دولى وعربى
رد الداعية السعودي خالد الشايع، المتخصص في السنة النبوية، على المقال الذي نُشر في صحيفة بريطانية حول ما قيل إنها دراسة لـ"نقل القبر النبوي" مؤكدا أن القضية "كذب وخداع" وأن الدراسة فضلا عن أنها لا تعبر عن رأي رسمي لم تشر إلى قبر النبي، مضيفا أن أحد الباحثين الذين علقوا على القضية هو من "اخترع فكرة نقل الجسد الشريف" لعلمه بحساسيتها.
داعية سعودي: قبر النبي "محفوظ بحفظ الله" وأنباء نقله "كذب وخداع"
وأوضح الشايع، في تصريح خص به CNN بالعربية أن ما وصفها بـ"مزاعم صحيفة اندبندنت لنقل القبر النبوي الشريف من موضعه إلى مكان غير محدد!" قد تضمنت "الكذب والبهتان والخداع" معتبرا أن الهدف من الزج بقبر النبي في القضية هو "الإثارة الصحفية المشينة" و"الإساءة للملكة العربية السعودية حاضنةِ الحرمين وخادمة البيتين" وما يتبع ذلك من "إثارة الفتنة والخلاف بين أهل الإسلام."
وأكد الشايع أن ما جرى ترويجه "مزاعم مكذوبة لا أساس لها من الصحة مطلقاً" مضيفا أنه اطلع على البحث المشار إليه في المقال لأكاديمي سعودي بجامعة الإمام، فوجد أنه "لم يتعرض للحجرة النبوية بهدم أو نقل أو إزالة، ولم يورد أيَّ مقترح بنقل القبر النبوي، فعُلم بهذا أنَّ ما روَّجت له الصحيفة هو كذب رخيص، ومحاولة للإثارة والتشويه ضد المملكة" وفق قوله.
ولفت الشايع إلى أن الباحث الذي استعانت الصحيفة برأيه للتعليق على الخبر، وهو عرفان علوي "معارض معروف لأعمال التوسعة والتشييد في الحرمين" مضيفا أنه قد "اخترع فكرة نقل الجسد الشريف، لعلمه بحساسية هذه القضية لدى جميع المسلمين، ونسبها للأكاديمي السعودي، مع أن هذا البحث كما تقدم لم يتناول مسألة نقل القبر النبوي إطلاقاً."
ونوه الشايع إلى مفارقة واضحة في البحث المشار إليه، إذ أنه يتعلق بالجهة الجنوبية للمسجد النبوي، وليس للحجرة النبوية، مستطردا بأن الموضوع "حُسم منذ عامين بعد صدور قرار هيئة كبار العلماء بأن تكون التوسعة المرتقبة للمسجد النبوي الشريف من الجهة الشمالية في حال التوسع الأفقي، أو عبر إنشاء دور علوي."
وشدد الشايع على أن المكان الذي قُبر فيه النبي محمد "هو المكان الذي أراده الله شرعاً وكوناً لدفن رسوله، وهو قبر مكرَّم محفوظٌ بِحِفظِ الله، ولن يستطيع أحدٌ أن يمسَّه بنقل أو بسوء، ولو اجتمع على ذلك الإنس والجن، وأن القبر الشريف فيه جسد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الطاهر بعد أن توفي غضاً طرياً، ذلك أن أجساد الأنبياء لا تبلَى ولا تتحلل، ولا تكون رفاتاً كما زعمته جهلاً الصحيفة البريطانية."
وتابع الشايع بالقول: "المسلمون بحمد الله يُجِلُّون قبر نبيهم ويحترمونه، ولكنهم مع ذلك لا يعبدونه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وقد استجاب الله دعوته عليه الصلاة والسلام، فلم يُتَّخَذ ولله الحمد وَثَناً كما اتٌّخِذَ قَبرُ غيره."
ونبه الشايع إلى أن الحرمين الشريفين في الإسلام، بمكة والمدينة، ومنذ دخولهما تحت سلطان الدولة السعودية "لقيا كلَّ الرعاية والعناية من ولاة الأمر، وتشرفوا بخدمتهما عمارةً وتشييداً وصيانةً في شتى المجالات" منبها إلى أن الحكومة السعودية "كانت ولا تزال دقيقة في التعامل مع خصوصية المدينتين مكة المكرمة والمدينة المنورة، ومن ضمن ذلك: ما يتعلق بالحجرة النبوية، فهي باقية على ما هي عليه مع العناية والرعاية والإجلال والصيانة" إلى جانب أنها لم تُلزم أحدا من قاصديهما بمذهب فقهي محدد.
وأخذ الشايع على الصحيفة عدم الاستفسار من رئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أو سفارة الرياض بلندن قبل نشر مقالها، داعيا إياها إلى "التراجع عن هذا البهتان علناً، وأن توضح الحقيقة، وأن تعتذر للمملكة وللمسلمين في أرجاء العالم" كما حض السلطات السعودية على مقاضاتها "لإلزامها بالاعتذار للمملكة وللمسلمين في العالم."
وكان المتحدث الإعلامي بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، أحمد بن محمد المنصوري، قد لفت الجمعة إلى أن ما تم تداوله حول الحجرة النبوية في المسجد النبوي من أحد الباحثين في دراسة خاصة به "لا يمثل رأي الرئاسة ولا توجه الدولة" وإنما هو "رأي شخصي للباحث ووجهة نظر خاصة به" داعيا وسائل الإعلام إلى "عدم الخوض فيما يبعث على الإثارة والفتنة ويثير البلبلة."