أخبار مصر
بالفيديو.. كلمة "اياد مدنى " الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامى فى القمة العربية
"المصدر" تنشر كلمة" اياد مدنى "الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامى فى القمة العربية وهى كالأتى:
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
السيدات والسادة.
إن منظمة التعاون الإسلامي التي أتشرف بأن أمثل أمامك باسمها، تنظر إلى القمم العربية بكثير من التقرب، وتعلق عليها كبار الآمال، ففي وحدة العالم العربي وتماسكه قوة للأمة الإسلامية على إمتداد أرجائها، كما أن منظمة التعاون الإسلامية بأعضائها الـ57 هي العمق الاستراتيجي للعالم العربي أين كانت أقطاره، هذا النسيج والتكامل والتداخل يتجلى في التحديات المشتركة، ولعل التفتت المذهب وخطاب التطرف من أهم تلك التحديات ولا يعقل بأن الأمة التي بعث فيها رسول الإنسانية برسالة الهدى والرحمة والعدل والمساواة وإعمار الكون، أن تقود رسالتها للتمزق والاقتتال، ولا يعقل بأن تكون خاتمة الرسالات السماوية التي لا يكتمل إيمان أهلها إلا بإيمانهم بكل الرسل والرسالات مدعوة للشقاق والتصنيف والفرقة والتناحر، لذا إن أردنا أن نبحث عن جذور للاقتتال المذهبي فلن نجدها إلإ عند من يرى في المذهب أداته لفرض النفوذ ووسيلة للسيطرة، وطريقة للتوسع والهيمنة، وآن لنا أن نفصح عن هؤلاء ونتصدى لهم، أما خطاب التطرف فهو نتاج سياقه السياسي وتربته المجتماعية وبيئته الاقتصادية ونقوصه التام عن الإسلام عقيدة وشريعة ومقاصدا، واختراقه من خارجه لخدمة أجندات سياسية تفرق لتسود وتضعف لتبقى، وفهم ذلك كله هو المدخل لتفكيك خطاب التطرف ومواجهة ودحره.
القادة الأجلاء إن منظمة التعاون الإسلامي حاضرة بجانب إخواننا في فلسطين المحتلة وهو يواجه احتلال نظام عنصري، والعمل يجري الآن لعقد قمة إسلامية استثنائية حول فلسطين وما يحيط بأهلنا هناك، وما يتعرض له المسجد الأقصى من امتهان والطريق المسدود الذي وصلت إليه مسيرة أكثر من 20 سنة من المفاوضات وحول العودة للتفاوض على أساس مبادرة السلام العربية والمطلب الفلسطيني بأجندة محددة في إطار زمني محدد، وأيضًا للخروج من ربقة الوسيط الوحيد الذي يكاد يكون طرفا لا وسيط، إلى وساطة أوسع تمثله اللجنة الرباعية بقيادة جديدة، كما أن المنظمة تدعم دور جامعة الدول العربية في سوريا وليبيا، وتدفع نحو وحدة الصف في العراق وأفغانستان وتعلن بوضوح تأييدها ودعمها للخطوة التي أتخذتها الدول الداعمة للشرعية الدستورية في اليمن، كما أن المنظمة تتحرك جادة ومؤثرة في مواجهة القضاية المتمثلة أمامنا في الصومال والساحل الإفريقي وشمال مالي وجمهورية وسط إفريقيا، كما تعمل بدأب من أجل حقوق أخوة لنا في ميانمار وكشمير وناجرنو كراباخ في أذربيجان.
القادة الأجلاء وكما تنشط منظمة التعاون الإسلامي في مواجهة الأزمات بتحليلها وفهمها وتفكيكها والتصدي لها فنحن نعمل أيضا في مجالات النشاط الاقتصادي والتعليم والحراك الثقافي والتكامل العلمي والتقني وتمكين المرأة والالتفات للشباب والوقوف بجوار الفئات المهمشة والانفتاح على المجتمع المدني على أسس استراتيجية متينة تبث روح الأمل وترسي الثقة في مستقبل واعد، يشارك فيه بقية الأمم بندية وقدرة وثقة في صنع مسقبل العالم الاقتصادي بتقنياته وإنتاجيته وتحقيق احتماليات التقدم والابتكار في علومه ونظرياته.
إن العالم العربي بثقافته وحضارته وسراء تنوعه، وبتاريخ التمازج والتسامح والانفتاح طوال مسيرته وبقوة شعوبه قادر بإذن الله أن ينهض ويبنى ويشارك، لا ليعيش فقط بل ليحي، ولا ليحي فقط بل ليشكل نموذجًا حضاريًا وخطابًا حقوقيًا وفعلا ثقافيًا وواقعًا اجتماعيًا يضيف حيوية في مسيرة الانسانية ومستقبلها.
القادة الأجلاء بقيادتكم وبصيرتكم ووحدة صفكم وصلابة مواقفكم لن نكون بحاجة لأن نتسول مستقبلا من أحد بل نصنعه بأنفسنا سائرين في مناكب الأرض عبادة وعملا وإنتاجًا وإعمارًا بعون منه سبحانه.
لمشاهدة الفيديو: