منوعات
"باحث": ذوو الإعاقة وصلوا للحكم في مصر القديمة
أكد باحث المصريات أحمد صالح، أن المصريون القدماء كانوا يعاملون ذوو الإعاقة كأفراد عادية فى المجتمع المصري حيث قدمت نصائح بعدم إهانة صاحب الإعاقة او الإقلال من كرامته كما دمج المصريون القدماء ذوي الإعاقة فى المجتمع وتوجيههم الي الوظائف التي يثبت انهم مهرة فيها الى جانب محاولة علاجهم.
وأشار صالح – بمناسبة الاحتفال باليوم العالمى للإعاقة – الى تعاليم “امنموبي” والتي كتبت علي بردية معروضة حاليا بالمتحف البريطاني وكتبت في عصر الرعامسة في الفترة ما بين أواخر القرن الرابع عشر قبل الميلاد وأوائل القرن الحادي عشر ق م.
واوضح أنها عبارة عن تعاليم تركها امنموبي الي ابنه وطلب من ابنه في مجموعة من النصائح بالا يعامل ذوي الإعاقة بشكل مهين فقال “حذار من مهاجمة الأعرج ولا تسخر من اعمي ولا تسبب معاناة لرجل بين يدي الرب (المجنون)”.
وقال إن المصريين القدماء احترموا “الأقزام ” بشكل راق وكان احد الالهة في مصر القديمة قزما وهو الاله “بس” اله السعادة والسرور والموسيقى كما أن الأقزام ارتقوا في مناصب عليا في الدولة مثل القزم “سنب” الذي كان رئيس أعمال النسيج ورئيس ملابس الفرعون في عصر الملك “ببي الثاني”.
وأضاف أن ذوى الإعاقة الجسدية الجزئية وصلوا الي اعلي مناصب الدولة في مصر القديمة وهو كرسي العرش حيث تولى الملك “سيبتاح” حكم مصر لمدة سبع سنوات ( 1197 / 1191 ق م) في أواخر الأسرة التاسعة عشر وكان هذا الملك يعاني من إعاقة في ساقه اليسري من اثر شلل أطفال مما جعله يعرج اثناء المشي.
وأوضح أن مناظر المقابر القديمة أظهرت أن صاحب الإعاقة البصرية كان يعامل كفرد عادي في المجتمع وهناك حفلات كثيرة صورت في المقابر وكان العازف علي الهارب ضريرا وتكررت مناظر الضرير الذي يعزف علي الهارب في مقبرة “انتف” بالدولة الوسطي ومقبرتي ” نفر – حتب ” و “انحر – خوي” في الدولة الحديثة قائلا “إنه يبدو أن إدماج صاحب الإعاقة البصرية في المجتمع كان يتم من خلال تعليمه العزف علي الالات الموسيقية”.
ولفت الى “بردية ايبرس” وهى بردية طبية معروف تؤرخ بمنتصف القرن السادس عشر ق م سجلت فيها محاولات معالجة صاحب الإعاقة السمعية واسمت هذه الحالة باسم ” الاذن التي لا تسمع جيدا” ووضعت له علاجا شعبيا ووصفت حالات مرضية في الإعاقة الذهنية ووضعت لها علاجا.
وأكد صالح انه لم يقتصر الأمر علي الاهتمام بذوى الإعاقة في الحياة الدنيا عند قدماء المصريين وإنما اهتموا به أيضا بعد موته موضحا انه توجد مومياء لفتاة من الفيوم عاشت في العصور المتأخرة ويبدو أن تمساحا سبب لها إعاقة والتهم ساقيها وظلت حية لمدة شهور وعندما ماتت قام المحنطون بوضع ساقين صناعيتين صنعت من الخشب كبديل للساقين الحقيقيتين.