أخبار مصر
بالفيديو..كلمة وزير "الخارجية" بالمؤتمر الصحفى فى ختام إجتماعات القمة العربية
يُسعدنى أن أرحب بكم مجدداً فى ختام أعمال مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة فى دورته العادية ال سادسة والعشرين، والتى شهدت انتقال رئاسة القمة إلى مصر من دولة الكويت الشقيقة فى نهاية عام من العمل المحنك والدؤوب، وفى ظل تطورات متلاحقة ومستمرة، سيكون على مصر بدورها أن تقود ركب العمل العربى المشترك فى غمارها، وندعو الله أن يكون النجاح حليفنا، بقدر نوايانا المُخلصة وجهودنا المستنفرة من أجل أمتنا العربية التى تستحق منا الكثير على نحو ما أكده السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى بيانه الشامل لدى تسلمه رئاسة الدورة الحالية للقمة العربية.
لقد شهدت هذه القمة صدور عدد من القرارات تغطى العديد من مجالات العمل العربى المشترك سواءً السياسى منها أو الاقتصادى والاجتماعى، فضلاً عن إعلان شرم الشيخ وكلها ماثله بين أيديكم. إنما لا بد هنا من توضيح ما قد لا تنم عنه قراءه أو استعراض تلك القرارات مع أهميتها، وأقصد تحديداً ما تميزت به هذه الدورة من إرادة وتصميم على التصدى للتحديات التى يواجهها الأمن القومى العربى بكل حزم وأيضاً بكل وعى لما تمثله هذه التحديات من تهديد لكيان وبقاء الأمة وأمنها واستقرارها وتطلعات أبنائها. فالنقاش الذى دار حول بعض القرارات لم يكن معبراً عن الخلاف بقدر ما كان سبيلاً لإثراء العمل العربى المشترك أو لاستجلاء عدد من النقاط التى من شأنها أن تحصن قراراتنا من التأويلات عند تنفيذها. ولقد حرصت مصر فى إدارتها لأعمال هذه الدورة على أن يكون هذا هو منهجها فى الوصول إلى التوافق، إيماناً منها بضرورة أن تكون القرارات الصادرة عن القمة معبرة عن إرادة حقيقية حتى يمكن تحويلها إلى واقع ملموس، فلا مجال لإضاعة مزيد من الوقت فيما تُجهز التحديدات علينا من كل حدب وصوب وإذا أرادنا حقا أن نصنع حاضراً أفضل يجدر أن يكون لأبنائنا ولأحفادنا ماض يفخرون به.
سترتبط هذه القمة بعقدها فى مصر بعد مرور سبعين عاماً على إنشاء جامعة الدول العربية فى مصر أيضاً، ولكنها سوف تتميز قطعاً بتبنيها للقرار الخاص بتفعيل فكرة إنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة، والتى ستجسد قدرة هذه الأمة على ردع شر الطامعين والرد على كيد المعتدين، وكأحد أوجه معالجتها للتحديات التى تواجه أمنها القومى، وكسبيل لتأكيد وجود هوية عربية تتخطى مجرد اللغة والثقافة والتاريخ المشترك لتملك زمام الحاضر وصنع المستقبل.
كما كان الوضع فى اليمن الشقيق والتهديد الخطير المُتمثل فى الانقلاب على رئيسة على التوافق الذى يعبر عنه، كان فى صدارة اهتمامات هذه الدورة حيث حرص كل القادة على تأكيد دعمهم لشرعية الرئيس اليمنى ولوحدة واستقرار وأمن اليمن، باعتباره جزءاً من الأمن القومى العربى، بما تتطلب اللجوء إلى تقديم دعم سياسى وعسكرى عربى لاستعادة الشرعية الدستورية استجابة لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادى.
ولعلكم تابعتم أيضاً حرص القمة على تناول الأوضاع الخطيرة فى كل من ليبيا وسوريا وتأكيدها على ضرورة دحر التنظيمات الإرهابية لاسيما فى العراق فضلاً عن اعتزام الدول العربية الاستمرار فى إيلاء القضية الفلسطينية.
الأهمية التى تتناسب مع محوريتها بالنسبة للأمة العربية التى يزداد إصرارها على حصول الشعب الفلسطينى على حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية اتساقاً مع مبادرة السلام العربية والشرعية الدولية.
إن مصر وهى تتولى رئاسة هذه الدورة، تدرك اتساع وتعدد التحديات التى تواجهها أمتها العربية، لكنها عازمة على أن تعمل بكل جد ودأب، كعهدها دوماً، ومع أشقائها العرب لا لكى تجتاز الأمة تلك التحديات فحسب بل لتكون هذه الدورة برئاسة مصر نقطة انطلاق لتفعيل الرؤى العربية للتأثير فى الحاضر ولصياغة المستقبل.