بنوك
تراجع الجنيه الاسترليني واهتزت سوق الأسهم يوم الاثنين بعد أن أظهر استطلاع للرأي للمرة الأولى أن الاسكتلنديين ربما يصوتون لصالح الاستقلال في استفتاء يجرى الأسبوع القادم وهو ما قد ينذر بتفكك المملكة المتحدة.
الاسترليني يتراجع بعد استطلاع ينبئ باستقلال اسكتلندا
وأثار المسح بواعث قلق تقترب من الذعر في أوساط النخبة الحاكمة ببريطانيا لتتعهد حكومة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون التي يقودها المحافظون بتقديم مقترحات هذا الأسبوع لمنح اسكتلندا مزيدا من الاستقلالية إذا قررت البقاء داخل الاتحاد.
وسيكون المستقبل السياسي لكاميرون على المحك إذا صوت الاسكتلنديون في 18 سبتمبر لصالح الانفصال وذلك قبل ثمانية أشهر فقط من الانتخابات العامة المقررة في مايو، وقال متحدث باسم رئيس الوزراء يوم الإثنين إنه لا يضع خطط طوارئ لمواجهة تداعيات الاستقلال المحتمل لاسكتلندا.
وقال المتحدث عندما سئل إن كان موقف الحكومة من وضع خطط الطوارئ قد تغير إثر استطلاع يوجوف الذي نشرت صحيفة صنداي تايمز نتائجه وأظهر تقدم مؤيدي الاستقلال "لا.، الوضع لم يتغير هنا. تركيز الحكومة منصب بالكامل .. على الدفاع عن فكرة بريطانيا موحدة."
وتراجع الاسترليني أكثر من واحد بالمئة أكبر انخفاض ليوم واحد في 13 شهرا إلى 1.6145 دولار في المعاملات الأرووبية المبكرة في حين انخفضت القيمة السوقية لشركات بورصة لندن الخمسة الأعلى انكشافا على اسكتلندا بأكثر من ثلاثة مليارات استرليني ("4.8 مليار دولار".
وقال آدم مايرز المدير الأوروبي لاستراتيجية سوق الصرف لدى كريدي أجريكول في لندن "سرعة التحول في نتائج استطلاعات الرأي أحدثت صدمة واضحة لكثير من الناس."
وفي حالة تصويت الأربعة ملايين ناخب اسكتلندي لصالح الانفصال ستعقد مفاوضات مع لندن بشأن العملة والدين العام البالغ 2.1 تريليون دولار ونفط بحر الشمال ومستقبل قاعدة الغواصات النووية البريطانية في اسكتلندا قبيل الاستقلال الفعلي الذي تحدد له بشكل مبدئي يوم 24 مارس 2016.
وتراجع مؤشر فايننشال تايمز 100 بعد نشر نتائج الاستطلاع، وكان خمسة من أكبر عشرة خاسرين شركات مرتبطة باسكتلندا هي مجموعة لويدز المصرفية ورويال بنك أوف سكوتلند وستاندرد لايف ومجموعة اس.اس.إي للطاقة ومجموعة واير الهندسية.
كانت مصادر مصرفية أبلغت رويترز الأسبوع الماضي أن لويدز تدرس نقل مكاتبها المسجلة إلى لندن إذا صوت الاسكتلنديون للاستقلال، وينظر رويال بنك أوف سكوتلند في خياراته.
وحذر البنكان من أن اسكتلندا مستقلة ستعرض أعمالهما لمخاطر جمة وتؤثر سلبا على تكاليف التمويل والضرائب والرقابة.
ويتهم القوميون لندن بتبديد ثروات اسكتلندا ويقولون إنها ستكون من أغنى دول العالم إذا سيطرت على مقدراتها.
ويقول أنصار المحافظة على الاتحاد بمن فيهم الأحزاب السياسية الرئيسية الثلاثة في بريطانيا إن المملكة المتحدة أقوى إذا ظلت كيانا واحدا وإن استقلال اسكتلندا سيجلب ضبابية كبيرة على الصعيد المالي والاقتصادي والسياسي.
وقال جيم أونيل رئيس مجلس الإدارة السابق الانجليزي المولد لشركة جولدمان ساكس لإدارة الأصول "أتفهم السبب وراء سعي الشعب الاسكتلندي لنيل مزيد من الاستقلالية في تقرير مصيره .. لكن من وجهة نظري لا يبدو الأمر منطقيا من الناحية القومية.