استثمار
"المصدر" تنشر كلمة "محلب" فى منتدى أجندة الإصلاح الاقتصادي المصرى "مسار جديد للنمو"
ألقى المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، كلمة بمنتدى اجندة الاصلاح الاقتصادى المصرى " مسار جديد للنمو"، الذى نظمه بنك انتيسا سان باولو، ومركز الدراسات السياسية الدولية ISPI ، وذلك باكاديمية العلوم بمدينة تورينو الايطالية، وبحضور وزير التجارة والصناعة، والسفير المصرى بايطاليا، وادار المؤتمر السفير جيانكارلو أراغونا، رئيس ISPI.
فى بداية كلمته قال رئيس الوزراء: اسمحوا لي أن أبدأ بتوجيه الشكر إلى أكاديمية العلوم في تورينو، لاستضافة هذا الحدث الاستثنائي، فأنا فى شدة الإعجاب لتواجدى في مثل هذا المبنى التاريخي الملئ بالفن الذى هو على الارجح واحد من أحد المبانى القليلة التى تحتضن الثقافة والعلوم والتاريخ تحت سقف واحد.
واضاف: اسمحوا لي أيضا أن أتقدم بالشكر الجزيل إلى ISPI على دعوتي اليوم، وكذلك أتقدم بالشكر أيضا لأنتيسا سان باولو للمساهمة القيمة، وللمشاركة في تنظيم هذا الاجتماع الذى هو بمثابة فرصة متميزة لتجديد وتعزيز الشراكة والتعاون من أجل التنمية على ضفتى البحر.
وقال المهندس ابراهيم محلب: يسعدنى أن أكون بينكم اليوم، جنبا إلى جنب مع وزير الصناعة والتجارة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، والسفير المصرى بايطاليا، لاتحدث وبكل بصراحة، عن الفرص والتحديات القائمة. فنحن نعتقد أن مهمتنا كحكومة قائمة هى تنظيم بيئة الأعمال، مع اشعال شرارة التحفيز، ودعم واستدامة تلك الأعمال.فإشعال شرارة بيئة الأعمال لا يكون إلا بتفعيل قيمة العمل، وذلك من خلال توفير الأدوات اللازمة لرجال الأعمال في بيئة تجارية تنافسية تتسم بالشفافة.مع تحفيز النمو من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، ودعم المشروعات وقطاع الأعمال كى يشهد هذا القطاع نمواً على الصعيد الدولي، لزيادة الإستثمارات، وخلق المزيد من فرص العمل والحد من الفقر.
واضاف: لضمان الإستمرارية فى النمو فنحن ملتزمون بأهداف التنمية المستدامة لما بعد 2015 "SDGs"، كما أننا ملتزمون بالعمل على رفاهية شعبنا، على الرغم من السنوات التى مرت منذ عام 2011، فالحكومة المصرية تعمل جاهدة للحفاظ على مكانتها باعتبارها دولة رائدة في المنطقة، ودولة يُحسب لها حساب على الساحة السياسية العالمية.
وقال: دعونى اشير الى ان شهر يوليو يعد مميزا فى تاريخنا، واشير فى هذا الصدد الى يوليو ٢٠١٣، الذى يعد صفحة جديدة فى تاريخ بلدنا، لانه يعد شاهدا على قوة الارادة السياسية للمصريين.
واكد محلب ان الحكومة اتخذت خطوات صعبة ومهمة على طريق الاصلاح الاقتصادى، واننا عازمون على المضى فى اتخاذ المزيد من الخطوات للسيطرة على التضخم، وتوجيه الدعم الى مستحقيه، ومن اجل ضمان التنمية المستدامة اتخذت الحكومة عددا من الخطوات تتعلق بخفض العجز فى الموازنة، وبناء شراكة بين الحكومة والقطاع الخاص، والعمل على دعم بيئة الاعمال لتصبح جاذبة للاستثمار، مع المضى فى تنفيذ مشروعات كثيفة العمالة، وتعديل اسعار الطاقة، ومواجهة الروتين الادارى، وتوسيع القاعدة الضريبية، وتعديل القوانين المنظمة لقطاع الطاقة، وبخاصة الجديدة، والمتجددة منها.
واشار رئيس الوزراء الى ان الحكومة تعمل على رفع مستوى الخدمات الحكومية المقدمة، لما له من انعكاس ايجابى على مناخ الاعمال، بالاضافة الى العمل دون كلل لمحاربة الفساد والروتين، وقد انعكست تلك الخطوات على رفع مستوى التصنيف الائتمانى لمصر عدة مرات خلال العام الماضى من جانب المؤسسات الدولية، كما جسد نجاح مؤتمر شرم الشيخ سلامة الخطوات التى تقوم بها الحكومة.
وشدد على ان الحكومة حريصة على تحقيق التوازن بين تلك الخطوات، بالتوازى مع عدد من برامج الحماية الاجتماعية، منها معاش تكافل وكرامة، والتوسع فى معاش الضمان الاجتماعى، والتامين الصحى للمستفيدين من معاش الضمان، وغيرها من الخدمات التى تم توفيرها لشرائح الاكثر احتياجا بالمجتمع.
واشار رئيس الوزراء الى التزام الدولة بتنفيذ المشروعات المعلنة، ومن ذلك تنفيذ قناة السويس الجديدة فى عام مما يمل انجازا مصريا كبيرا، وكذا اضافة ٣٦٠٠،ميجاوات لقطاع الكهرباء فى ٦ اشهر، وهو ما يعد ايضا انجازا غير مسبوق.
وقال المهندس ابراهيم محلب: اخذت مصر موقعها فى الصفوف الأمامية بخطى واثقة وثابتة في مكافحة الإرهاب والتعصب والتطرف من أجل الدفاع عن قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وبالرغم من كونه مساراً صعباً وخطيراً ولكننا حريصون على مواصلة كفاحنا، لأننا نعتقد اعتقادا راسخا بأننا على الجانب الصحيح من التاريخ.
واضاف: من ناحية أخرى، فنحن بحاجة إلى وقوفكم إلى جانبنا، وقوف إيطاليا وبلدان أوروبا الغربية وجميع الشعوب المحبة للحرية، والتى أصبحت هدفا أيضاً، كما تبين ذلك من أحداث الهجوم الجبان على القنصلية الإيطالية في القاهرة.فعلينا أن نقف معاً، لأننا معاً أقوى.
وقال: على صعيد آخر، مصر بصدد إكمال الخطوات الأخيرة من خارطة الطريق إلى المستقبل، فالانتخابات البرلمانية ستُجرى في الأشهر المقبلة، وقبل نهاية العام سيصبح لدينا برلمان منتخب، ونكمل خارطة الطريق، كما يجرى حاليا إصدار قوانين تهيئة البيئة الملائمة لجذب الاستثمارات لتعزيز الأسس السياسية والاقتصادية في مصر الجديدة.
واكد محلب ان حكومة مصر حريصة على تشجيع الاستثمار، وكسر كل الخطوط الحمراء، وذلك من أجل بناء الثقة التى لا غنى عنها لحركة رأس المال، واستعادة ثقة المستثمرين الأجانب، كما أن الحكومة الآن بصدد التعامل مع تحديات جمة من الإصلاح التشريعى فى إطار سعيها لتحقيق مستقبل زاهر، حيث بادرت بموجة من الإصلاحات التشريعية والتنظيمية على مستوى واسع، وقد صدرت العديد من القوانين كما أُدخلت العديد من التعديلات عليها خلال العام الماضي مما كان له تأثير مباشر جيد على بيئة الأعمال التجارية والاستثمارات في مصر، وقد تم اصدار "قانون الاستثمار" الجديد الذى يعمل بنظام الشباك الواحد الذى إنتظره معظم المستثمرين لضخ المزيد من رؤوس الأموال بالإقتصاد المصرى مع ضمان معدل عائد مستمر، وقد صدرت القوانين التجارية الأخرى ذات الصلة بشكل متتال، لذا أدعوكم للاستفادة من بيئة الاعمال الخصبة التى نقدمها لكم.
واشار الى ان العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر وايطاليا تسير في الاتجاه الصحيح. ولدينا تطلعات لتعزيز هذه العلاقات بشكل كبير، وأود أن أقول لكم أن تلك التطلعات المشتركة هى على نطاق واسع من قبل القادة السياسيين من كلا البلدين، وتبلورت من خلال الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى روما في نوفمبر من العام الماضي، وخلال الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء رينزي إلى شرم الشيخ بمناسبة مؤتمر التنمية الاقتصادية، مصر المستقبل.
وقال: اليوم، ايطاليا هي الشريك التجاري الثالث لمصر على المستوى الدولي بعد الصين والولايات المتحدة. فإيطاليا هى الأولى في أوروبا بتداول قيمته 5,2 مليار يورو، ونحن جنبا إلى جنب مع أصدقائنا في روما، عازمون على زيادة هذا الحجم إلى 6 مليارات يورو بحلول نهاية عام 2016.
واضاف: كانت إيطاليا دائما داعمة لمصر في سعيها لتحقيق التنمية المستدامة، فبلدانا يعملان جنبا إلى جنب من خلال مختلف المنظمات التنموية الدولية، بما في ذلك البنية التحتية الآسيوية التي أنشأت مؤخرا بنك الاستثمار، حيث ان كلا البلدين من الأعضاء المؤسسين للاتحاد من أجل المتوسط.
واختتم محلب كلمته بالقول إنه لا أحد يعرف طبيعة الفرص المتاحة للإستثمار أكثر من رجال الأعمال أنفسهم. وأنا أعتقد أن المستثمر سيكون فى مصر في أفضل مكان لبناء مستقبل أفضل، فالحكومات ملتزمة بمساعدة المستثمر للتحرك بحرية، وفى نفس الوقت تقوم بالمراقبة لصياغة أفضل للمستقبل.
وقال: معا نحقق الانجاز الاقتصادى، وندحر الارهاب، ونصنع مستقبلا افضل لبلدينا وشعبينا.
وعقب الانتهاء من كلمته دوت القاعة بالتصفيق، ووقف الحاضرون لتحية المهندس ابراهيم محلب على كلمته.
وفى مداخلات للمشاركين فى المنتدى تمت الاشارة الى المزايا النسبية للسوق المصرى، من حيث توافر العمالة المدربة جيدا، واتساع السوق الاستهلاكى، كما تمت الاشارة الى الاتفاقات الدولية التى ابرمتها مصر، وتمنح مزايا تفضيلية فى مجال التبادل التجارى.
واشاروا الى التركيبة السكانية الاكثر شبابا فى مصر، وهو ما يتيح قوة عمل فى الحاضر والمستقبل، واكدوا على فرص التعاون المثمرة بين البلدين، وان هناك افاقا رحبة لزيادة مجالات التعاون والاستثمار بين مصر وايطاليا.
كما تحدث ممثلون عن الشركات الايطالية العاملة فى مصر، عن الفرص والتحديات والطموحات امام الشركات العاملة فى مصر، واشادوا بما تبذله الحكومة من جهود لتشجيع مناخ الاستثمار، واستدلوا على ذلك بوجود رئيس الوزراء على مدى يومين وسط قطاع رجال الاعمال والمستثمرين الايطاليين.
وعقب المؤتمر قام رئيس الوزراء بجولة موسعة بالمتحف المصرى بتورينو، شاهد خلالها مقتنيات المتحف، واستمع الى شرح واف عنها.
وتجمع عدد من المصريين على ابواب المتحف المصرى بتورينو لتحية المهندس ابراهيم محلب ومرافقيه، ورفعوا الاعلام المصرية، ورددوا الهتافات المؤدية للقيادة السياسية، والحكومة المصرية.