أخبار مصر
سفير مصر بالخرطوم: القواسم المشتركة بين الشعبين تتجاوز أي أزمات
وصف السفير المصري بالخرطوم أسامة شلتوت، العلاقات المصرية السودانية بالتاريخية التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، مؤكدا أن هذه العلاقات تتميز بالخصوصية في ظل وجود قواسم مشتركة تجمع بين شعبي وادي النيل، مؤكدا تجاوز الأزمة الطارئة التي حدثت مؤخرا والتي حاول بعض المغرضين الاصطياد في الماء العكر، والنيل من علاقات البلدين الشقيقين.
وأكد "شلتوت"، في حوار أجراه اليوم الخميس مع عدد من ممثلي الصحف المصرية المتواجدين بالخرطوم حاليا لتغطية فعاليات الجولة العاشرة من مفاوضات سد النهضة الإثيوبي التي تبدأ غدًا، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي حرص أن تكون أولى جولاته الخارجية هي زيارة السودان، والالتقاء بالرئيس عمر البشير، حيث اتسمت لقاءات الرئيسين بالشفافية والوضوح وتناول كافة العلاقات الثنائية والإقليمية والدولية، مشيرا إلى أنه منذ وصول الرئيس السيسي لسدة الحكم، تمت 10 لقاءات بينه وبين الرئيس عمر البشير، وهي تعد أكثر عدد لقاءات أجراها الرئيس السيسي، مع رئيس أي دولة أخرى، مما يدلل على عمق واستراتيجية العلاقات بين البلدين.
وأكد السفير أسامة شلتوت، أنه تم احتواء الأزمة الطارئة التي ظهرت مؤخرا بشأن مزاعم استهداف السودانيين بمصر، من خلال القنوات الدبلوماسية المتاحة والمفتوحة بين البلدين، مؤكدا أن مصر يعيش بها نحو أربعة ملايين مواطن سوداني، ولا يوجد بها أي تمييز بين المواطن المصري والسوداني، كما زعم البعض، مشيرا إلى أن بعض القوى حاولت الاصطياد في الماء العكر من خلال دعاوى الفتن والمخططات التي لن تنال من وحدة شعبي وادي النيل.
وأشار إلى التنسيق والتشاور المستمر بين مصر والسودان حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية، خاصة ما يتعلق بدول جوار ليبيا، وغيرها من الملفات المطروحة على الساحة العربية والإقليمية، لافتا إلى أن فوز مصر بمقعد غير دائم بمجلس الأمن سيتيح لها تبني القضايا والملفات السودانية المطروحة على الساحة الدولية المتمثلة في الخروج الاستراتيجي لبعثة "اليوناميد" من دارفور-غرب السودان-، ومسألة العقوبات الاقتصادية الآحادية المفروضة على السودان، وغيرها من الموضوعات والشواغل السودانية.
وحول العلاقات الاقتصادية بين البلدين، أوضح السفير شلتوت، أن افتتاح وتشغيل المعابر الحدودية بين مصر والسودان، والتي بدأت بمنفذ "قسطل-أشكيت" والذي حقق نجاحا ملحوظا في نمو حركة التجارة والسفر بين البلدين، حيث تجاوز حجم التبادل التجاري خلاله 10 ملايين دولار شهريا، من السلع والمنتجات المصرية والسودانية، وكذلك الاستعداد لافتتاح معبر "أرجين"غرب النيل- عقب الانتهاء من التجهيزات اللازمة للتشغيل، ومن المتوقع افتتاحه في الربع الأول من العام المقبل، وسيربط هذا المعبر الطريق البري الممتد من مدينة الإسكندرية، وحتى كيب تاون بجنوب أفريقيا، كما سيساهم بشكل كبير في زيادة حركة التجارة والاستثمار، نظرا لعدم وجود عائق مائي بمعبر أرجين، موضحا أن الشاحنات ستعبر مباشرة في الطريق البري.
وقال أن المعبرين البريين سيساهمان في زيادة حركة تجارة الترانزيت في إطار اتفاقية "الكوميسا"، والتجمعات الأفريقية الثلاثة، فضلا عن المساهمة الإيجابية في زيادة حجم التجارة البينية بين الدول الأفريقية، موضحا أنها ستمثل أيضا منفذا حيويا لزيادة التجارة البينية بين الدول العربية، وتشجيع تجارة الترانزيت لعبور المنتجات المصرية إلى دول القارة الأفريقية، وعبور المنتجات السودانية إلى قلب أوروبا عبر الموانئ المصرية.
وأكد أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ حاليا نحو 900 مليون دولار، وهي لا ترقي لمستوى طموح شعبي وادي النيل.
وأشار السفير المصري بالخرطوم، إلى أنه يتم حاليا التجهيز لانعقاد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين برئاسة الرئيسين عبد الفتاح السيسي، وعمر البشير، متوقعا أن يكون انعقادها مطلع العام المقبل.
وأكد أن حجم الاستثمارات المصرية بالسودان تبلغ نحو 11 مليار دولار، لافتا إلى أنها استثمارات تراكمية منذ عام 2000 وحتى الأن، مشيرا إلى أن المنفذ فعليا على أرض الواقع من تلك الاستثمارات يبلغ نحو 2 مليار دولار فقط، مشيرا إلى ان مصر تحتل المرتبة الرابعة من حيث حجم الاستثمارات الأجنبية بالسودان.