بالفيديو..كلمة أمير دولة الكويت في بدء فاعليات القمة العربية الـ 26
تنشر "المصدر" نص كلمة الشيخ "صباح الأحمد الجابرالصباح" أمير الكويت فى مؤتمر القمة العربية وجاءت كالأتى:
"بسم الله الرحمن الرحيم فخامة الأخ الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة رئيس الدورة ال 26 لمؤتمر القمة العربية، أصحاب الجلالة والفخامة والسمو معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية، السيدات والسادة
يسرني بداية أن أتقدم بخالص الشكر وعظيم الامتنان لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي ولحكومة وشعب جمهورية مصر العربية على ما حظينا به من حسن استقبال وكرم ضيافة وما لمسناه من إعداد متميز لهذا اللقاء الهام، والذي سيسهم في تحقيق ما نتطلع إليه من لقائنا اليوم.
كما أشكر الأمين العام لجامعة الدول العربية والأمناء المساعدين وجهاز الأمانة العامة على جهودهم المقدرة خلال فترة ترؤوس بلادي دولة الكويت دورة القمة العربية ال 25 ، التي كانت عونا لنا فيما تحقق من إنجازات مقدرين عاليا جهودهم في الإعداد لهذه الدورة
استهل كلمتي أن أحمد الله سبحانه وتعالي الذي أعاد جلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان الشقيقة إلى بلاده سالما، متقدما لجلالة السلطان باسمي آيات التهاني والتبريكات وإلى الشعب العماني الشقيق ، داعيا الله عز وجل أن يديم على جلالته العافية والصحة ليستكمل المسيرة الخيرة في قيادة السلطنة.
أصحاب الجلالة والفخامة، لقد كانت الفترة التي سبقت انعقاد الدورة 25 شديدة التعقيد وكان عملنا العربي المشترك في تلك الفترة يمر بأصعب أوقاته وأسوأ مراحله تضاءلت معه أمامنا فرص عقد الدورة ولكننا إزاء كل ذلك زدنا إصرارا على عقد القمة ووجدنا في دعم الأشقاء ومساندتهم لنا عاملا حاسما لتمكينا من مواصلة العمل وإتمام ترتيبات عقد القمة وكان لنا لقاء في أول قمة عربية دورية تعقد على أرض الكويت ، حيث تدارسنا الأوضاع والمعوقات التي كانت تعترض عملنا المشترك ، واستطعنا بعون من الله وتوفيقه من التوصل إلى قرارات تنهض بهذا العمل وآليات تمكننا من التحرك في إطار رئاستنا للقمة وذلك بالتنسيق والتعاون مع أشقائنا في محاولة منا لبلورة نهج يعالج قضايانا وفق منظور جديد ورؤى تتجاوز عقبات الماضي.
ونلحظ اليوم أن المشهد السياسي في الوطن العربي يزداد سوءا وتعقيدا سواء ذلك بالتصعيد الذي رافق الوضع في ليبيا أو التدهور الأمني الذي يعانيه الأشقاء في اليمن ، ولكن العزاء أمام كل ذلك أن من سيتولى قيادة العمل العربي المشترك في المرحلة المقبلة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي ، الذي نثق في أنه سيضع إمكانات مصر وقدراتها في خدمة قضايا أمتنا العربية".
أصحاب الجلالة والفخامة، تبقى القضية الفلسطينية ومسيرة السلام في الشرق الأوسط ملفا نحمله في كل اللقاءات الثنائية والإقليمية والدولية وله أولوية لنا ، نسعى لحلها في إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس وفقا لما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية ، ومبادرة السلام العربية لننهي معاناة الأشقاء ، فلن ننعم بالاستقرار طالما استمرت هذه القضية دون حل.
أصحاب الجلالة والفخامة ، أن التطورات السريعة التي تجري في اليمن مثلت مبعث قلق وتهديدا لأمننا نتيجة لاستمرار مليشيات الحوثية للاستيلاء على الشرعية والسيطرة على مفاصل الدولة ، وما تلاها من تهديدات لأراضي المملكة العربية السعودية الشقيقة ودول مجلس التعاون الخليجي العربي بشكل بات يشكل أمن المنطقة واستقرارها وسلامة دولها وشعوبها.
وبعد أن استنفد كافة الجهود في محاولة إيجاد حل للأزمة اليمنية وإقناع المليشيات الحوثية بالطرق السلمية، واستجابة لطلب رئيس اليمن بتقديم المساندة الفورية عربيا ودوليا بما يحفظ اليمن وشعبه ويصون سيادته ووحدة أراضيه وتقديرا لحجم التحديات التي باتت تهدد أمنا واستقرارنا وتفعيلا لاتفاقية الدفاع المشترك لمجلس التعاون ومعاهدة الدفاع العربي المشترك واستنادا إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة المتضمنة بإقرار حق الدول الطبيعي في الدفاع عن نفسها واتخاذ كافة التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدوليين، لقد أعلنت الكويت دعمها ووقفها التام مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية وبقية الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي في حقها في الدفاع عن نفسها .
وندعو في هذا الصدد إلى ضرورة التنفيذ الفوري للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية والالتزام بنتائج الحوار الوطني الكامل ، موكدين أهمية استجابة كافة الأطياف في الدعوة التي رحب بها خادم الحرمين الشرفين لعقد مؤتمر خاص تحت مظلة دول الخليج العربي لصون اليمن وتجنيبه مخاطر الانزلاق في حرب أهلية يكون الخاسر الأكبر فيها الشعب اليمني وأمن واستقرار دولنا ومنطقتنا.
واستشعارا بعظم هذه المأساة ومعاناة الأشقاء فإنني أناشد دول العالم إلى مد يد العون للشعب اليمني الشقيق ليتجاوز هذه الظروف التي نأمل أن تنتهي قريبا .
أصحاب الجلالة نعرب عن ارتياحنا للمراحل التي قطعتها الحكومة العراقية على طريق استعادة الأمن والاستقرار، نؤكد دعمنا الكامل لها لتحقيق هذا الهدف ، مؤكدين ثقتنا في قدرة الأشقاء في العراق على تجاوز الظروف الصعبة التي يمرون بها واستعدادنا الدائم لدعمهم والتعاون معهم في مواجهة تلك الظروف .
وحول تطورات الوضع في ليبيا ، فنحن نعرب عن القلق إزاء هذه التطورات وتداعياتها على دول المنطقة ، نؤكد على ضرورة تضافر الجهود لإيجاد حل لهذا الصراع يحقن الدماء ويعيد الأمن والاستقرار إلى ليبيا.
أصحاب الجلالة ، حول برنامج إيران النووي ، ندعو إيران إلى التجاوب مع الجهود الدولية المبذولة حول برنامجها بما يبدد شكوك المجتمع الدولي .
وفي ختام كلمتي ومع نهاية رئاسة دولة الكويت للدورة 25 يسعدني أن استأذن مجلسكم الموقر في أن يتفضل فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة في تسلم رئاسة دورتنا هذه، متنميا لفخامته كل التوفيق والسداد."
لمشاهدة الفيديو: