سيارات و نقل
مصر وفرنسا توقعان اتفاقية لتطوير تروماى الاسكندرية بتمويل ٣٠٠ مليون يورو
توجه المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء بالشكر لنظيره الفرنسى Manuel Valls "مانويل فالس" وللشعب الفرنسي الشقيق على هذه الدعوة الكريمة لزيارة بلدهم العظيم، قائلا: لم أتردد فى تلبية الدعوة تجسيداَ للروابط التاريخية والسياسية والاقتصادية والثقافية المتينة التى تربط بين بلدينا وشعبينا. والتي تعد مثالاً يُحتذى به للتعاون بين دول شمال وجنوب المتوسط، فعلاقاتنا التى تمتد عبر التاريخ تستمد قوتها من القيم الأصيلة والتراث الإنساني الغني الذي كان للحضارة المصرية إسهامها الكبير فى إثرائه على ضفاف المتوسط. وإذ نفخر بالدور الذى لعبته حضارات البحر المتوسط كمهد للعلوم والتقدم البشرى، فإننا نتطلع للعمل سويا كي يكون تعاوننا الوثيق سبيلاً لتحقيق تطلعات شعبينا وشعوب المتوسط بأسرها.
واضاف رئيس الوزراء: لاشك أن قرب الانتهاء من تطبيق خريطة الطريق وعودة الأمن والاستقرار للبلاد يجعل مصر على أعتاب مرحلة انطلاق اقتصادي بما يضعها فى المكانة التى تليق بها، وتتناسب مع الموارد البشرية الهائلة التى تتمتع بها، وما يحمله ذلك من فرص استثمارية كبيرة، أدعو الشركات وقطاع الأعمال الفرنسي إلى استثمارها والاستفادة منها، وبما يحقق آمال وطموحات بلدينا وشعبينا.
وقال المهندس إبراهيم محلب: نحن نسابق الزمن لبناء مجتمع مدني عصري يعتز بقيمه وبإرثه الثقافي، ويوفر العيش الكريم لمواطنيه ويحقق مطالبهم في الحرية والأمن والاستقرار والعدالة الاجتماعية.
واضاف: من جهة أخرى، فإن البيئة الإستراتيجية الجديدة فى منطقة المتوسط والتغيرات الجذرية التى تشهدها تفرض على بلدينا، ومن واقع الثقل الذى تتمتعان به فى محيطهما الإقليمي، ضرورة حشد جهودنا المشتركة لإعادة الاستقرار لبؤر التوتر والاضطراب في المنطقة، والعمل على التصدي للتحديات المتصاعدة، وعلى رأسها التطرف والإرهاب، وذلك من واقع إدراكنا المشترك لخطورة هذا التهديد على ضوء معاناة كل من مصر وفرنسا من شرور الإرهاب.
وقال: من هذا المنطلق، فإنني على ثقة أن مباحثاتنا اليوم ستعكس هذا التقارب في الرؤى بين بلدينا الصديقين وسوف ستمثل نقطة تحول في العلاقات المصرية الفرنسية، وبداية لتأسيس مشاركات اقتصادية ناجحة، تبني علي المصلحة المشتركة للجانبين، وتساهم في تحقيق التنمية الشاملة التي يستحقها الشعبان المصري والفرنسي.
ووجه رئيس الوزراء الدعوة لنظيره الفرنسى لزيارة مصر، كما وجه دعوة للفرنسيين قائلا:أجدد دعوتي للشعب الفرنسي الصديق لزيارة مصر بمقاصدها السياحية التاريخية والثقافية والترفيهية، بما يعمق التفاهم والتواصل بين شعبينا.
وأشاد رئيس الوزراء الفرنسى بالعلاقات بين البلدين وترحيبه برئيس الوزراء المصرى، مثمنا المباحثات المثمرة التى تم إجراؤها.
وأوضح انه تم التطرق الى التحديات الإقليمية التى تواجه المنطقة ، وسبل التعاون والتنسيق المشترك بين مصر وفرنسا لمواجهتها، وعلى رأسها التهديدات والعمليات الارهابية، كما تم بحث مجالات التعاون المشترك فى ملفات البنية التحتية، والتعليم الفنى والتدريب، والمشروعات المشتركة فى قطاعات النقل، والطاقة التقليدية والجديدة والمتجددة والنووية .
واشاد بالعلاقات الثنائية المتميزة التى تتمتع بها مصر وفرنسا فى كافة المجالات، والتى انعكست فى استمرار توقيع اتفاقيات التعاون خلال الزيارة.
واعلن انه تلقى دعوة كريمة من قبل رئيس الوزراء المصرى لزيارة مصر قريبا، ودعا جميع الفرنسيين لزيارة مصر، فمصر بلد جميل على الجميع زيارته.
وأوضح ان المباحثات تطرقت كذلك الى العلاقات الثقافية بيت البلدين ، والتعليم العالى، وتم التركيز على الدور الذى تلعبه مصر من اجل دعم الاستقرار بالمنطقة، وتم الاتفاق على تعزيز التعاون فى مجالات الدفاع والامن، كما سنعمل معا فى عدد من الملفات، منها النقل والصناعات الغذائية، وغيرهما.
وأشار فى النهاية الى ان العلاقات الثنائية هى علاقات متميزة وفى أفضل ما يكون، قائلا: نريد العمل مع مصر فى كافة المجالات والقطاعات، لدعم مستقبل التنمية فيها.
واعتبر المهندس ابراهيم محلب هذه الزيارة ناجحة، وهى خطوة على طريق تعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين، مشيرا الى ان هناك رؤية لشراكة استراتيجية بين البلدين، وهناك مباحثات تمت على اعلى مستوى للتاكيد على ذلك.
واعلن محلب انه تم الاتفاق على اهمية دور الازهر الشريف فى تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الاسلام، وكذا تطوير الخطاب الدينى، كما كان هناك اتفاق على سبل التعامل مع ملف الهجرة غير الشرعية، كما تطرقت المناقشات لملف القنوات المحرضة على الارهاب، وضرورة التعامل معها.
وشهد رئيسا الوزراء المصرى والفرنسى، توقيع ٣ اتفاقيات بين البلدين، الاولى لتخفيض نسب تلوث المياه والهواء فى مصر، الناتج عن الصناعة، ووقعها عن الجانب المصرى وزير الصناعة، والثانية، خاصة بتطوير تروماى الاسكندرية، بتمويل ٣٠٠ مليون يورو، منها ٦٠ مليونا دفعة اولى، ووقعها وزير النقل المصرى، ومسئولو الوكالة الفرنسية للتنمية، كما تم توقيع اعلان نوايا بين الحكومتين، للتعاون فى مجال التعليم الفنى والتدريب المهنى، وقعها عن الجانب المصرى، وزير التعليم الفنى، وعن الجانب الفرنسى وزيرة التربية الوطنية والتعليم العالى.