استثمار
وزيرة التعاون الدولي تؤكد أهمية الانفتاح الاقتصادي إقليميًا ودوليًا لمواجهة الركود العالمي
أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي ومحافظ مصر لدى مجموعة البنك الدوليي، أهمية الانفتاح الاقتصادي إقليميًا ودوليًا لمواجهة الركود الذي يشهده العالم عقب أزمتي كورونا وأوكرانيا.
وقالت الدكتورة رانيا المشاط، في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز عربية" اليوم السبت، إنه يعاد تشكيل ليس فقط القوة الاقتصادية ولكن أيضا تسعير المنتجات، حيث أصبح هناك ضغط شديد جدا على أسعار مواد أولية ومواد غذائية، موضحة أن الركود الذي تشهده الدول المتقدمة له آثاره على الدول الأخرى وأصبح واقعا ملموسا.
وأضافت أنه يتعين وجود تنوع في الاقتصاد والتفكير في تذليل عقبات عديدة لجذب القطاع الخاص وشركات مختلفة وخلق تعاون إقليمي ووجود انفتاح أكبر لصمود الاقتصاديات.
وأوضحت أنه لابد من التفكير في تنوع أدوات التمويل، ومنها التمويل المختلف وهي أحد الأدوات الهامة التي من خلالها تقوم مؤسسات التمويل بمساندة الدول المختلفة من خلال اشراك القطاع الخاص أيضا.
وحول الإجراءات العالمية المطلوبة سواء من الحكومات أو المؤسسات متعددة الأطراف لمساعدة الدول النامية على تخطي الأزمة الغذائية، قالت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي ومحافظ مصر لدى مجموعة البنك الدولي إن الامن الغذائي أصبح ليس فقط تحدي للدول الناشئة والدول في المنطقة الإفريقية لكنه ايضا تحدي دولي وبالتالي النظر في تنوع مصادر الغذاء أصبح ضرورة.
أضافت أن الاستثمار في الأراضي الزراعية وفي الزراعة بشكل عام أصبح أحد الأولويات المهمة ليس فقط على المستوى الوطني ولكن ايضا على المستوى الدولي، مشيرة أن هناك العديد من المؤسسات تتيح تمويلات ميسرة لجذب القطاع الخاص من الدول الأوروبية ومن دول أخرى في المناطق التي من الممكن أن تكون جاذبة للزراعة وللمنتجات المختلفة.
وأوضحت الدكتورة رانيا المشاط، أن سلاسل التوريد والإمداد تحتاج الي التعاون الإقليمي لأنه أصبح من الأولويات الهامة لدى الدول، مشيرة إلى أنه يتم بحثه بشكل مباشر خلال اللقاءات مع المؤسسات المختلفة التي تشجع التعاون الإقليمي والقاري للتغلب على مشكلة الأمن الغذائي.
وذكرت أنه بسبب الأزمة الاوكرانية حدث نوع من انواع الضغط الشديد على الحيز المالي في الدول التي تساهم في المؤسسات الدولية مما ادي الي عدم وجود نفس الزخم ونفس التمويلات.
وأوضحت أن الأزمة في البداية كانت ازمة غذاء وتوريد القمح وغيره من المنتجات الزراعية التي في الأساس تمثل روسيا وأوكرانيا أكثر من 50 الي 60 % من الانتاج العالمي، موضحة أن وجود الامدادات او العرض من المواد الغذائية تعرض بشكل كبير جدا للضغط .
و أشارت إلى أن مصر عقب حدوث الازمة الاوكرانية تقدمت الي البنك الدولي لتسهيل ائتماني خاص لتوريدات القمح بحوالي 500 مليون دولار مباشرة بعد الحرب الاوكرانية الروسية وتم الانتهاء منها ، كما تقدمت للبنك الافريقي للتنمية بحوالي 270 مليون دولار، مؤكدة أن مصر استطاعت الحصول من أكثر من شريك للتنمية وأكثر من مؤسسة مالية على تمويلات عقب الأزمة مباشرة .
وحول إطلاق برنامج "نوفي" في مصر وحجم المشاريع التي يغطيها والتمويلات التي يوفرها وامكانية تغطية لمشاريع خارج مصر وخاصة في الإقليم العربي، قالت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي إن المنصة الوطنية لبرنامج “نوفي ” والتي تضمن مشروعات خاصة بالطاقة بالمياه والغذاء وتشمل الأمن المائي والغذائي مثل مشروعات تحلية المياه ومشروعات خاصة بالطاقة الجديدة والمتجددة ومشروعات خاصة بتطوير استخدام المياه والزراعة .
وأضافت المشاط، أن منصة “نوفي” دشنت على خلفية رئاسة مصر لمؤتمر المناخ “cop 27 ” ، موضحة أن جملة المشروعات في منصة “نوفي” تبلغ 15 مليار دولار ، والهدف من المنصة وجود تمويلات ميسرة ومختلطة لأن تنفيذ هذه المشروعات مفتوحة للقطاع الخاص وليست مشروعات وطنية ولكن التنفيذ من خلال القطاع الخاص .
وأوضحت وزيرة التعاون الدولي، أن مشروعات منصة “نوفي” متسقة مع رؤية مصر واستراتيجية مصر للمناخ 2050 ،والتعهدات الخاصة بالمساهمات المحددة وطنيا التي تعتبر ضرورة لكل دولة ، لان اصبحت التمويلات اليوم مرتبطة بشكل أساسي بأهداف ليس فقط التنمية ولكن أيضا أهداف مناخية تحقق الأهداف الوطنية و تتسق مع الأهداف الدولية.