أخبار مصر
السيسي ورئيس أذربيجان يشهدان توقيع عددًا من مذكرات التفاهم المشتركة
شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأذري إلهام علييف، التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم المشتركة بين الجهات الحكومية المعنية في البلدين للتعاون في مجالات الثقافة، والموارد المائية، وبين وزارة التجارة والصناعة المصرية ووزارة الاقتصاد الأذرية، وأعقب ذلك انعقاد المؤتمر الصحفي المشترك بين الجانبين.
جاء ذلك عقب المباحثات على مستوى القمة التي عقدها الرئيس السيسي مع نظيره الأذري "علييف" بمقر قصر "زوجلوب" الرئاسي بباكو، وذلك في ثاني أيام زيارته الرسمية لأذربيجان، حيث أقيمت للرئيس السيسي مراسم الاستقبال الرسمي، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف".
وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس السيسي استهل اللقاء بالتقدم بخالص التعازي والمواساة بالنيابة عن الشعب المصري في ضحايا حادث إطلاق النار على السفارة الأذرية في طهران، متمنيًا الشفاء العاجل للمصابين، ومعربًا عن التضامن مع أذربيجان في هذا الحادث الأليم الذي يؤكد مرة أخرى على أهمية نبذ التطرف والعنف والإرهاب.
وتقدم الرئيس الأذري إلهام علييف بالامتنان للرئيس السيسي على هذه اللفتة الكريمة، معربًا عن الترحيب بالرئيس السيسي ضيفًا عزيزًا في أذربيجان، وتقدير بلاده لمصر قيادةً وشعبًا، ومشيدًا بالعلاقات الثنائية الوثيقة التي تربط بين مصر وأذربيجان، مع تأكيد حرص بلاده على مواصلة الارتقاء بتلك العلاقات وتعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين على جميع المستويات، لاسيما في ضوء دور مصر المحوري كركيزة للاستقرار والأمن والسلام في الشرق الأوسط وإفريقيا.
من جانبه؛ عبر الرئيس السيسي عن خالص التقدير للرئيس "علييف" على دعوته لزيارة أذربيجان وحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مشيدًا بمتانة العلاقات الممتدة بين مصر وأذربيجان ومدى تميزها، والتي ظهرت بشكل خاص خلال الزيارة الحالية مع كون الرئيس أول رئيس مصري يقوم بزيارة إلى باكو، وما يحمله ذلك من رغبة وإرادة صادقة لتعزيز وتطوير العلاقات المصرية- الأذرية واستكشاف أوجه التعاون في شتى المجالات، إلى جانب استمرار التنسيق والتشاور السياسي بين البلدين.
وأوضح المتحدث الرسمي أن المباحثات شهدت تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، حيث أشاد الرئيس الأذري "علييف" في هذا الصدد بمسار الإصلاح الاقتصادي في مصر، والذي كان مؤداه التحسن الملحوظ والمستمر في مؤشرات الاقتصاد المصري.
كما أكد الجانبان أهمية البناء على عمق العلاقات التاريخية الودية الطيبة بين مصر وأذربيجان على المستويين الرسمي والشعبي، وما تمثله من قاعدة راسخة لتطوير التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك، بما يحقق نقلة نوعية في مستوى التعاون بين الجانبين، ويعمل على توطيد أطر التعاون الثنائي والحوار السياسي لتحقيق المصلحة المشتركة للجانبين، والبناء على ما تم تدشينه من تقارب بين البلدين خلال السنوات الماضية.
وأكد الجانبان أيضًا أهمية العمل على تعزيز التبادل التجاري، وتوطيد الشراكات الاقتصادية بين القطاع الخاص في البلدين، من خلال تشكيل مجلس مشترك لرجال الأعمال، كما تمت مناقشة تعزيز التعاون بين الجانبين في عدد من القطاعات، وذلك في ضوء الإمكانات الهائلة التي يتمتع بها البلدان والفرص العديدة للتعاون بوجه عام، خاصةً في مجال الطاقة سواء الجديدة والمتجددة أو الغاز الطبيعي، في ضوء سعي مصر للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة، علاوةً على التعاون في مجالات أخرى كالإنشاءات والبنية التحتية، والنقل، والصناعات الدوائية، والسياحة والثقافة.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن المباحثات تطرقت كذلك إلى مختلف تطورات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث أشاد الرئيس الأذري في هذا الصدد بالدور الإيجابي الذي تقوم به مصر في إطار العمل على التسوية السياسية لمجمل الأزمات القائمة في محيطها الإقليمي.
وتوافقت وجهات نظر البلدين في هذا السياق بشأن أهمية دعم جهود التسوية السياسية في سوريا، ومواصلة العمل على إعادة إعمار البلاد، والقضاء على الجماعات الإرهابية، ودعم مؤسسات الدولة، بما يحافظ على وحدة الأراضي السورية ويلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري الشقيق وينهي معاناته الإنسانية.
وعلى صعيد مستجدات الأوضاع الليبية، فقد استعرض الرئيس السيسي رؤية مصر للتسوية في ليبيا وجهودها في هذا الصدد من أجل دعم المسارات السياسية والدستورية والاقتصادية.
وتطرق اللقاء كذلك إلى مناقشة تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية عل المستوى الدولي، بالإضافة إلى تبادل الرؤى بشأن مستجدات القضية الفلسطينية.
كما تم خلال المباحثات مناقشة جهود مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، في ضوء ما تمثله تلك الظاهرة من تهديد حقيقي على مساعي تحقيق التنمية في المنطقة والعالم، حيث أكد الرئيس السيسي ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي لحصار تلك الآفة على كافة المستويات، سواء فيما يتعلق بتمويل الجماعات الإرهابية وتزويدها بالسلاح والعناصر الإرهابية.
وأشاد الرئيس الأذري "علييف" بالمقاربة الشاملة التي اتبعتها مصر في الحرب على الإرهاب من خلال علاج جذور المشكلة عبر دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومحاربة الفكر المتطرف الذي يؤدي إلى الإرهاب.