دولى وعربى
"موسكو" تتوعد "واشنطن" بالرد المناسب في حال نشر دبابات أمريكية بشرق أوروبا
تدرس موسكو إمكانية تعزيز قواتها في الشريط الحدودي بصواريخ "اسكندر" ووسائل أخرى ليكون رد روسيا مناسبا في حال نشر أسلحة أمريكية ثقيلة في أوروبا الشرقية.
تؤكد وزارة الدفاع الروسية ذلك باستمرار-نقلا عن روسيا - ان ذلك يأتي على خلفية سلسلة من التسريبات الصحفية، تحدثت خلال الأسابيع الماضية عن وجود خطط قيد الدراسة في واشنطن لنشر صواريخ مجنحة وبالستية في أوروبا، وأسلحة نووية في بريطانيا، وأخيرا عن نية البنتاغون تزويد 5 آلاف جندي أمريكي في شرق أوروبا بدبابات وعربات مصفحة وغير ذلك من المعدات العسكرية.
ونقلت وكالة "انترفاكس" الروسية اليوم عن الجنرال يوري ياكوبوف منسق مديرية المفتشين العامين لدى وزارة الدفاع الروسية قوله: "إذا ظهرت الأسلحة الأمريكية الثقيلة، بما في ذلك دبابات ومنظومات مدفعية ومعدات قتالية أخرى، في دول أوروبا الشرقية والبلطيق فعلا، فسيعد ذلك الخطوة الأكثر عدوانية من قبل البنتاغون والناتو منذ انتهاء الحرب الباردة في القرن الماضي".
وأردف قائلا: "وفي هذه الحال، لن يبقى أمام روسيا خيار آخر سوى تعزيز قواتها ووسائلها العسكرية على الاتجاه الغربي الاستراتيجي".
ورجح الجنرال أن تكون الخطوة الروسية الأولى في هذا الاتجاه مرتبطة بتعزيز القوات المنتشرة في الشريط الحدودي غرب البلاد، بما في ذلك التشكيلات الجديدة في صفوف قوات الدبابات والمدفعية وسلاح الجو.
واعتبر ياكوبوف أن روسيا ستعمل أيضا على تسريع وتائر تسليح لواء الصواريخ المرابط في مقاطعة كالينينجرد المطلة على بحر البلطيق بمنظومات صواريخ "اسكندر" الحديثة.
وجاءت تصريحات الجنرال تعليقا على تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" السبت الماضي جاء فيه أن واشنطن تدرس إمكانية تركيز آلياتها القتالية بالقرب من الحدود الروسية في قواعد عسكرية بدول شرق أوروبا والبلطيق، وتحديدا في ليتوانيا ولاتفيا واستونيا وبولندا ورومانيا وبلغاريا وهنغاريا.
وفي هذا السياق اعاد الجنرال ياكوبوف إلى الأذهان أن روسيا خرجت نهائيا من معاهدة القوات التقليدية في أوروبا، ولذلك لم تعد مقيدة في الرد على مثل هذه الخطوات العدوانية.
وقال: "لقد خرجنا نهائيا من هذه المعاهدة، علما بأن العديد من الدول الأوروبية لم تكن ملتزمة بها، ولم تعد أيدينا مكتوفة لدى اتخاذ إجراءات جوابية ترمي إلى تعزيز حدودنا الغربية".
ردا على التسريبات الصحفية أكدت وارسو امس، أنها تجري محادثات مع الولايات المتحدة لبحث احتمال تخزين واشنطن أسلحة ثقيلة على الأراضي البولندية.
وأعلن وزير الدفاع البولندي توماس شيمونياك أن هذه المحادثات جزء من مناقشات حول زيادة التواجد العسكري الأمريكي في بولندا وغيرها من الدول الأعضاء في حلف الأطلسي بشرق أوروبا.
وأكد أن بلاده تجري مثل هذه المحادثات مع الولايات المتحدة مضيفا أنه ناقش هذه المسألة مع نظيره الأمريكي آشتون كارتر خلال زيارته إلى واشنطن في مايو الماضي.
وقال "نحن نعمل منذ فترة على زيادة التواجد العسكري الأمريكي في بولندا وعلى الحدود الشرقية لحلف شمال الأطلسي"، مضيفا أنه "من السهل نسبيا نقل الجنود، ولكن سيكون من الجيد وجود معدات قريبة من مناطق الخطر".
وفي مقابلة صحفية أخرى نشرت اليوم،أوضح شيمونياك أن قرار نشر مخازن عسكرية أمريكية في أراضي بولندا سيتخذ في القريب العاجل.
وأعرب الوزير عن قناعته بأن هذه الخطوة في حال اتخاذها لن تعد انتهاكا للاتفاقية الموقعة مع روسيا في عام 1997 والتي تحظر نشر قوات تابعة لحلف الناتو بالقرب من الحدود الروسية.
وتابع أن وارسو تأمل في أن يكتسب الوجود العسكري الأمريكي في أراضيها صفة دائمة.
ورجح شيمونياك أن تكون دوافع الأمريكيين في هذا السياق مرتبطة بإدراكهم "الطابع طويل الأمد للأزمة الأوكرانية" و"تباطؤ عملية مينسك السلمية".
أما حلف الناتو، فامتنع عن التعليق على التسريبات التي نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز"، مبررا ذلك بأن مبادرة الولايات المتحدة إلى نشر أسلحتها الثقيلة في شرق أوروبا غير مرتبطة بالحلف.
وقال مصدر بالحلف طلب عدم الكشف عن اسمه: "إنه ليس مبادرة من جانب حلف الناتو".