طب وعلوم
"البحث العلمى": العالم يفقد 30 مليون فدان أراضٍ زراعية سنويًا
تحتفل اللجنة الوطنية لعلوم الأراضي التابعة لأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بعد غدٍ السبت، باليوم الدولي للأرضي، حيث اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا باعتبار عام 2015 هو العام الدولي للأرض.
وقال الدكتور محمود صقر رئيس الأكاديمية في تصريح له اليوم الخميس، إن العالم يفقد نحو 30 مليون فدان من الأراضي سنويا نتيجة التصحر وتدهور الأراضي والتي يمكن من خلالها إنتاج 20 مليون طن من الحبوب سنويا وتقدر الخسارة المترتبة على ذلك بنحو 42 مليار دولار.
وأضاف أن مساحة الأرض الزراعية في مصر هي 8.74 مليون فدان، وخلال العقود الماضية تعرضت مساحات كبيرة من التربة الخصبة في الوادى والدلتا إلى التدهور نتيجة التصحر والتمليح والبناء على الأراضي الزراعية إضافة إلى تدهور خصوبة مساحات أخرى من التربة نتيجة سوء الصرف والرى بمياه عالية الملوحة أو ملوثة بمخلفات المصانع والصرف الصحى.
وأشار صقر إلى تفاقم الوضع خلال السنوات الأخيرة لتراجع مساحة الأراضي من 6.156 مليون فدان عام 2006 إلى 6.117 مليون فدان عام 2010 أي انخفاض بمقدار 40 ألف فدان، وخلال الثلاث سنوات التالية لثورة 25 يناير 2011 قدرت المساحة التي تم الاعتداء في مصر عليها بنحو 150 ألف فدان، أي أن مجمل الأراضي التي تم البناء عليها تقدر بنحو 200 ألف فدان من أجود الأراضي، مؤكدا أن كل هذا أصبح نذيرا للسعي للقضاء على هذه الظاهرة التي تهدد موردا رئيسيا للحياة الكريمة وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الموارد الغذائية.
ومن جانبه، أوضح الدكتورعبد المنعم الجلا أستاذ الأراضي بزراعة عين شمس، ورئيس اللجنة الوطنية لعلوم الأراضي، أن الأرض تعتبر موردا طبيعيا غير متجدد ذات وظائف أساسية مرتبطة بكل من الأنشطة البشرية وكذلك ترتبط بالمحافظة على النظم البيئية، لافتا إلى أن التربة تعد عنصرا أساسيا في الإسهام في العديد من الخدمات والوظائف المهمة في النظم الزراعية، فهي إضافة إلى أنها تنتج لنا الغذاء والكساء والدواء والغذاء للحيوانات، فإنها تدعم نمو وتنوع النباتات والكائنات الدقيقة والحيوان من خلال توفير وتهيئة البيئة البيولوجية والكيمائية والفيزيائية والغازية الضرورية لتبادل كل من الماء والمواد الغذائية والطاقة والهواء.
وذكر أن التربة تنظم توزيع مياه الري من حيث الرشح وحركة الفائض وتدفق وتخزين الماء والمواد المذابة بما فيها النيتروجين والفوسفور والمواد المغذية الأخرى والمركبات المذابة في الماء، كما تلعب دورا هاما في تسهيل عملية انطلاق العناصر المغذية والعناصر الأخرى، وتعمل التربة كمصفاة للمحافظة على جودة الماء والهواء بالإضافة لدورها الهام في الاتزان البيئي.
وأكد أنه من أجل الحفاظ على الموارد الأرضية فقد سنت الدولة عدة قوانين للحد من ظاهرة التوسع العمراني على الأرض الخصبة ومن هذه القوانين القانون رقم 2 لسنة 1985 لضمان اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد الممارسات الضارة مثل التجريف والتبوير والتعدي على التربة الزراعية.
وقال إنه في سبيل تفعيل الاحتفال بعام ويوم الأرض والحفاظ على التربة كمورد أساسي للحياة في مصر نجد أن هناك واجبات لكل فرد من أفراد المجتمع التي يجب يؤديها في هذا الصدد، للحفاظ على الأرض الزراعية منهم الباحثين في مجال الأراضي في الجامعات ومراكز البحوث، حيث أنهم مطالبين بالتعاون وزيادة النشاطات في عقد الندوات والاجتماعات لنشر ثقافة عام الأرض ويوم الأرض من أجل المحافظة على الأراضي الزراعية، وتوعية المجتمع المدني بأكمله بأهمية الحفاظ على كل الأرض الزراعية وعدم البناء عليها.
وأضاف أن المرشدين الزراعين لهم دور مهم في توعية المٌزارع بضرورة اتباع وسائل الزراعة المستدامة بالحفاظ على الموارد الأرضية والمائية وتقنين استخدام الأسمدة والمبيدات، والحفاظ على التربة من التدهور عن طريق الإدارة المستدامة للري والصرف وتجنب الري بمياه عالية الملوحة أو مياه المصارف الملوثة بالكيماويات الضارة والبكتريا المرضية، وحماية التربة من التصحر باستخدام مصدات الرياح، وعدم حرق المخلفات العضوية بل يلزم تصنيعها أسمدة عضوية وإعادة أضافتها للتربة للحفاظ على خصوبتها، وعدم البناء على الأراضي الزراعية حتى لا تستنفذ الموارد الأرضية ذات الخصوبة العالية في الوادي والدلتا.