استثمار
سفير مصر باليونسكو يناشد الدول العربية التحرك لحماية التراث الثقافي
ناشد الدكتور محمد سامح عمرو، سفير مصر بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، الدول العربية والإسلامية بضرورة حشد جميع الجهود للتحرك إقليميًا من خلال المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الأليكسو" والمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم "الإيسيسكو" لحماية تراثنا الثقافي الذي تم تدميره في عدد من الدول العربية ونهبه وتهريبه للخارج للإتجار فيه.
ودعا "عمرو" خلال مشاركته في ورشة العمل التي ينظمها المركز الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي "إيكروم" و"الأليكسو" و"الإيسيسكو"، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، إلى أن يكون لهذه المنظمات الإقليمية والنوعية الريادة في هذا الشأن بالتنسيق والتعاون مع اليونسكو.
وتابع: "لدينا عدد كبير من الخبراء والمتخصصين العرب، خاصة الشباب منهم، يمكن أن يكون لهم دور كبير في أعمال الترميم للمواقع الأثرية التي تم تدميرها بالفعل في عدد من الدول العربية وأن تكون لدينا خطة عمل قابلة للتنفيذ بمجرد أن تسمح الأوضاع في هذه الدول بذلك".
وطالب سفير مصر باليونسكو كل من "الأليكسو" و"الإيسيسكو" ومركز "إيكروم" الشارقة ومركز الحفاظ على التراث الثقافي بالمنامة بضرورة التنسيق فيما بينهم من أجل إعداد قوائم تضم أسماء الخبراء الأثريين من الدول العربية والإسلامية للاستعانة بهم في إعداد الملفات الخاصة بإدراج مواقع جديدة على قائمة التراث العالمي التي تشرف عليها "اليونسكو".
وقال إن المشكلة الأساسية التي تواجهنا هي مشكلة فنية تتمثل في كيفية إعداد الملفات الخاصة بإدراج مواقع أثرية جديدة على قائمة اليونسكو وتقديمها إلى لجنة التراث العالمي، لافتًا إلى أن عدد المواقع المدرجة على قائمة التراث العالمي من المنطقة العربية تبلغ نسبتها 8% من إجمالي المواقع الأثرية المدرجة على مستوى العالم بالرغم من وجود عدد هائل لمواقع التراث ذات القيمة العالمية وتعكس الحضارات المختلفة بمنطقتنا العربية.
وأشار "عمرو" إلى ضرورة توجيه التبرعات الدولية التي تقدمها الدول العربية والإسلامية لحماية التراث الثقافي في المنطقتين العربية والإسلامية إلى صندوق خاص يتم تأسيسه تحت رعاية أحد الجهات العربية أو الإسلامية ويتم الإشراف عليه من جانب مجلس أمناء يضم خبراء واقتصاديين، ويتم من خلاله الصرف على مشروعات الحفاظ على مواقع التراث بالدول العربية والإسلامية وإجراء الترميمات اللازمة لها.
وأوضح أنه علينا أن نستفيد من الخبرات الدولية في هذا المجال، واسترشد في ذلك بالصندوق الأفريقي الذي تم تأسيسه لحماية وصيانة مواقع التراث الثقافي في أفريقيا، مطالبًا بترتيب المنظمات الإقليمية والنوعية المتخصصة لحملات دولية لاسترداد القطع الأثرية المنهوبة إلى بلادها الأصلية، مناشدًا كل من الأليسكو والإيسيسكو للقيام بدور رائد في هذا المجال لتحقيق لدعم الجهود التي تبذلها الدول العربية والإسلامية لاستعادة الكنوز الأثرية المنهوبة منها، ومساعدة الدول العربية والإسلامية والتنسيق بين الخبراء القانونيين من هذه الدول لوضع تشريعات نموذجية أو على أقل تقدير وضع قواعد استرشادية تستفيد منها الدول لحماية تراثها الثقافي وفتح آفاق جديدة للتعاون القانوني فيما بينها.
وأكد سفير مصر باليونسكو خلال لقائه مع الخبراء والأثريين العرب، أهمية التحرك الفعال على الأرض لحماية تراثنا الثقافي الذي تعرض للتدمير والنهب خلال السنوات الأخيرة بشكل غير مسبوق من قبل، وضرورة العمل على رفع الوعي بحماية هذا التراث من خلال المناهج الدراسية والبرامج التثقيفية للشباب وطلاب المدارس، ووضع خطط تنموية للاستفادة من وجود هذا العدد الهائل من مواقع التراث العالمي بالمنطقة العربية وربط ذلك بخطط التنمية السياحية لفتح أسواق عمل جديدة للشباب وتحقيق عائد اقتصادي مناسب من هذه المواقع بما لا يؤثر على قيمتها الأثرية والحفاظ عليها.