دولى وعربى
حصل رئيس الوزراء العراقي المكلف على دعم سريع من الولايات المتحدة وايران اليوم الثلاثاء في حين دعا الساسة العراقيين لانهاء خلافاتهم التي سمحت لمسلحين بالسيطرة على ثلث البلاد.
امريكا على استعداد لمساعدة العبادي وايران ترحب باختياره
ولكن حيدر العبادي لا يزال مهددا من داخل الحزب الذي ينتمي إليه ورئيس الوزراء نوري المالكي الذي رفض التخلي عن المنصب الذي شغله على مدى ثمانية اعوام شهدت تهميشا للأقلية السنية واغضب خلالها واشنطن وطهران.
غير ان مسؤولا بارزا في الحكومة قال إن قادة قوات الجيش التي نشرها المالكي في انحاء بغداد أمس الإثنين تعهدوا بالولاء للرئيس فؤاد معصوم واحترام قراره بتكليف العبادي بتشكيل حكومة جديدة.
وفي حين تدرس قوى غربية ووكالات إغاثة دولية تقديم المزيد من المساعدات لعشرات الآلاف من المواطنين الين فروا من ديارهم جراء تهديد تنظيم الدولة الإسلامية قرب الحدود السورية قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري ان بلاده ستدرس تقديم مساعدات عسكرية وغيرها حين يشكل العبادي حكومة توحد الصفوف في البلاد.
وفي طهران هنأ أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني العبادي على ترشيحه لمنصب رئيس وزراء العراق الجديد ما يعكس اتفاقا بين المصالح الامريكية والإيرانية في العراق رغم العداء بينهما وأثارت نجاحات تنظيم الدول الإسلامية في سوريا والعراق قلق إيران مثلما حدث في الغرب.
وينظر للعبادي الذي قضى عقودا في المنفى في بريطانيا على أنه شخصية أقل استقطابا وميلا للطائفية مقارنة بالمالكي الذي ينتمي مثله لحزب الدعوة الإسلامية الشيعي.
ودعا العبادي جميع القوي السياسية التي تؤمن بالدستور والديمقراطية لتوحيد جهودها وصفوفها للتصدي التحدي الكبير الذي يواجهه العراق.
وقال سياسي مقرب من العبادي لرويترز إن رئيس الورزاء المكلف بدأ الاتصال بقادة جماعات رئيسية لاستطلاع رأيهم بشأن تشكيل الحكومة الجديدة وكان الرئيس أعرب عن أمله امس في ان ينجح العبادي في تشكيل الحكومة في غضون شهر.
ورفض المالكي بغضب أمس تكليف العبادي ووصفه بانه غير دستوري ولكن لم تظهر اي بوادر معارضة اليوم.
وفي حين حرص المسؤولون الامريكيون على ألا يبدوا كمن يفرض قيادة جديدة على العراق بعد ثلاثة اعوام من رحيل القوات الامريكية سارع الرئيس الامريكي بالترحيب بترشيح العبادي.
وارسل اوباما مئات من المستشارين العسكريين الامريكيين للعراق وامر بشن غارات جوية الاسبوع الماضي بعد ان حقق المسلحون انتصارات مهمة أمام قوات البشمركة التابعة لمنطقة كردستان شبه المستقلة.
وقال مسؤولون أمريكيون إن الاكراد يتلقون مساعدات عسكرية مباشرة وإن الطائرات الامريكية والبريطانية اسقطت مواد غذائية وأمدادات اخرى على مدنيين فارين بما في ذلك اليزيديون الذين لجأوا لجبال نائية.
وحذر كيري المالكي من اللجوء للقوة للتشبث بالسلطة وصرح اليوم بأن العبادي قد يحصل على المزيد من المساعدات العسكرية والاقتصادية الأمريكية.
وقال في مؤتمر صحفي في استراليا "نحن على استعداد لدراسة اختيارات سياسية واقتصادية وأمنية إضافية فيما يبدأ العراق تشكيل حكومة جديدة" مؤكدا ان واشنطن لن ترسل قوات قتالية للعراق.
وأضاف كيري "أفضل سبيل لتحقيق الاستقرار في العراق تشكيل حكومة تضم جميع الطوائف وتجمع الاطراف الساخطة على نفس المائدة والعمل معها من أجل ضمان الوصول لقدر من المشاركة في السلطة وأخذ القرار بما يمنح المواطنين الثقة بان الحكومة تمثل جميع مصالحهم."
ولم يتضح مدى الدعم الذي يحظى به المالكي الذي لا يزال يرأس حكومة لتسيير الاعمال ما يساعده على عرقلة تشكيل حكومة جديدة وقال مسؤول حكومي كبير لرويترز إن المخاوف من حدوث مواجهة عسكرية في العاصمة خفت.
وتابع "ساد بغداد توتر شديد أمس ولكن القادة العسكريين الكبار اتصلوا فيما بعد بالرئيس وابدوا دعمهم له وليس للمالكي."