أخبار مصر
وزير المالية: معدلات الدين والعجز للناتج المحلي الإجمالي في الحدود الآمنة
أكد وزير المالية الدكتور محمد معيط أن مصر نجحت في كسر شوكة الإرهاب، والانتقال من نقص الكهرباء والغاز إلى فائض التصدير، والتخلص من فيروس "سي"، وقضينا على قوائم الانتظار في العمليات الجراحية، وبدأنا تطبيق التأمين الصحي الشامل، وأصبحت البنية التحتية أحد أهم محفزات الاستثمار، في بلد أكثر أمانًا واستقرارًا، ووفرنا ملايين من فرص العمل، وخفضنا معدل البطالة من 13.3% في العام المالي 2014-2015 إلى 7.2% في الربع الأول من عام 2022.
وشدد معيط على التزام مصر بمنهجية المسارات المتوازية؛ لتسريع وتيرة البناء والتنمية للجمهورية الجديدة، التي ترتكز على إرساء دعائم حياة كريمة للمواطنين.
وحول نجاح الاقتصاد المصري في مواجهة تداعيات جائحة كورونا المستجد، لفت إلى أنه لولا الإصلاح الاقتصادي الذي بادر به الرئيس عبدالفتاح السيسي وسانده الشعب المصري العظيم في نموذج متفرد للإرادة الوطنية الخالصة، ما استطعنا معًا "الشعب والحكومة" بقيادة سياسية حكيمة أن نتجاوز تداعيات جائحة كورونا، ونُصبح من الدول القليلة في العالم التي سجلت معدل نمو 3.3% و3.6% في عامي الجائحة.
◄ وزير المالية: مخزون السلع الاستراتيجية الأساسية يكفى لمدة 7 أشهر
ولفت إلى النجاح في إدارة هذه الأزمة العالمية بحزمة مالية استباقية داعمة للاقتصاد المصري، حظيت كفاءة إنفاقها، بإشادة المؤسسات الدولية، ولم تشهد مصر نقصًا في أي سلعة، موضحًا أن منظومة الصوامع الجديدة جعلت مصر أكثر قدرة على توفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين في ظل الأزمات، فالمخزون الحالي من السلع الاستراتيجية الأساسية، خاصةً الحبوب والغلال والزيوت، يكفى لمدة 7 أشهر.
وشدد وزير المالية على أن مصر جزء من العالم، ولا شك أنها تتأثر بالتداعيات السلبية للتحديات الخارجية، والتأثيرات السلبية للأزمة الروسية الأوكرانية، وذلك من اضطراب في سلاسل الإمداد والتوريد وارتفاع تكاليف الشحن، ومن ثم زيادة حادة في أسعار السلع الأساسية والخدمات بشكل غير مسبوق، خاصة القمح، والبترول والسلع غير الأساسية وقيمة الخدمات، وتكاليف الشحن والنقل، على نحو أدى لحدوث موجة تضخمية لم تشهدها معظم اقتصادات العالم منذ أكثر من أربعين عامًا.
وأكد معيط أنه لولا التنفيذ المتقن للإصلاح الاقتصادي لكان الأمر أشد صعوبة، ولولا الأمن والاستقرار ما شهدنا هذا الحراك التنموي الضخم في كل ربوع مصر.
وتابع: لا شك أن ارتفاع أسعار السلع الأساسية عالميًا أدى إلى ضغوط على الموازنة العامة للدولة لتلبية احتياجات المواطنين، في ظل تأثر الإيرادات العامة للدول بتراجع معدلات السياحة والطيران، وكذلك ما تحملته الخزانة العامة من أعباء لمساندة القطاعات والفئات الأكثر تضررًا والتوسع في الحماية الاجتماعية.
ونوه وزير المالية إلى مضي مصر قدمًا في مسيرتها الاقتصادية والتنموية، التي انعكست في المؤشرات الإيجابية للعام المالي الماضي المنتهي في يونيو 2022، حيث حقق مصر أعلى معدل نمو منذ عام 2008 بنسبة 6.6% في يونيو 2022، على نحو حظي بإشادة مؤسسات التمويل والتصنيف الدولية.
وذكر معيط أن المشروعات الاقتصادية الضخمة للدولة المصرية عوضت خسائر بعض القطاعات الأخرى بسبب انتشار فيروس كورونا، خاصة مع توقف قطاعات معينة مثل السياحة والطيران نتيجة انتشار كورونا والغلق العالمي، إلا أن المشروعات الكبرى مكنت من تعويض هذه الخسائر، حيث اتخذت الدولة قرارًا استراتيجيًا بالتوازن بين الحفاظ على صحة الإنسان، ودوران عجلة الإنتاج.
◄ معيط: انخفاض معدل الدين للناتج المحلي إلى 87.2% في يونيو 2022
وقال معيط إن معدلات الدين والعجز للناتج المحلي الإجمالي في الحدود الآمنة وتحت السيطرة، حيث انخفض معدل الدين للناتج المحلي إلى 87.2% في يونيو 2022، وأن مصر تستهدف النزول به إلى 72% في عام 2027، بعدما وصل 159% في العام المالي 1980 1981، وبلغ 102.8% في يونيو 2016، وتراجع مكون الدين الخارجي لأجهزة الموازنة من 88.3% من إجمالي الدين عام 1991 إلى 19% في يونيو 2022.
وأوضح أن مصر تستهدف مد متوسط أجل الدين من 1.3 سنة في يونيو 2013 إلى 3.6 سنة في 2023 وإلى 5 سنوات في 2027، مشددًا على الحرص على تنويع مصادر التمويل بالأسواق المحلية والإقليمية والدولية لخفض تكلفة التنمية.
وشدد معيط على الالتزام بمنهجية المسارات المتوازية؛ لتسريع وتيرة البناء والتنمية للجمهورية الجديدة التي ترتكز على إرساء دعائم حياة كريمة للمواطنين.
وفيما يتعلق بمناخ الاستثمار في مصر والميز النسبية المشجعة للاستثمار، لفت الدكتور معيط إلى امتلاك مصر فرصًا واعدة في مختلف القطاعات وبنية تحتية قوية، ومناخ أعمال بات أكثر جذبًا للاستثمار، موضحًا أن الاقتصاد المصري بات أكثر تنوعًا وقدرة على مواجهة الصدمات العالمية، وأن مصر مستمرة بإرادة سياسية قوية، في إجراء الإصلاحات الهيكلية لتوطين الصناعة والاعتماد على الإنتاج المحلي، مستهدفين المزيد من الاستثمارات في مشروعات الطاقة الخضراء، بما فيها الهيدروجين الأخضر.
وذكر أن الجهود المبذولة لتحفيز مناخ الاستثمار على مدار السنوات الماضية، تجلت في صافي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر خلال العام المالي الماضي، الذي كان الأعلى منذ 10 سنوات، حيث سجلنا 8.9 مليار دولار بنسبة نمو 71.4% مقارنة بالعام المالي 2020 2021، رغم حالة عدم التيقن لدى المستثمرين.
◄ مد العمل بقانون الاستثمار لمدة خمس سنوات أخرى تنتهي عام 2028
وأكد أنه تشجيعًا للاستثمار أيضًا سوف يتم مد العمل بقانون الاستثمار لمدة خمس سنوات أخرى تنتهي عام 2028، بالإضافة إلى موافقة مجلس الوزراء على مشروع قانون حوافز الاستثمار الجديد، والذي وفر حافز استثمار يصل إلى 55% من الضريبة المستحقة.
وحول أهمية تمويل المناخ تزامنًا مع استضافة مصر لقمة المناخ "COP27".. نوه وزير المالية إلى أن تمويل المناخ مسألة جوهرية ومؤثرة في سرعة الانتقال إلى أنشطة صديقة للبيئة، خاصة في ظل التحديات العالمية الراهنة التي تضاعف الضغوط على الاقتصادات الناشئة بالبلدان النامية والإفريقية.
وحول طرح مصر صكوكًا سيادية خلال الفترة المقبلة، لفت إلى أن مصر تستعد لاستقطاب شريحة جديدة من المستثمرين العرب والأجانب وتابع: “نحن جاهزون تمامًا لطرح الصكوك، حيث تم وضع لائحة القانون، وقطعنا خطوات عديدة لضمان تفعيل تلك الصكوك وغير ذلك من الإجراءات التي أخذناها لتفعيل طرح الصكوك، إلا أن الأسواق ليست جيدة الآن وفق رؤية المستشارين الماليين، وسننتظر لحين تحسن الأوضاع، سواء كان هذا التحسن بعد أسبوع أو بعد شهر، لذا فإن قرار طرح الصكوك السيادية قد يتأجل بسبب الاضطرابات وحالة عدم اليقين التي تشهدها الأسواق العالمية، وكنا نستهدف طرح أول صك سيادي بقيمة قد تتراوح بين مليار دولار ومليارين، لتغطية جزء من احتياجاتنا التمويلية وجذب شريحة جديدة من المستثمرين الراغبين في الاستثمار وفقًا للشريعة الإسلامية”.
وأكد معيط أن السوق الإماراتية تُعد الوجهة الأولى للصادرات المصرية، حيث بلغ إجمالي قيمة التبادل التجاري غير النفطي بين الإمارات ومصر خلال الـ 22 عامًا الماضية خلال الفترة من عام 2000 حتى نهاية النصف الأول من العام الجاري 2022 نحو 67.5 مليار دولار، وفقًا لبيانات المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء الإماراتي.
وأشار وزير المالية إلى أن الإمارات الشقيقة تُعد شريكًا استراتيجيًا لمصر في مختلف القضايا والملفات على الصعيدين الإقليمي والعالمي، معبرًا عن اعتزاز مصر بالعلاقات الأخوية المتينة بين البلدين والشعبين الشقيقين، حيث تشمل مظلة التعاون بين البلدين اليوم معظم القطاعات.
وقال إن خصوصية العلاقات بين القاهرة وأبوظبي وصلت ذروتها خلال الفترة الحالية، وشهدت تطورًا كبيرًا ونوعيًا في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية والعسكرية وغيرها، ونموًا ملحوظًا في معدل التبادل التجاري، وزيادة كبيرة في حجم الاستثمارات الإماراتية في القطاعات الاقتصادية المصرية المختلفة.
وأضاف أن الإمارات تحتل المرتبة الأولى من بين دول العالم المستثمرة في مصر بإجمالي رصيد استثمار تراكمي يزيد على 28 مليار دولار، بقطاعات الصحة والتصنيع الدوائي، والغذائي، والتطوير العقاري، والخدمات المالية والتحول الرقمي، والبنية الأساسية، والاتصالات، والزراعة وغيرها، وسجلت الاستثمارات الإماراتية في مصر ارتفاعًا ملحوظًا لتصل إلى 1.9 مليار دولار خلال النصف الأول من العام المالي 2021-2022، مقابل 712.6 مليون دولار خلال نفس الفترة من عام 2020-2021 بنسبة ارتفاع قدرها 169.1%.
وأكد أن مصر حريصة على مواصلة تنمية أواصر التعاون مع الجانب الإماراتي خاصة في المجال الضريبي، والاقتصادي والمالي والاستثمار، وذلك من خلال اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي على الدخل، ومنع التهرب المالي بين البلدين، واتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار، جنبًا إلى جنب مع التركيز على كل القطاعات التنموية والتكنولوجية.