ففي الشكل كانت قمة الحلف الأطلسي، لكن عملياً كانت قمة ثلاث دول، ولاحقاً انضمت ألمانيا الى جهود الثلاثي أوباما هولاند كاميرون في حشد تأييد دولي لمكافحة الإرهاب ثم تبعتها إيطاليا وكندا وأستراليا والدنمارك وبولندا وتركيا.
يذكر أن المرحلة السورية في الحرب على "داعش" مؤجلة والمرحلة العراقية مرتبطة بخطوات داخل العراق وفي جواره العربي:
فيقول أوباما: "الدول العربية، خصوصاً تلك التي تضم أكثرية سنية، ترفض تطرف هؤلاء العدميين وتقول لهم: ليس هذا هو الإسلام، وهذه الدول تستعد للانضمام لنا في الحرب على الإرهاب، ونريد من العشائر العراقية أن تدرك أن مستقبلها ليس مع المتعصبين وأن تبدأ بقتالهم".
الرئيس الفرنسي يبقى في طليعة المتحمسين للعمل العسكري في العراق، أما في سوريا فقد كرر رفضه التمييز بين إرهاب "داعش" وما سمّاه إرهاب دكتاتورية النظام.
ويضيف هولاند: "سوريا حالة مختلفة عن العراق، لا يمكن تصور أي تنسيق بيننا وبين نظام بشار الأسد حول مكافحة الإرهاب لأنه لا يمكن وضعنا بين خيارين: ديكتاتورية الإرهاب وإرهاب يفرض الدكتاتورية".
فور انتهاء القمة أوفدت الولايات المتحدة وزير خارجيتها جون كيري في جولة عربية ووزير دفاعها تشاك هاغل إلى تركيا حاملين تصور أوباما لمكافحة "داعش"، فيما نفت الإدارة الأميركية التفكير في عمل عسكري مشترك مع إيران ضد "داعش" وخاصة مع استمرار رفض الغرب مقايضة تعاونها في هذا الملف بتنازلات غربية في ملفها النووي.
لقد وضعت أسس التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب من خلال قمة الناتو في ويلز. وتلك الأسس تعتمد على استراتيجية من مرحلتين، تبدأ في العراق من دون إرسال قوات برية وتستكمل بعد أشهر في سوريا، وهي استراتيجية يمكن أن تتطور - بحسب ما شدد أوباما - على عاملين لنجاحها: عراقي يتمثل في تعاون العشائر لدحر "داعش" وإقليمي يترجم في مشاركة عربية واسعة في التحالف الدولي.