أخبار مصر
"المصدر" تنشر كلمة "محلب" خلال ملتقى تكريم متعافى الخط الساخن لعلاج الإدمان
قال المهندس ابراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء خلال كلمته فى ملتقى تكريم متعافى الخط الساخن لعلاج الادمان، الذى اقيم بمستشفى المعادى العسكرى، بحضور وزيرة التضامن الاجتماعى، وعدد من الوزراء: اليوم نضئ شمعة أمل جديدة ، فى حياة مواطنين امتلكوا العزيمة والإصرار ، مواطنين تسلحوا بالتحدى والمثابرة ، وهى صفات أدعو الجميع للتسلح بها فهى أدواتنا الأساسية لمواجهة مشاكلنا التى يموج بها واقعنا المعاصر، اليوم نفرح بعد ان اصبح الحلم حقيقة.
وأضاف: ألتقى اليوم بأبطال تعرضوا لمحنة واختبار جنح بحياتهم وكاد يعصف بمستقبلهم ومستقبل أسرهم ، فمروا وأسرهم بأصعب المواقف والمشكلات وأشد المحن التى تؤثر سلبا فى حياة أى مواطن وأى أسرة ،ولكن بفضل الايمان بالله والعزيمة لم يستسلموا لمرض الإدمان أو ييأسوا من التعافى منه ، بل واجهوا وحسموا أمرهم باختيار حياتهم ، ببدء رحلة العلاج والتعافى والأمل ، وطى صفحة الماضى والشروع فى بداية جديدة، بأمل جديد.
وقال: لتسمحوا لى أن نستلهم من أبنائنا المتعافين سلوكاً رائعاً وهو سلوك المواجهة وعدم الإنكار ، فالبداية الصحيحة يجب أن تكون من عدم الخجل من مشاكلنا والإفصاح عنها ومواجهتها بشكل سليم وجاد ومستمر ، وهو سلوك وجدته اليوم فى أبنائنا فحرصت أن أكون معهم وبينهم فى هذا الاحتفال، الذى يرسم بسمة على وجوههم، ويزرع الأمل بين أقرانهم ممن لم يختاروا حياتهم بعد للالتحاق بركب العلاج والتعافى.
وأوضح رئيس الوزراء: لقد أعلنت الشهر الماضى خطة الدولة لمكافحة المخدرات، وأكدت على أن تكون هذه الخطة شاملة كافة أوجه وأشكال المكافحة ، وأن ترتقى لخطورة هذه المشكلة التى تمس الأمن القومى والسلم الاجتماعى ، وتطل بوجهها القبيح علينا لتقوض مسيرة التنمية والنهوض بهذا الوطن ، وأعلنت الحكومة بكل شفافية حجم هذه المشكلة بين أبنائنا ، حيث يصل معدل الإدمان إلى 2,4% من السكان، بينما يصل معدل التعاطى إلى 10,4% من السكان ، وهو ما يشكل ضعف المعدلات العالمية، ولذا تم تخصيص ٢٥٠ مليون جنيه فى موازنة هذا العام لمواجهة هذه المؤامرة التى تستهدف شبابنا، مطالبا المجتمع المدنى بالمساهمة فى مواجهة هذا الخطر الذى يستهدف شبابنا، ولكنى أؤكد" محدش هيعرف يكسر مصر، ما دام لدينا جيش هو فخر ابناء هذا الوطن، وشرطة فى خدمة هذا الشعب".
وأضاف: رغم الفترة الوجيزة منذ إعلان الخطة حتى الآن إلا أننى أتابع بصفة مستمرة تنفيذ أعمال الخطة ، فالدولة لا تملك رفاهية الوقت أو الانتظار لاسيما عندما تتعلق القضية بأمن وسلامة المواطنين ، وقد قررنا أن تكون بداية عملنا بالتعليم والإعلام ، فقمنا بمراجعة وتطوير كافة المناهج التعليمية من خلال خبراء من صندوق مكافحة الإدمان وقطاع المناهج بوزارة التربية والتعليم ، وبدأنا خطط تنفيذ برامج الوقاية فى كافة مدارس الجمهورية مع العام الدراسى القادم ، كما بدأنا فى إعداد دبلومات مهنية متخصصة لإعداد الكوادر العاملة فى هذا المجال وفقاً لأسس علمية سليمة.
ولايمانى بان الإعلام شريك فإنه يسعدنى أن أطلق اليوم الحملة الإعلامية لمكافحة المخدرات والتى ينفذها صندوق مكافحة وعلاج الإدمان بوزارة التضامن الاجتماعى بالتعاون مع إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة ، ولقد استمعنا اليوم لعدد من الأعمال الغنائية التى تم إنتاجها فى إطار هذه الحملة الموجهة للشباب والأسر.
وقال المهندس ابراهيم محلب: على صعيد مواجهة مشكلة التعاطى بين السائقين وهى المشكلة التى تهدد يومياً حياة المواطنين الأبرياء ، وعلى الرغم من تكثيف حملاتنا على الطرق السريعة ، وانخفاض نسب التعاطى بين السائقين المهنيين من 24% إلى 11% خلال الفترة الماضية ، فإننى أطلب المزيد من العمل فى هذه القضية التى لا تقبل أنصاف الحلول.
وأضاف: قام صندوق مكافحة وعلاج الإدمان خلال الأسبوع الماضى بدعم الإدارة العامة للمرور بعدد 15 ألف كاشف استدلالى إضافى لدعم هذه الحملات على الطرق السريعة فى الفترة القادمة ، ومن هنا فإننى أوجه بموافاتى أسبوعياً بنتائج هذه الحملات ، فلا تهاون أبداً فى أى قضية تهدد حياة أبناء الوطن.
وأشار الى انه على صعيد العلاج والتأهيل فتتبنى الدولة إنشاء ثلاثة مستشفيات علاجية جديدة فى الأماكن المحرومة من الخدمة ، وبدأ العمل فى إنشاء هذه المستشفيات من خلال وزارة الصحة ، والهيئة الهندسية للقوات المسلحة ، وصندوق مكافحة وعلاج الإدمان لمواجهة العجز فى السعة الاستيعابية لمرضى الإدمان وتطوير الخدمات المقدمة لهم.
وقال: لقد وجهت بضرورة توفير الرعاية اللاحقة لمرضى الإدمان ومساندتهم فى الدمج المجتمعى مرة أخرى ، ولذلك أطلقت الشهر الماضى مبادرة "بداية جديدة" لدعم المشروعات الصغيرة للمتعافين بالشراكة بين صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى وبنك ناصر الاجتماعى ، واليوم يسعدنى تسليم أول شيكات لدعم مشروعات أبنائنا المتعافين فى إطار هذه المبادرة.
وأضاف: ستظل قضية مكافحة التعاطى والإدمان من ضمن شواغلنا واهتماماتنا لنخلص بلادنا من أحد أطراف المؤامرة التى تستهدف أبناءنا ، تارة بالمخدرات ، وتارة أخرى بالعنف والتطرف والإرهاب ، وسيظل أبناء الوطن قادرين على درء المخاطر والصعاب ، والتسلح بالتحدى والإرادة، فهنيئاً لكم أبنائى المتعافين بكل لحظة تعيشون فيها بعيداً عن هذه السموم ، وهنيئاً لمجتمعكم الذى عدتم إليه شباباً فاعلاً إيجابياً قادراً على العمل والعطاء ، فى وقت تحتاج الدولة لجهودكم.
وفى نهاية كلمتى أتوجه بالشكر لوزير الدفاع، وللقوات المسلحة التى استضافت احتفالنا اليوم بمستشفى المعادى العسكرى ، وشاركت فى تنظيمه بالتعاون مع صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى بوزارة التضامن الاجتماعى فى إطار احتفال الدولة باليوم العالمى لمكافحة الإدمان ، كما أود أن استثمر هذه المناسبة لتوجيه التحية إلى رجال الأمن البواسل من القوات المسلحة والشرطة على دورهم وتضحياتهم فى مواجهة تجارة هذه السموم.