منوعات
الفلسطينيات يحاولن صنع القهوة من "نواة التمور"
تعمل الفلسطينية أمينة دريعات منذ نحو ثلاثة أشهر، برفقة عدد من الفلسطينيات في مقر الجمعية التعاونية لمزارعي النباتات والمنتجات العضوية على إنتاج قهوة "نواة التمور الفلسطينية" كما تسمّها.
وعلى نار هادئة، تقلب الفلسطينية أمينة دريعات (85عاما)، حبيبات "نواة التمر" بشكل جيد، لتنتج منها نوعًا جديدًا من القهوة غير التقليدية.
وفي محاولة جادة منها، ومن بعض النسوة الفلسطينيات في مدينة أريحا شرقي الضفة الغربية، تحاول دريعات بناء مصنع للقهوة غير التقليدية، المصنعة من نواة التمور.
وتقول السيدة التي طالما صنعت القهوة من البن التقليدي في بيتها، بينما هي منهمكة بتحميص نواة التمر: " منذ عدة أشهر ونحن نتدرب ونجرب صناعة القهوة من بذور التمر، جميعنا تأملن نجاح المشروع، إنه عمل جديد وغير تقليدي وصحي أيضًا".
وتضيف المسنة دريعات، المنحدرة من أصل بدوي (سكان البدو يشتهرون بصناعة القهوة من البن التقليدي يدويا)،: " العملية ليست صعبة، ولا تختلف عن صناعة القهوة التقليدية، لكن قهوة التمور ذات مذاق ونكهة طيبة، إنها خالية من الكافيين".
أما زبيده بالية (48عاما)، واحدة من السيدات العاملات في مشروع قهوة التمور، فإنها تأمل أن تجد دخلا جديدا لأسرتها، مشيرة إلى أنها سعيدة بفرصة العمل التي تصفها بالجميلة وغير التقليدية.
وتضيف: " نتدرب على إنتاج القهوة، لكننا نعمل بطريقة بدائية، هناك تشجيع من قبل المجتمع القريب، ونحن نسعى إلى بناء مشروع من لا شيء، نحاول أن نجد دخل أسري يساعدنا في توفير متطلبات الحياة ".
واستدركت: " نصنع القهوة من نواة التمور بطريقة يدوية، نعتقد أنها طريقة صحية، ونحن فخورون بشرب واستهلاك منتجا محليا أرى مذاقه مميز وله نكهة مميزة".
وتحتاج صناعة هذه القهوة إلى جمع نواة التمور، ووضعها لعدة ساعات في المياه، وغسلها جيدا، قبل تعريضها لأشعة الشمس حتى تجف، بحسب صاحب الفكرة ومدير الجمعية التعاونية موفق هاشم (45عاما).
هاشم، يقول لوكالة الأناضول للأنباء، بينما يتابع عمل السيدات قائلا: " تحتاج النواة إلى التحميص على النار بشكل جيد، قبل طحنها".
ويضيف الرجل للمسحوق المنتج كميات قليلة من حبيبات الهال، لتصبح قهوة جاهزة للتحضير.
وعن الفكرة يقول هاشم: " أريحا مدينة النخيل تنتج كميات كبيرة من التمور ذات النوعية الممتازة سنويا، وفي كل عام يتلف نحو 25 ألف طن من نواة التمور، من هنا جاءت الفكرة لاستخدامها في صناعة القهوة".
ويشير الرجل إلى أن تجارب عربية كانت قد سبقته في كل من الجزائر والمغرب العربي، وبعد دراسة وبحث بدأ المشروع في جمعيته، "بهدف إيجاد فرص عمل للسيدات المنتسبات للجمعية، واستغلال النواة بدلا من اتلافه".
ويضيف: " منذ ثلاثة شهور ونحن نخطط وندرب العاملات، ولكن حتى اليوم لم ينطلق المشروع بشكل رسمي، نأمل ذلك بداية العام القادم".
وأوضح هاشم أن مشروعه "يحتاج إلى معدات حديثة، وإمكانيات كبيرة، لجمع (النوى) من مصانع إنتاج عجوة التمور، لإنتاج القهوة وتسويقها".
وفي ظل الإمكانيات البدائية للجمعية والتي تتمثل في غاز الطهي، وآلة بسيطة لطحن النوى، يمكن للجمعية إنتاج نحو 100 كيلو غرام من القهوة يوميا، كما يقول هاشم.
ويقول: " قهوة التمور خالية من الكافيين لذلك لا تعد من المنبّهات، كما أنها لا تسبب حموضة في المعدة، وتساعد في التخلص من الوزن الزائد والدهون، إلى جانب عدد كبير من الفوائد الأخرى".
وبتابع: " هناك اهتمام في إنتاج القهوة قبل طرحها رسميا في الأسواق، نتلقى اتصالات يومية، ونتوقع أن يحظى منتجنا الجديد بتسويق جيد عند طرحه في الأسواق".
وبحسب تقديرات هاشم، فإن قهوة نواة التمور من المقرر أن تباع بالسعر ذاته التي تباع به قهوة البن.
من جانبه، يقول علام طبيلة صاحب محل لبيع القهوة بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية، لوكالة الأناضول: " عند طرح قهوة التمور الفلسطينية في الأسواق من المؤكد أنني سأضيفها إلى قائمة المشروبات المقدمة في المقهى".
ويضيف: " حتى اللحطة لم أتذوقها، لكن آمل نجاح الفكرة، وصناعة منتج محلي غير تقليدي، يوفر دخل للعديد من السيدات الفلسطينيات".
وتنتج مدينة أريحا 78٪ من إجمالي إنتاج التمور في فلسطين، والبالغ خلال النصف الأول من العام الجاري نحو 1500 طن، وأكثر من 2300 طن خلال العام الفائت.
ووفق أرقام صادرة عن وزارة الزراعة الفلسطينية، فإن عدد أشجار النخيل في الأراضي الفلسطينية يبلغ نحو 147 ألف شجرة، موزعة على أكثر من 15 ألف دونم، فيما يبلغ عدد العاملين في هذا القطاع نحو 3500 عامل، يعيلون نحو 2000 عائلة في الضفة الغربية.