دولى وعربى
الحكومة اللبنانية ترفع الجدار الإسمنتي من محيط مقرها بعد أقل من 24 ساعة على بنائه
رفعت الحكومة اللبنانية، اليوم الثلاثاء، بقرار من رئيسها تمام سلام، الجدار الإسمنتي الذي كانت قد بنته قبل أقل من 24 ساعة حول مقرها، وسط بيروت، عقب مظاهرات واسعة ضد الفساد وتفاقم أزمة النفايات في البلاد.
وأصدر سلام تعليماته برفع الجدار فوراً، بعد أن حوّله ناشطون لبنانيون إلى منصّة يعبرون من خلالها عما وصفوه "آلام الشعب".
وبدأت الآليات برفع الجدار في ظل تجمهر عشرات النشطاء، الذين واكبوا رفع كل حجر منه بالتصفيق والصيحات المرحبة.
وكان عشرات النشطاء، حوّلوا الجدار منذ اللحظات الأولى لبنائه أمس الإثنين، إلى منبر ومنصة لكتابة شعاراتهم، التي تتهم المسؤولين اللبنانيين وأعضاء البرلمان بـ"الفساد وسرقة المال العام منذ عشرات السنين"، وفق تعبيرهم.
يذكر أن الحكومة اللبنانية، بنت أمس الإثنين، جداراً مرتفعاً من الإسمنت حول مقرها الذي يعرف باسم "السراي" وسط بيروت، بعد ليلة حامية من "أعمال الشغب التي قامت بها مجموعة تابعة لأحزاب سياسية، اندست في مظاهرة مدنية، مناهضة للفساد وتفاقم أزمة النفايات"، وفق وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق.
وكانت القوى الأمنية اللبنانية فضت أول أمس الأحد، تظاهرة لآلاف من الناشطين اللبنانيين في ساحة رياض الصلح وسط بيروت حيث تظاهروا لليوم الثاني على التوالي، مطالبين بـ "استقالة الحكومة وإسقاط النظام".
واندلعت أعمال الشغب، بعد محاولات بعض المتظاهرين اقتحام مقر الحكومة اللبنانية، التي طالبوها بالاستقالة فورا، قابلتها القوى الأمنية بخراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي.
واتهم ناشطون من حملة "طلعت ريحتكم" المنظِّمة للحراك، متظاهرين وصفتهم بـالـ"مندسين" بافتعال أعمال الشغب مع القوى الأمنية وتكسير المحال التجارية "من أجل إفشال تحركهم السلمي".
وكان الآلاف من المتظاهرين، تجمعوا السبت الماضي، بساحة رياض الصلح وسط بيروت، على مقربة من مقرّي الحكومة والبرلمان، بدعوة من حملة "طلعت ريحتكم" - في إشارة إلى المسؤولين الحكوميين-، وبمشاركة عدد من الفنانين والإعلاميين اللبنانيين، منددين بـ"فساد" المسؤولين اللبنانيين، ومطالبين بـ"إسقاط النظام".
وسبق أن أطلق ناشطون صفحة على موقع فيسبوك، مقرونة بإسم "طلعت ريحتكم"، واحتل مركزًا متقدمًا على قائمة التداول عبر تويتر أيضًا.
يذكر أن أزمة النفايات في بيروت، هي المحرك الرئيس للاحتجاجات الحالية في العاصمة، حيث دخلت شهرها الثاني في ظل غياب الحلول الجذرية، وتزايد مخاوف اللبنانيين من إعادة انتشارها في شوارع وأزقة العاصمة، مع اعتماد الدولة حلولا مؤقتة، تقضي بنقل النفايات من الحاويات الكبرى إلى مكبات مؤقتة، تهدد الصحة العامة، بحسب مصادر طبية.