية بالغة خاصة بعد الأحداث الإرهابية الأخيرة التي اجتاحت عددا من دول العالم، والتي أثبتت أن الفتوى لعبت دورا مهما في تصاعد الأحداث مؤخرا، خاصة تلك التي أطلقها رموز التيارات المتطرفة، والتي كانت سببا رئيسيا في التحاق الكثير من الشباب الغربي إلى صفوف المقاتلين في التنظيمات الإرهابية.
وأشار إلى أن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تعتزم المشاركة في نشر الوعي والثقافة فيما يخص جانب الإفتاء والفقه، من خلال نشر بحوث أعضاء الأمانة العامة، وبحوث مؤتمراتها العالمية، معتبرا أن جمع أعمال المؤتمر ونشرها يعد أولى خطوات تنفيذ نتائج المؤتمر عمليا.
وقال المفتي: "سيتم كذلك إصدار مجلة علمية محكمة تصدر بعدة لغات، يتم فيها مراعاة تأصيل الحقائق العلمية للمستجدات، وتأصيل ضوابط الإفتاء وتفعيلها في الواقع العمليما يفسح مجال النشر للمتخصصين في الدراسات الإفتائية والفقهية، سعيا إلى نشر صحيح الدين وإزالة اللبس في القضايا الشائكة والخلافية.
وأكد أنه من أهم ما تستهدفه الأمانة، إنشاء أكاديمية عالمية للتدريب على الإفتاء وعلومه، وذلك للارتقاء بالدعاة والمفتين، وتبصيرهم بكيفية التعامل مع المستجدات المعاصرة بوعي وكفاءة.
وأوضح أن ذلك سيتم عبر عدد من البرامج التدريبية منها: تدريب القضاة على كيفية استيعاب مادتي أصول الفقه والفقه والمواريث، وتدريب الأقليات المسلمة في الخارج على التعامل مع واقع هذه الدول، والحلول التي تقدمها الشريعة لكثير من مشكلات واقعهم، تدريب الباحثين على البحث الشرعي ومهارات الفتوى، عقد برامج تثقيفية في أحكام الفقه الإسلامي، وتدريب الراغبين من أئمة المساجد على صناعة الإفتاء لمساعدتهم على مواجهة أسئلة رواد المساجد.
وأضاف أن الأمانة ستسعى لترجمة أعمالها ومجهوداتها ونتاجها العلمي بلغات عدة لسهولة التواصل مع الآخر في مختلف بلاد العالم سواء أكان من المسلمين أم من غير المسلمين لتصحيح بعض المفاهيم الإسلامية بصفة عامة، وقضايا الفتوى بصفة خاصة، بالإضافة إلى تزويد الهيئة بالأبحاث والتقارير المنشورة بلغات أخرى لكيفية الاستفادة منها والرد عليها، وتسهيل سبل التواصل مع غير الناطقين باللغة العربية في شتى بقاع الأرض لكي تصل رسالة الإسلام الوسطية إلى كل مسلم أيا كانت بلده أو لغته.
قال المفتي إن الأمانة ستنشئ موقعا إلكترونيا باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية كمرحلة أولى، للتواصل مع الجمهور الإسلامي في كافة أرجاء العالم; لنشر أعمال الهيئة،
وما يصدر عنها من فتاوى وبحوث ودراسات فقهية وأخبار، بالإضافة إلى استقبال الفتاوى والقضايا ذات الصلة والرد عليها، وبالإضافة إلى أعمال المؤتمرات التي تعقدها المنظمة بصفة دورية، وتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام، والتي حاولت بعض التنظيمات المتطرفة الإسلامية وغير الإسلامية تشويهها.
وتابع: إن الأمانة ستقوم – كذلك – بإرسال قوافل علمية إفتائية مشتركة للخارج تهدف إلى تبصير الناس في ربوع المعمورة بهذا الدين الحنيف ويسره وسماحته، وكذلك بيان الخطأ في الفتاوى التي يتصدر لها غير المتخصصين، وذلك بأكثر من لغة، مما يحقق قبولا عاما لدى المتلقي.
وأشار إلى أنه تم الاتفاق على أن تكون أولى هذه القوافل لعدد من الدول الإفريقية التي تحتاج لدعم “شرعي” لمواجهة ظاهرة التطرف.