أخبار مصر
خبراء المياه يطالبون بإدارة مشتركة لـ"سد النهضة"
طالب خبراء مياه دوليون، بوضع حلول حاسمة للخلافات بين دول حوض النيل الشرقي بشأن سد النهضة، وتحويل مشروع سد النهضة إلى مشروع تنموي مشترك، من خلال إدارة مشتركة للسد وتوزيع عادل لمخرجاته من المياه والكهرباء.
وأكد الخبراء أن الحل الوحيد في الحاضر والمستقبل هو الإدارة المشتركة لكل مشروعات السدود والمياه على نهر النيل، في جميع دوله، واستمرار بقائه كمصدر للخير والنماء، كما كان على مدى آلاف السنين، بدلا من أن يتحول إلى مصدر للصراعات والحروب.
ويتضح من مشهد الاجتماع السداسي لسد النهضة الذي عقد بالخرطوم على مدى يومين أن تلك الساعات من المشاورات والمداولات المغلقة التي تجاوزت 15 ساعة على مدى يومين، لم تفلح في إيجاد صيغة توافقية بينهما، ولم يتم التوصل لاتفاق على القضايا والشواغل المصرية المتعلقة بمشروع بناء السد.
ونبه الخبراء مجددا من أن الاجتماع السداسى لم يضف جديدا على بط ء وتيرة المفاوضات واتساع الفجوة بينها وبين معدلات البناء على الأرض، مما يثير مخاوف من أن يصل البناء في سد النهضة الى مستوى تصبح معه اى دراسات عديمة الجدوى.
ولم تأت نتائج الاجتماع السداسى بجديد يبرهن على التزام الجانب الأثيوبي بتنفيذ اتفاق مالابو، أو وثيقة إعلان المبادئ بالخرطوم، التي وقع عليها الزعماء الثلاثة في مارس الماضي.
وأضحت المراوغات الأثيوبية، سياسة ممنهجة متمثلة في إضاعة الوقت من خلال جولات مفاوضات متتالية تخطت مجموعها العشر حتى الأن، فضلا عن محاولات مستمرة لإغراق الاجتماعات في تفاصيل إدارية وفنية، أدت إلى تزايد الخلافات، وانعكست سلبا على المكتبين الاستشاريين المعنيين بمشروع السد الأثيوبي.
وحذر خبراء المياه من أن المراوغات الأثيوبية ستؤدي لإغراق الاجتماعات في التفاصيل غير المجدية، بهدف استنزاف الوقت حتى يصبح السد أمرا واقعا.
وقال الدكتور عاصم فتح الرحمن الحاج الخبير السوداني في الشئون الأفريقية ودول حوض النيل، أن مصلحة أثيوبيا من إنشاء سد النهضة، يتمثل في إنشاء مشاريع تمدها بالكهرباء والزراعة لأن هذه المناطق قد تتعرض إلي موجات احتجاجية في ظل ما يعانيه المواطن الأثيوبي، من زيادة سكانية وفجوة غذائية، تسببت في ارتفاع معدلات الفقر في بلادهم رغم تمتعها بالعديد من الموارد الطبيعية والمائية الضخمة.
بينما قالت مصادر إثيوبية شاركت في الاجتماع السداسي بالخرطوم أنه يتعين علينا تجنب الصراعات وان نبحث عن التعاون المشترك لحل أية خلافات حول المشروع، مشيرة الى أهمية تنفيذ مشروعات تحقق المصالح المشتركة لمصر والسودان وأثيوبيا حيث يمكن للدول الثلاث إنشاء قاعدة صناعية متينة لأنه بدونها لا يمكن أن يكون هناك تطور أو تصدي للبطالة بتوفير فرص العمل للأجيال الجديدة من الشباب.
وكان وزراء الخارجية والري لدول مصر والسودان وأثيوبيا، قد أصدروا في ختام اجتماعهم السداسي بالخرطوم، بيانا قرروا فيه استئناف اجتماعاتهم مجددا في السابع العشرين من ديسمبر الجاري، على مدى يومين بالخرطوم، لاستكمال بحث الشواغل المصرية حول سد النهضة الأثيوبي، وخاصة ما يتعلق بحل الخلافات بين المكتب الاستشاري الفرنسي والهولندي المعنيين بإعداد وتنفيذ دراسات سد النهضة، حيث بحثت وفود الدول الثلاث خلال الاجتماعات المغلقة عددا من المقترحات لحل تلك الأزمة، سعيا لاحتواء الخلافات القائمة على طريقة التعاطي والعمل على تنفيذ اتفاق المبادئ الذي وقع عليه الرؤساء الثلاثة في مارس الماضي.