أخبار مصر
السيسي: العلاقات المصرية النمساوية قائمة على الالتزام بتطوير التعاون السياسي والاقتصادي المشترك
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الخميس، أن العلاقات مع النمسا قائمة على الاحترام المتبادل والسعي المخلص لمد جسور الصداقة، مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين قوية ومستقرة وتعود لأكثر من 150 عاما.
وقال الرئيس السيسي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع مستشار النمسا كارل نيهامر، بقصر الاتحادية اليوم، إنه بحث مع المستشار النمساوي زيادة التبادل الاقتصادي بين البلدين، مضيفا أن المباحثات تناولت تطورات الملف الليبي والقضية الفلسطينية وملف سد النهضة وتطورات الأوضاع في السودان والهجرة غير الشرعية.
وأوضح الرئيس السيسي أن المباحثات مع المستشار النمساوي تناولت عددا من الملفات وعلى رأسها استمرار الأزمة الروسية الأوكرانية وتأثيراتها على العالم، مؤكدا وجود تفاهم مشترك مع مستشار النمسا بشأن ملف الهجرة غير الشرعية.
وأكد الرئيس السيسي، أن العلاقات المصرية النمساوية قائمة على الالتزام المشترك بتطوير الروابط السياسية والاقتصادية والثقافية.
وأوضح الرئيس السيسي، خلال المؤتمر الصحفي، أنه عقد مباحثات مثمرة وبناءة مع المستشار النمساوي، والتي عكست حرص البلدين واهتمامهما ببحث سبل تعميق الشراكة الثنائية على مسارات مختلفة والتعاون في عدد من القطاعات المهمة وعلى رأسها قطاعات النقل والتصنيع والطاقة المتجددة والهيدروجين، والتي تستهدف تحقيق زيادة ملموسة في حجم التبادل التجاري بين البلدين وجذب المزيد من الاستثمارات النمساوية إلى مصر التي تعد أحد أهم الشركاء تجاريا واستثماريا في الشرق الأوسط وإفريقيا، وهي مكانة تعتز بها مصر.
وأضاف الرئيس السيسي، أنه تم الاتفاق مع المستشار النمساوي على العمل معا خلال الفترة القادمة لترسيخ العلاقات وتطويرها بما يعكس العلاقات السياسية المتميزة بين البلدين، معربا عن خالص التقدير والاعتزاز بالعلاقات الودية الطيبة التي تجمع مصر بالنمسا.
ورحب الرئيس السيسي بالمستشار النمساوي والوفد المرافق له في زيارتهم الرسمية الأولى لمصر.
وأكد الرئيس السيسي، أن لقاءه اليوم مع مستشار النمسا كارل نيهامر، مثَّل فرصة جيدة للتشاور والتنسيق بشأن عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك بين مصر والنمسا، موضحا أن رؤى الجانبين تلاقت على أهمية التشاور المثمر والتنسيق المستمر بين البلدين كشركاء وأصدقاء للتعاون مع التحديات غير المسبوقة التي تواجه المجتمع الدولي.
وقال الرئيس السيسي، في كلمته خلال المؤتمر الصحفي، إن اللقاء تناول في هذا السياق استمرار الأزمة الروسية الأوكرانية بما لها من تداعيات سلبية على السلم والأمن الدوليين واستقرار أمن الطاقة والغذاء عالميا وهي التداعيات التي عانت منها ولاتزال الدول الأقل نموا وبما أضاف للأعباء الصعبة التي تتحملها لتحقيق متطلبات التقدم الاقتصادي والتنمية المستدامة.
وأضاف "لقد أوضحت للمستشار نيهامر أن مصر من منطلق تمكسها بأهمية تحقيق السلم والأمن الدوليين تواصل الدعوة في اتصالاتها بكافة أطراف الأزمة إلى تغليب لغة الحوار والتوصل إلى تسوية سلمية لإنهاء الصراع في أقرب فرصة".
وقال الرئيس السيسي "حرصت كذلك خلال مباحاثات اليوم على استعراض رؤية مصر إزاء عدد من الملفات الاقليمية المهمة والجهود التي تبذلها مصر لمعالجة أسباب عدم الاستقرار في إقليمنا حيث تطرقنا إلى تطورات المشهد الليبي والقضية الفلسطينية وقضية سد النهضة فضلا عن مستجدات الأوضاع الأخيرة في السودان مع تأكيد حرص مصر البالغ على استعادة الاستقرار هناك والحفاظ على مقدرات شعبه الشقيق".
وأضاف الرئيس السيسي "لقد استمعت باهتمام اليوم لرؤية المستشار نيهامر للتحدي المشترك الذي تمثله ظاهرة الهجرة غير الشرعية واتفقنا معا على تكثيف الحوار بين بلدينا للتوصل إلى إطار مستقبلي للتعاون بيننا في ملف الهجرة من منظور شامل يعالج الجذور الاقتصادية والتنموية والاجتماعية لهذه الظاهرة ويسعى لتعظيم الاستفادة من مسارات الهجرة الشرعية".
وأكد الرئيس السيسي على حجم التفاهم المشترك بين مصر والنمسا فيما يخص قضية الهجرة غير الشرعية، وقال: "إذا كنا نسعى إلى إيجاد حلول مناسبة وجيدة لهذه الظاهرة وقطع الطريق على من يعمل في هذا المجال، لابد من وجود آليات مؤسسية للتعامل مع موضوع الهجرة الشرعية تنظم هذا الأمر وتنتقيه وتعد الأفراد أو المواطنين الذين سيتم التعامل معهم في مجال الهجرة الشرعية بما يساعد على نجاح هذه التجربة ويقطع الطريق على الهجرة غير الشرعية وتداعياتها السلبية".
وأشار الرئيس السيسي إلى أنه أوضح للمستشار النمساوي في هذا السياق حجم الجهود المصرية في استضافة 9 ملايين ضيف يعيشون على أرض مصر ويتمتعون بكافة الخدمات الأساسية المتاحة للمواطنين المصريين دون تمييز أو تفرقة، مضيفا "في إطار حوارنا المنفتح مع شركائنا فقد حرصت على إطلاع المستشار على الخدمة الجادة والمستمرة التي تتخذها الدولة المصرية فيما يتعلق بحقوق الإنسان من منظور شامل ومقاربة متكاملة تستهدف تمكين المواطن المصري وممارسة كافة حقوقه السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي كفلها الدستور المصري وذلك من خلال الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي تنفذها الدولة المصرية على عدة محاور"، مؤكدا استعداد مصر الدائم للحوار والتعاون البناء مع شركائها فيما يتعلق بهذا الملف المهم.
وأشار إلى أنه أطلع الجانب النمساوي على النجاح الكبير الذي حققته مصر حكومة وشعبا في مواجهة ظاهرة الإرهاب والتطرف خلال السنوات الماضية، بتضحيات كبيرة قدمها المصريون، وبرؤية شاملة تغطي كافة أبعاد وأسباب تلك الظاهرة البغيضة.
ووجه الرئيس السيسي، في ختام كلمته، الشكر للمستشار النمساوي على دعوته الشفوية والمكتوبة لزيارة النمسا، معربا عن ترحيبه بتلبية تلك الدعوة الكريمة في أسرع فرصة ممكنة، وأنه سيتم تنسيق هذه الزيارة من خلال القنوات الدبلوماسية.
وجدد السيسي ترحيبه بالمستشار النمساوي والوفد المرافق له، ضيوفًا أعزاء على الشعب المصري، معربًا عن تطلعه لأن تشهد الفترة القادمة مزيدًا من التعاون والتنسيق بين مصر والنمسا، بما يحقق النماء والازدهار للشعبين الصديقين ويرتقي بالعلاقات الثنائية بين البلدين إلى آفاق أرحب وأكثر تميزا.