معهد"علوم البحاروالمصايد" ينفى وجود تأثيرات بيئية لمشروع قناة "السويس"الجديد

قام المعهد القومي لعلوم البحاروالمصايد بإقامة ورشة عمل يوم الاربعاء 25 فبراير 2015 بعنوان "التأثيرات البيئية لمشروع تطوير قناه السويس" وذلك لمناقشة قضية انتقال الانواع المهاجرة بين بيئات البحر الاحمر والمتوسط خلال قناه السويس ودراسة الاثار البيئية المحتملة عن تطوير المجرى الملاحي وتحديد وتنفيذ افضل السبل في التعامل مع التأثيرات البيئية المحتملة الناتجة عن توسعة المجري الملاحي للقناه واعداد خطة بيئية متكاملة لبرامج الرصد البيئي في قناه السويس.

وقد حضرالورشة مجموعة كبيرة من العلماء المصريين المتخصصين بالجامعات والمراكز البحثية والهيئات المعنية وقدم مجموعة من الباحثين عروض تقديمية ودراسات علمية عن تأثير مشروع تطوير قناه السويس على انتقال الكائنات الحية والاسماك من البحر الاحمر الى البحر المتوسط وتقديم ردود علمية على المقالات التي تحدثت عن المشروع بالإضافة لمقترح مشروع رصد يهدف لدراسة تأثير انتقال الانواع البحرية بين البحرين الاحمر والمتوسط وبرنامج متكامل للرصد البيئي في قناه السويس.

وقد خلص المشاركون وفقا لبيان صادر عن المعهد القومي لعلوم البحاروالمصايد الى أنه تم انشاء القناه بإرادة دولية منذ عام 1869 كما ان الاسرة الدولية ايضا ساعدت مصر في عملية التطهير والتوسعة والتعميق التي جرت بعد حرب 1973 والمشروع الحالي لم ينشأ مجري جديد انما تطوير لمشروع قائم بالفعل.

و نوه المشاركون الى الاهمية البالغة للمشروع المقترح حيث انه سيؤدى لإنخفاض زمن العبور في القناه وبالتالي انخفاض الوقود المستهلك وهو ما يساعد في حل ازمة الطاقة كما ان كمية الانبعاثات الغازية التي تؤثر على المناخ سوف تقل بنسبة كبيرة سنوية نتيجة لزيادة عدد السفن التي يمكنها استخدام القناه بعد التطوير والتي سوف يقلل المسافة التي تقطعها تلك السفن بسبب الملاحة حول رأس رجاء الصالح.

وضمت النتائج أيضا ان التغيرات المناخية ساهمت بشكل كبير في سرعة انتقال هذه الانواع نظرا لأنها سوف تؤدى الى ارتفاع في درجة حرارة المياه والمزيد من الارتفاع في مستوى سطح البحر وهو ما سوف يؤدى الى تغير في البيئة الساحلية وتأثيراتها على الكائنات البحرية، وكذلك الضغوط والانشطة البشرية على البيئة البحرية من اكثر العوامل التي تساعد على انتشار الانواع الغريبة ويسهل عملية الغزو سواء في البيئات التي تخضع بقوة للضغوط البشرية او البيئات المتغيرة والغير مستقرة بطبيعتها ومن امثلة ذلك رصد حالات للغزو البيولوجي في بحيرة البندقية والبحر الاسود وغرب البحر المتوسط وهى بيئات بعيدة نسبيا عن تأثير الانواع المهاجرة من البحر الاحمر عن طريق قناه السويس.

ونوه المشاركون الى أن الاسراع في الحكم علي الكائنات المهاجرة بدون اجراء اي دراسات كافية قد اثبت عدم جديتة كما أنة من الصعب الحكم علي أن الانواع المهاجرة تطرد الانواع الاصلية من اماكن تواجدها الي اعماق مختلفة لعدم وجود دراسات سابقة تعرفنا هل تواجد الكائن الاصيل في هذة البيئات قبل حدوث ام لم يتواجد كما أن احتمالات الهجرة بينما لم ينجح كائن اخر من نفس العائلة بالاضافة الي الزمن للازم للهجرة،كل هذة التساؤلات لا يستطيع احد الرد عليها والجزم بها بدون الدراساتالكافية وهذا ما اتفق علية العلماء.

وأن إحتمالات امتداد التأثير الي المنطقة ككل ضعيف حيث انة بمراجعة العديد من الابحاث المنشورة يتبين ان الكائنات المهاجرة الي البحر المتوسط تتواجد في منطقتين هما (الجنوب الشرقي المتأثر نسبيا بالهجرة من خلال قناة السويس ومنطقتي الشمال والغرب المتأثرين بالهجرة الناتجة عن الاستزراع السمكي ومياة الاتزان من السفن (مياة الصابورة التي تحملها السفن والتي قد تحتوي تلك المياة علي كائنات منقولة من بيئتها الأصلية )والهجرة من المحيط الاطلنطي عبر مضيق جبل طارق لذلك لا يوجد اي احتمال ان يمتد تأثير المشروع الي المنطقة كلها.

كماأن عدد الأنواع التي غزت البحر المتوسط من البحر الأحمر وسببت ضررا لمناطق قليلة جدا إذا ما قورنت بالأنواع الأخري التي غزت واستقرت وكان لها فوائد اقتصادية وأنة لا يوجد دليل واحد واضح علي أن احدا من الأنواع التي هاجرت من البحر الأحمر للبحر المتوسط قد سببت ضررا اقتصاديا مباشرا علي أي  من دول شرق المتوسط .وما يقال عن انتشار قناديل البحر المتوسط قادمة من البحر اللأحمر ليس له دليل علمي قطعي.

وأكد المشاركون فى ورشة عمل المعهد القومي لعلوم البحاروالمصايدأن الحراك البيولوجي ليس بالضرورة ضار فالكثير من الأسماك التي هاجرت من البحر الأحمر إلي البحر المتوسط لها قيمة اقتصادية كبيرة ويتم الصيد منها بكميات كبيرة تمثل عائد  اقتصادي كبير للسكان وهو عامل لا يمكن إنكارة وعلي سبيل المثال سمكة الأسكومري المخطط والتي زادت كمية المصيد منها من 550طن/سنة  2000إلي 1500 طن/سنة 2007 وبالمثل زاد كمية أسماك البطاطا المصادة من 600 طن/سنويا إلي 1146 ويمكن إعطاء العديد من الأمثلة مما يدل علي أن زيادة ثراء الأنواع كانت لها منفعة اقتصادية .ومن الأنواع التي هاجرت واستوطنت وذات عائد إقتصادي مرتفع مثل (الجمبري الياباني- الجمبري الأحمر- الجمبري السويسي – الكابوريا الزرقاء – أسماك الباراكودا – الربوني)

9- قدم الباحثون مقترح لمشروع قومي لمتابعة مراقبة الأنواع المهاجرة وتحديد أفضل الطرق للحد من الأنواع المهاجرة.

وطالب المشاركون بأن تتم دراسات التقيم البيئي الخاصة بمشروعات التنمية وفقا لاوليات تنفيذ هذة المشروعات وثمن الباحثون قيام هيئة قناة السويس بتكليف مكتب استشاري عالمي للقيام بالتقييم الاستراتيجي للمشروع.