البورصة المصرية
البورصات العربية قريبا
مغلق
مفتوح
المزيد
ads

أخبار مصر

"المصدر" تنشر كلمة "محلب"فى مؤتمر "الفتوى.. إشكاليات الواقع وآفاق المستقبل"

رئيس الوزراء أثناء
رئيس الوزراء أثناء إلقاء كلمته

قال المهندس إبراهيم محلب فى بداية كلمته أرحب بكم جميعا في بلدكم مصر بلد الأمن والأمان، بلد الحضارة والعمران، بلد الأزهر الشريف قلعة العلم الشرعي في العالم الإسلامي كله.

تحية امتنان وتقدير إلي هذه الكوكبة من كبار المفتين والعلماء الذين اجتمعوا في بلد الأزهر للتباحث في سبل الارتقاء بالإفتاء من أزمة الفوضى والجمود إلى الإفتاء الوسطي السمح الصحيح بمنهجه العملى الفعال الأصيل وذلك لأن الفتوي قد أصابها بعض الخلل والانحراف عن مسارها فقد أصبحت سلاحًا مشروعاً لدي الجماعات الإرهابية فى تبرير العنف وإراقة الدماء وزعزعة استقرار المجتمعات.

لقد جاء عقد مؤتمر دار الإفتاء في هذا التوقيت أيضا ليسهم في مسيرة التقدم والرقي التي بدأتها مصر بعد ثورتي ٢٥ يناير و٣٠ يونيو والتي كان آخرها افتتاح مشروع قناة السويس الجديد التي فتحت باب أمل للمصريين جميعاً، فافتتاح مشروع قناة السويس الجديد أكد على ريادة مصر، ومؤتمر دار الإفتاء هذا يواصل مسيرة الريادة المصرية من الناحية الدينية والفكرية.

 ودار الافتاء المصرية تعتبر بحق من طليعة المؤسسات الإسلامية في العالم الإسلامي التي استطاعت أن تقدم  الفتاوي العصرية التي تعبر عن منهج ثابت على مدار تاريخها يستقي أهدافه من المصالح العليا للدين والوطن ، وفتاوى دار الإفتاء المصرية تعبر عن المجتمع المصري والحراك الذي يحدث فيه على جميع المستويات ليس من داخل مصر فقط، ولكن من مختلف بلدان العالم وبلغات مختلفة وهو ما يؤكد مكانة الدار وثقة الناس فيها في مصر والعالم أجمع.

وانطلاقاً من قاعدة أن الفكر لا يواجه إلا بالفكر فقد قامت دار الإفتاء برصد الشبهات التي يطلقها المرجفون والإرهابيون بهدف النيل من الإسلام، والزج بالدين فى عمليات مشبوهة، لا علاقة لها بالإسلام ومقاصد الشريعة، وردّت علي هؤلاء بالحجج الدامغة وبلغات متعددة من خلال مرصدها.

ومن ثم جاء دعم الدولة المصرية لهذا المؤتمر الذي يمثل خطوة جديدة في مسيرة الدولة المصرية من خلال دار الإفتاء المصرية نحو نشر الوجه الصحيح للإسلام، ومساعدة العقل المسلم بل والعقل العالمي للوقوف صفًّا واحدًا في مواجهة الأفكار المتطرفة الساعية إلى تهديد السلم والأمن الإنساني.

وأعتقد أن دار الإفتاء المصرية كانت حريصة على دعوة أكبر عدد من كبار العلماء والمفتين من مختلف بلدان العالم للوصول لبلورة استراتيجية تسهم في تنقية ساحة الإفتاء من بعض الظواهر السلبية مثل فوضى الفتاوى والتشدد في الفتوى.

وإني لأرجو أن يثمر ما وصلتم اليه عن صياغة جامعة لكلمة الإفتاء في العالم تعمل على الحفاظ على وظيفة الدين باعتباره أداة تنوير وتنمية.

إن العالم كله يواجه حالة غير مسبوقة من التوتر والاضطرابِ نتيجة ظهور حركات متطرفة تعتمد الإرهابَ أداة لتنفيذِ مآربها؛ فقد تعرض مواطنون آمنون إلى الاعتداءِ على كراماتهم الإنسانية، وعلى حقوقِهم الوطنية، وعلى مقدساتِهم الدينية، وجرت هذه الاعتداءاتُ باسمِ الدينِ، والدين منها بَراءٌ.

ونحن نؤكد أنه ما من دين سماوي إلا ويعتبر قدسية النفس البشرية واحدة من أسمى قيمه، بما في ذلك الدين الإسلامي وقد جعل الله تعالي ذلك أمرا واضحا بنص القرآن الكريم، حيث شدد على حرمة قتل النفس وجعلها دستورا إلاهيا كما ورد في قوله تعالى: "مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا" "المائدة: 32".

فلا يمكن أن يكون القتل والإرهاب نتاجا للفهم السوي في أي دين، إنما هما مظهر من مظاهر الانحراف لدى أصحاب القلوب القاسية والنفوس المتغطرسة والفكر الاسود المشوه.

ومصر في هذا الصدد اتخذت قرارها الحاسم الذي لا رجعة فيه بعدم مهادنة الأفكار المدمرة والمتطرفة، وخطت خطوات واسعة في محاصرة الفكر التكفيري بفضل جهود علمائها في الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية.

وفي النهاية فإني آمل أن يكون انطلاق هذا المؤتمر العلمي من أرض الكنانة بأهدافه وما يتمخض عنه من زخم علمي وتوصيات ومبادرات يصب في صالح إعادة المرجعية الوسطية في الفتوى ولدار الإفتاء المصرية كمؤسسة إفتائية عريقة لها ثقل علمي وتاريخي كبير ، ومرة أخري أرحب بكم جميعا في بلدكم ،والسلام عليكم ورحمة الله. وبركاته 

تعليقات فيسبوك

تابعونا على

google news

nabd app news
اشترك في نشرتنا البريدية
almasdar

ليصلك كل جديد في قطاع البورصة والبنوك