بترول وطاقة
إنعقاد ورشة عمل نموذج الغاز العالمى وسيناريوهات الإسراع بالتحول الطاقى
عُقدت ورشة العمل "نموذج الغاز العالمى.. وسيناريوهات الإسراع بالتحول الطاقى" بالقاهرة، لاستعراض الفرص والتحديات التى تشهدها صناعة الغاز عالميًا فى ضوء المتغيرات الراهنة، وتعد الورشة منصة متميزة لتبادل المعرفة والاتفاق على أفضل الممارسات بين المشاركين لتعزيز الدور الأساسى للغاز الطبيعى فى التحول الطاقى، وذلك فى إطار فاعليات منتدى الدول المصدرة للغاز.
وأكد المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية ورئيس الدورة الحالية للمنتدى، خلال الكلمة الافتتاحية لورشة العمل، بحضور عدد من وزراء المنتدى ومحمد هامل الأمين العام، على أهمية استضافة مصر مثل هذا الحدث الهام لأحد أكبر المنتديات البارزة عالميًا وهو "منتدى الدول المصدرة للغاز".
وأشار إلي أهمية التعاون طويل الأمد والعلاقات القوية بين كل من مصر والمنتدى، وأن فاعليات المنتدى تشمل أحداثًا مهمة مثل ورشة العمل التى نشهدها اليوم وتعد فرصة لتبادل الأفكار حول أحدث التحديات والفرص التى تواجه صناعة الطاقة وتوفر حوارات بناءة، خاصة حول مستقبل أحد مصادر الطاقة الرئيسية وهو الغاز الطبيعى". من خلال واحد من أهم الموضوعات التى يتم تناولها فى كافة أنحاء العالم وهو التركيز على دور الغاز الطبيعى كمصدر طاقة موثوق يدعم عملية انتقال الطاقة العادلة.
وأضاف الملا، أنه كان هناك اقتناع متزايد بأن العالم يواجه تهديدات خطيرة من تغير المناخ وأن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة آثاره السلبية، وفى الوقت نفسه، سيواصل استهلاك الطاقة لدعم التنمية الاقتصادية والحفاظ على المستويات المعيشية، وأن الجهود العالمية دعمت العمل على تخفيف هذه التحديات بالهدف المشترك المتمثل فى بناء اقتصادات أقوى وأنظف، وأكد على أنه من المهم توفير موارد الطاقة المطلوبة بطرق أكثر مسئولية وصديقة للبيئة وذات تأثيرات أقل على البيئة والمناخ.
وأوضح أن الغاز الطبيعى اكتسب زخمًا كبيرًا باعتباره المصدر الأمثل للطاقة الذى يلعب دورًا رئيسيًا فى مزيج الطاقة العالمى ويساهم بشكل كبير فى عملية انتقال الطاقة، وأنه بالحديث عن مصر على وجه الخصوص، فإن صناعة الغاز تعد من أقدم الصناعات التى يعود تاريخها إلى أكثر من 50 عامًا.
وفى الآونة الأخيرة، أصبح الغاز الطبيعى هو أساس توازن الطاقة فى مصر وتقوم عليه العديد من الصناعات والقطاعات، ونجحنا فى تحقيق إنجازات مهمة فى السوق المحلية، حيث تم التوسع فى مشروعات توصيل الغاز الطبيعى للمنازل فى جميع أنحاء مصر لتصل إلى حوالى 13.5 مليون وحدة سكنية، وتم تعزيز استخدام الغاز الطبيعى المضغوط كوقود مع تحويل ما يقرب من 500 ألف سيارة إلى العمل بالغاز الطبيعى كوقود.
ولفت إلى أن مصر تعمل جاهدة فى جميع الجوانب المختلفة لتعزيز مكانتها كمركز إقليمى للطاقة وشريك تجارى رئيسى لتوريد الغاز للأسواق الأوروبية، مشيرًا إلى أن التطلعات المستقبلية لن تكون ممكنة إلا من خلال العمل الجاد والتفانى والأهم من ذلك التعاون بين جميع الدول وشركاء الصناعة.
وفى هذا الصدد، أكد الملا أن مصر حريصة دائما على العمل بشكل وثيق مع جميع أعضاء المنتدى لتعزيز أنشطته، وإيجاد المزيد من التطورات والشراكات التى تعتبر ضرورية لمستقبل مستدام، وأنه يؤيد بشدة محادثات المنتدى للاستفادة من كل التمويل المتاح والتكنولوجيا وبناء القدرات لتطوير مسارات انتقال طاقة متوازنة وعادلة وبتكلفة مناسبة.
وخلال كلمة المهندس محمد الهامل الأمين العام للمنتدى أكد على أهمية انعقاد هذا الاجتماع الوزارى للمنتدى فى ظل الأحداث المتلاحقة التى يواجهها العالم وارتفاع معدلات التضخم منذ عقود، معربًا عن تقديره لمصر على حسن استضافتها لفعاليات المنتدى والذى يعد فرصة رائعة لتبادل الرؤى وإيجاد طرق ووسائل تدعم جهود المنتدى والتوسع فى عضويته، كما يعد فرصة لإعادة التأكيد على الدور الهام للغاز الطبيعى فى التنمية المستدامة، وكلاعب مؤثر ومحورى فى عملية التحول الطاقى وخفض الانبعاثات بطريقة سلسة، مشيرًا إلى أن قارة إفريقيا ستشهد خلال الأعوام القادمة ضخ استثمارات كبيرة فى مشروعات الغاز الطبيعى.
◄ الملا مخرجات الورشة يمكن البناء عليها تحت مظلة المنتدى
وفى ختام الورشة أكد الملا على أهمية ما جاء بأوراق العمل التى استعرضتها الورشة من توصيات ومقترحات، وضرورة تضافر الجهود والتنسيق بين الدول الأعضاء للاستفادة منها والعمل على ترجمتها إلى استراتيجيات عمل تحت مظلة المنتدى، لتطور أكثر للصناعة وزيادة الإنتاج وخفض الانبعاثات وتحقيق الاستدامة، على أن يتم مناقشة ذلك خلال الاجتماع القادم لتكون بمثابة قاعدة يمكن البناء عليها مستقبلًا.