منوعات
بالصور .. وزير الثقافة يفتتح مؤتمر أدباء مصر فى دورته الثلاثين بأسوان
شهد الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة، واللواء مصطفى يسرى محافظ أسوان، والدكتور محمد أبو الفضل بدران رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، افتتاح مؤتمر أدباء مصر فى دورته الثلاثين تحت عنوان "نحو مؤسسة فاعلة ثقافيا.. دورة الأديبة الراحلة الدكتورة رضوى عاشور"، برئاسة الدكتور سيد خطاب ويتولى أمانته الشاعر عبد الحافظ بخيت.
وأشاد النمنم بدور المحافظة فى إثراء الحركة الثقافية منذ بدايات القرن العشرين مروراً ببناء السد العالى الذى يعد أكبر مشروع ثقافى قومى سياسى، مشيراً إلى أن المؤتمر يجعلنا ننظر إلى الثقافة المصرية ومؤسساتها بفخر لأنها ثقافة مقاومة تتطلع إلى البناء لا الهدم وأنها ثقافة تضحية منذ محاولات الإغتيال لطه حسين ومحمد عبده ونجيب محفوظ، وذلك فى إشارة لحالات التطرف التى واجهت المفكرين والأدباء أمثال فرج فوده ونصر حامد وهيئات الدولة المتمثلة فى الثقافة الجماهيرية والهيئة العامة للكتاب عندما حاولت نشر روايات من وجهة نظر المتشددين لا يجب أن تنشر، ودعا المؤتمر إلى التفتيش عن السلبيات الثقافية وكشفها بشفافية.
وفى كلمته أوضح عبد الحافظ بخيت أمين عام المؤتمر أن تطورنا الثقافى ينبع من فهمنا للواقع، وأن مهمة الثقافة هى إيجاد رؤية لفهم هذا الواقع فى ظل التحولات الثورية، وأننا سوف نُحاكم كأدباء ومثقفين على النقل الثقافى المتردى الذى فتح الباب للإرهاب، إلى جانب غياب العدالة الاجتماعية والعشوائيات وحرمانها من الثقافة وغياب التسامح ورسوخ الخرافة وتراجع الخطاب الثقافى الفكرى أمام الفكر المتطرف دون مواجهة فكرية.
وأشار إلى القوة الثقافية الخارجية المحمولة لنا عبر الأنترنت ووسائل الإعلام التى لا تستوطن إلا المناطق المتحجرة ثقافيا، منوهاً إلى أننا سوف نفتح هذا الملف من خلال محور المؤسسات الثقافية الحكومية وغير الحكومية والوقوف على دورها فى خلق ثقافة وطنية، فلا قطيعة بين ما هو ثقافى واجتماعى، وأن الثقافة لا تتطور بانغلاقها وإنما بالتبادل الحر مع الثقافات الأخرى على قدر من الاحترام والندية.
وأوضح أن الدول النامية لا تحصل إلا على النفايات الثقافية للدول المتقدمة، ومن هنا لابد من تضافر جهود المؤسسات الثقافية مع مؤسسات وزارة التربية والتعليم والأوقاف والمجتمع المدنى، ولابد أن نرد على تردى وتفتت الهوية الثقافية حيث لم يعد الشيخ أو الأستاذ قادر على بث ثقافة مستنيرة، وأننا بحاجة لتفعيل دور المؤسسات وتطوير مهاراتها لتواجه التطرف سياسياً وفكرياً واجتماعياً، وأنه من الضرورى وضع قواعد وضوابط ثقافية لإصلاح المؤسسة الثقافية من الداخل من غبار الفساد والمحسوبية والنمطية فى المرحلة الآنية، بالإضافة لضرورة وضع رؤية منهجية نتبعها لدراسة الواقع الشمولى الذى يضم التراث القومى والحداثة، ولذلك نحتاج لدعم الدولة بتغيير النظرة إلى الثقافة على أنها ترف اجتماعى.
وأشار الدكتور سيد خطاب رئيس المؤتمر إلى أن المؤتمر يعد ميثاق شرف نتفاعل من خلاله لنتحول من دراسة الحالة الأدبية إلى فعل مباشر يوضح ويدعم رؤية مصر فى الحركة الثقافية، واعداً أن يقدم المؤتمر آليات جديدة نحلل من خلالها عيوب ما ينبغى أن نعيد النظرة فيه داخل مؤسساتنا الثقافية، مضيفاً أن المؤتمر فى جلساته البحثية سيعرى عيوبنا بهدف إعادة بناء مستقبل المؤسسة الثقافية وتفعيل دورها الاجتماعى.
ومن جانبه وجه الدكتور محمد أبو الفضل بدران رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة الشكر للمحافظ على استضافته للمؤتمر، كما أعلن عن موافقته على منح هيئة قصور الثقافة الأرض المجاورة لبيت ثقافة كركر لإنشاء مسرح صيفى ومكتبة وذلك أثناء تفقده صباح اليوم لأعمال إنشاء البيت، وأكد على أن الأدباء يمارسون مبدأ الديمقراطية من خلال إعطاء أمانته اختيار حر بعيداً عن توغل الوزارة أو السلطة، وناشد الأدباء بالتمسك بهذا المغنم، كما أكد على ضرورة إعمال العقل وأن الشباب بحاجة إلى المحاورة لا المحاضرة، مضيفاً أننا لكى ننجو بشبابنا من السقوط فى براثن التطرف والتشدد لابد من تجديد الخطاب الثقافى الذى لا يقل أهمية عن تجديد الخطاب الدينى، موجها التحية إلى جيش مصر الذى يحمى حدودنا الآن.
ورحب اللواء مصطفى يسرى بالحضور وعبر عن سعادته بإقامة مؤتمر الأدباء على أرض محافظة أسوان بعد غياب لمدة 25 عام، مشيراً إلى تاريخ مصر الحديث، منوهاً بمشاركة هيئة قصور الثقافة فيه من خلال الفرق الفنية والقوافل الثقافية، مضيفاً إلى أن الثقافة والفكر هما ضمير الأمة ونقطة إنطلاقها نحو المستقبل، معلناً إلى أنه قد طلب من وزير الثقافة إقامة مهرجان سينمائى دولى بالمحافظة وأنه وافق على ذلك.